يقولون إن الإنسان وحده من يستطيع أن يصنع التاريخ، ونحن لا نختلف مع ذلك، لكن هناك أماكن هي التاريخ نفسه، وهو ما يخبرنا به ستاد آزادي الملعب الرئيسي للمنتخب الإيراني منذ تشيده عام 1971، والذي شهد على مدار ما يقارب النصف قرن الكثير من لحظات الانتصار والانكسار.. فرحة المكسب ودموع الخسارة.
لمحة جغرافية وتاريخية
الملعب الإيراني الذي يصنف على كاستاد أولمبي يمكنه احتضان مسابقات الكثير من الألعاب الرياضية وليس كرة القدم فقط، بدأت عمليات بنائه عام 1971 كأحد مكونات المدينة الأولمبية التي تقع غرب العاصمة الإيرانية طهران والتي شيدت وقتها لاستضافة دورة الالعاب الآسيوية السابعة عام 1974، وأطلق عليه وقتها استاد “ارياميهر” تكريما للشاه الإيراني في عهد الحكم الملكي، ولكن بعد الثورة الإسلامية في إيران اطلق عليه اسمه الحالي والذي يعني “الحرية” باللغة العربية.
الملعب يعد أكبر ملعب في إيران من حيث سعة الجمهور، حيث كان يتسع إلى 100 ألف متفرج عند تأسيسيه ولكن مع تطويره تقلصت سعته بعض الشي واصبح يتسع إلى 95.225 ألف متفرج.
تصنيفات
الملعب الإيراني يمتلك سمعة عالمية كبيرة، حيث يصنفه الكثيرون على أنه من أكبر وأفضل ملاعب العالم، وهو ما ظهر في اختيارت مجلة “four four two” البريطانية عام 2015 لقائمة أفضل 20 ملعب رياضي حول العالم، حيث احتل ملعب الحرية المركز الخامس عشر في القائمة التي احتل به ملعب لامبونيرا بالأرجنيتين وكامب نو ببرشلونة في إسبانيا وويمبلي بإنجلترا وارتيكا بالمكسيك وسان سيرو بميلان في إيطاليا المراكز من الأول للخامس على الترتيب.
وفي تقرير آخر نشرته صحيفة اليوم السابع المصرية في أبريل من العام الماضي، صنف الملعب الإيراني على أنه واحد من أكبر خمس استادات لكرة القدم في العالم، مختارة ملعب رينجرادو ماي دي بكوريا الجنوبية في المركز الأول، وملعب الكامب نو في المركز الثاني وفي المركز الثالث ملعب أزاتيكا بالمكسيك، واحتل الملعب الإيراني المراكز الرابع، وفي المركز الخامس جاء الملعب الوحيد من قارة أفريقيا استاد سوكر سيتي بحنوب أفريقيا الذي وصلت سعته بعد تطويره عام 2010 لأكثر من 94 الف متفرج.
لحظات الفرح والدموع
الملعب الإيراني حاله كحال جميع ملاعب كرة القدم، شاهد دائم على أسعد اللحظات وأتعسها، وبصفته الملعب الرئيسي لمنتخب إيران، إضافة إلى أنه الملعب الرئيسي أيضا لناديي بيرسبوليس واستقلال طهران، فقد كان شاهدًا على أهم إنجازات كرة القدم الإيرانية.
ويكفي أن تعرف أنه كان محتضنا لمباريات المنتخب الإيراني في أغلبية التصفيات التي خاضها المنتخب الإيراني ونجح خلالها للصعود إلى كأس العالم، وبالأخص نسخة فرنسا 1998 وألمانيا 2006 والبرازيل 2014، إضافة إلى تصفيات نسخة روسيا 2018 والتي احتضن فيها الملعب كل مباريات المنتخب الإيراني بما فيهم مبارة الصعود أمام أوزبكستان.
الملعب الإيراني أيضا شهد أكثر من خسارة مؤلمة لجماهير إيران ولكن يظل أتعسها وأكثرها حزنًا عام 2005 في مبارة جمعت المنتخب الإيراني والمنتخب الياباني في إطار التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2006، فبعد إطلاق صافرة نهاية المبارة حدث ما لا يحمد عقباهـ حيث سادت حالة من الفوضي أثناء خروج الجماهير من الملعب، وتسبب ذلك في وقوع 5 حالات وفاة وإصابة 32 آخرين وهو ما أحزن جميع الأوساط الرياضية وقتها.
السعة الأكبر
أكبر سعة حدثت في تاريخ الملعب الإيراني كانت خلال تصفيات كأس العام 1998، وبالأخص في مبارة المنتخب الإيراني والاسترالي، حيث احتضن الملعب وقتها وفقًا للتسجيلات أكثر من 128 ألف متفرج وهو ما يعد رقمًا قياسيًا لسعة الملعب لم يحدث من قبل وبالتأكيد لم يحدث مستقبلا بالأخص مع تطوير الملعب عام 2002 وتقليل سعته إلى 94 الف مقعد فقط مخصصا للجماهير، حفاظا على عوامل الأمن والسلامة التي فرضها الاتحاد الدولي لكرة القدم على جميع استادات كرة القدم حول العالم.