اختلف دبلوماسيو الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبى حول سياسة الشرق الاوسط، بينما احتفلوا “بشراكتهم” يوم الثلاثاء.
وحثت فيديريكا موغيريني، الممثل الأعلى لسياسة الأمن والشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، واشنطن على التمسك باتفاق إيران بشأن عدم انتشار الأسلحة النووية، وذلك بعد اجتماعها مع وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في بروكسل.
كما حثت أيضا على عدم الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، والذي كان ضمن وعود الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكى دونالد ترامب.
وقالت موغيريني “إن الاتفاق النووي الإيراني يمثل الأولوية الاستراتيجية الرئيسية بالنسبة للأمن الأوروبي، وللأمن الإقليمي والعالمي كذلك”.
وأضافت “إن تفكيك اتفاق حول القضايا النووية القائمة، كما أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تسع مرات، لن يحسن وضعنا لمناقشة كل القضايا المتبقية في البلاد”.
وقالت موغيريني “يجب إيجاد وسيلة، من خلال المفاوضات، لحل وضع القدس كعاصمة مستقبلية لكلتا الدولتين”، مشيرة الى الصراع بين اسرائيل وفلسطين على المدينة.
وأضافت “نعتقد أن اي عمل من شأنه ان يقوض هذا الجهد يجب تجنبه”.
لقد تحدثت في مؤتمر صحفي قصير لم يسمح للصحفيين بطرح الأسئلة به.
وجاءت تصريحاتها بعد ان طلب ترامب، قبل شهرين، من الكونغرس إلغاء الاتفاق الإيراني من جانب واحد. وتم التفاوض من قبل موغيريني على الاتفاق الذي يتضمن رفع العقوبات مقابل تجميد تخصيب اليورانيوم في مراحله النهائية.
وجاءت تصريحات موغيريني أيضا وسط إشارات البيت الابيض التى جاء فيها أن ترامب سيعلن هذا الأسبوع أن الولايات المتحدة ستنقل سفارتها الإسرائيلية من تل ابيب إلى القدس فى اعتراف فعلي بمطالب إسرائيل المتعلق بالمدينة.
تيلرسون وتصريحاته بشأن إيران
يبدو أن تيلرسون في البداية تعارض مع ترامب بشأن إلغاء الاتفاق الإيراني.
وقال بعد مقابلة موغيريني “لقد بحثنا جهودنا المشتركة في إطار خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق الإيراني) لامتثال ايران امتثالا كاملا لشروط تلك الصفقة وتنفيذ هذا الاتفاق بشكل كامل”.
ثم ردد قول ترامب أن إيران يجب أن تدفع ثمن أنشطتها “المزعزعة للاستقر” فى الشرق الاوسط.
واستشهد ببرنامج ايران للصواريخ البالستية ودعمها للمتمردين اليمنيين وللنظام السوري، وحزب الله الميليشيا المسلحة في لبنان.
وقال “إن هذه الأنشطة الإيرانية لا يمكن تجاهلها ولا يمكن تركها دون الرد عليها ونحن نعتزم مواصلة اتخاذ اجراءات لضمان تفهم إيران لهذا الأمر”.
يذكر أنه لم يقل شيئا عن القدس.
ولكنه تطرق إلى المجالات الأخرى التي اتفق فيها الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة، مثل التصدي للعدوان الروسي في اوكرانيا والعقوبات بشأن التهديد النووي لكوريا الشمالية ومحاربة الإرهاب الإسلامي والإنفاق بشكل أكثر على الدفاع الوطني.
وقال تيلرسون “إن الشراكة بين أمريكا والاتحاد الاوربى قائمة على القيم المشتركة والأهداف المشتركة المتعلقة بالأمن والإزدهارعلى جانبي الأطلنطى ونظل ملتزمين بذلك”.
وكان اجتماع تيلرسون مع موغيريني هو الأول من نوعه ضمن سلسلة من الأحداث التي جرت في بروكسل يومي الثلاثاء والأربعاء.
والتقى المبعوث الأمريكى بوزراء خارجية الاتحاد الأوروبى والناتو. وسوف يتوجه إلى فيينا يوم الأربعاء فى اجتماع يستمر يومين لمنظمة الأمن والتعاون فى أوروبا، وهى هيئة أمنية، وذلك قبل إجراء محادثات مع نظيره الفرنسى فى باريس يوم الجمعة.
وقال خلال وصوله إلى اجتماع الناتو فى بروكسل أن الولايات المتحدة لديها “التزام صارم بالمادة الخامسة”، والمتعلقة ببند معاهدة الناتو حول الدفاع المتبادل.
المشاعر المناهضة لترامب
تأتي قناعات تيلرسون وسط كراهية أعمق في أوروبا تجاه أمريكا في عهد ترامب.
وقال 56 فى المائة من ممن تم استطلاع آراؤهم مؤخرا من قبل مؤسسة كوربر فى ألمانيا إن العلاقات مع الولايات المتحدة سيئة أو سيئة للغاية.
وقال 19 فى المائة إن العلاقات الأمريكية ضعيفة المستوى كانت مصدر قلق رئيسى لهم. وتأتي هذه المسألة في المرتبة الثانية بعد الهجرة بنسبة (26٪)، ولكن قبل العلاقات الألمانية التركية السيئة (17٪)، وكوريا الشمالية (10٪)، وروسيا (8٪).
وتأتي ضمانات تيلرسون أيضا وسط تكهنات بأن ترامب يخطط لفصله من وظيفته.
ويأتي هذا المنصب الشاغر وسط العديد من الوظائف الخالية الأخرى في دوائر وزارة الخارجية، بما في ذلك منصب السفير الأمريكي لدى الاتحاد الأوروبي.
وقلل تيلرسون الذي كان يتحدث للصحفيين لدى وصوله إلى السفارة الأميركية في بروكسل من أهمية ما أسماه “انتقادات بسيطة” من ترامب.
وردا على أسئلة حول المناصب الدبلوماسية الشاغرة قال “إن وزارة الخارجية لا يفوتها أي تفصيل”.
وختم قائلا “في حين أننا لا نملك أى انتصارات على الطاولة حتى الآن، أستطيع أن أقول لكم إننا فى وضع أفضل بكثير للنهوض بالمصالح الأمريكية فى جميع انحاء العالم مما كنا عليه قبل 10 أشهر”.