قال المستشار مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، جاريد كوشنر يوم الأحد، إن سعي الرئيس ترامب للدفع نحو التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين ينبع من الاعتقاد بأن أهدافه الأوسع لوقف العدوان الإيراني والتطرف الإسلامي لن تكون ممكنة بدونه.
وقال كوشنر لخبراء الشرق الأوسط الذين اجتمعوا فى منتدى صبان التابع لمؤسسة بروكينغز “إذا كنا سنحاول خلق المزيد من الاستقرار فى المنطقة بأسرها، فيجب علينا حل هذه القضية”. وقال ترامب “إن ذلك يعتبر أمرا لابد من حله”.
ولكن بعد مرور عام تقريبا على تعيين ترامب لكوشنر، وهو صهره وكبير مساعدى البيت الابيض، بصفته الشخص المعني بما وصفه بـ “الاتفاق النهائي”، لم ترد أىة إشارة توضح إلى أين تتجه المبادرة.
يذكر أن أولئك الذين يفترض أنهم مشاركون في الخطة، والذين وصفهم مسؤولون بأنهم مجموعة شاملة من بينها إسرائيل والفلسطينيون والحكومات العربية والداعمون الدوليون، قد ظلو على نفس الوضع في الظلام، مما أدى إلى تكهنات واضطرابات واسعة النطاق.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير الأسبوع الماضي “إذا كانت هناك دولتان، فإن جزءا كبيرا من الائتلاف الإسرائيلي سيعترض”. وأضاف المسؤول أن أي محاولة لإقامة دولة فلسطينية بأي شكل من الأشكال “يمكن أن تسقط حكومة” رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.
وقالت حنان عشراوي، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، “هناك شائعات منتشرة فقط، لكننا نسمع أن هناك تحركات لجلب العرب على طاولة المفاوضات وتقديم مكافآت لإسرائيل ومنح الفلسطينيين مزيدا من الضغط والتهديد والابتزاز”.
وقد أثارت التقارير، التي تفيد بأن ترامب يخطط هذا الاسبوع لإعلان اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل، القلق فى بعض الدوائر.
وقال صائب عريقات أمين عام منظمة التحرير الفلسطينية في بيان صدر يوم الأحد إن “هذه الخطوة ستعزز الفوضى الدولية وعدم الاحترام للمؤسسات والقانون العالمي”. ويريد الفلسطينيون أن تكون القدس الشرقية عاصمتهم. وبالانحياز إلى قضية تعتبر منذ أمد بعيد جزءا من مفاوضات “الوضع النهائى”، قال إن الولايات المتحدة “ستتخلى أيضا عن القيام بأي دور فى مبادرة لتحقيق السلام العادل والدائم”.
وقال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، الذي يعتبره كوشنر أحد الشركاء الإقليميين، الإسبوع الماضي محذرا من أن قرار الولايات المتحدة المتعلق بنقل السفارة الإسرائيلية من تل ابيب إلى القدس “يجب ان يأتي في إطار حل شامل يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية والقدس الشرقية عاصمتها، والعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل”.
وأضاف عبد الله الذي كان في واشنطن للتشاور مع الكونغرس أن “أي تحرك في هذه المرحلة يمكن أن يٌستغَل من قبل الإرهابيين لإثارة الغضب والإحباط واليأس من أجل نشر أيديولوجياتهم”.
ورفض كوشنير التعليق على قضية السفارة قائلا إن ترامب “مازال يبحث في الكثير من الوقائع المختلفة”.
وقال حاييم صبان، الملياردير الإعلامى الحاصل على الجنسيتين الإسرائيلية والأمريكية والذى يرأس المنتدى، وهو عبارة عن حوارا سنويا بين الزعماء الأمريكيين والاسرائيليين، “إن الرئيس سيتخذ قراره. وسيكون هو نفسه من سيرغب في إخباركم، وليس أنا”. وأضاف، إنه سيدعو كوشنر للرد يوم الخميس، وهو اليوم الذى من المتوقع أن يتحدث فيه ترامب حول هذه القضية. وأجاب كوشنر قائلا، “ممتاز”.
وبعد أن أوضح كوشنر أن الإيرانيين، مع “طموحاتهم النووية والضرر الإقليمي الواسع من ورائهم”، بالإضافة إلى التهديد من قبل تنظيم الدولة والأيديولوجية المتطرفة يمكن التغلب عليهم على أفضل وجه بعد حل القضية الإسرائيلية الفلسطينية.
وللوصول إلى نتيجة نهائية، التقى كوشنير وفريقه مرارا وتكرارا مع القادة والمفاوضين في بلدان من جميع أنحاء المنطقة. وقال “لقد حاولنا جاهدين القيام بالكثير من الاستماع لمعرفة “ماهي خطوطهم الحمراء”، وذلك لإيجاد نقاط التقاء مشتركة من أجل العثور على أسباب للتحرك بدلا من عدم القيام بشيء”.
جدير بالذكر أن كوشنر قام بتجنب أسئلة تتعلق بالعلاقات الوثيقة بين الإدارة والمملكة العربية السعودية وعلاقته الوثيقة مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان المعروف باسم “إم بي إس”.
ويعزو بعض الخبراء ما يبدو على أنه تأخر في إطلاق خطة الإدارة، والتي كان من المقرر وضعها نهاية العام الحالي، إلى التجاوز الذي قام به الأمير السعودي، والذي اعتقل في الأسابيع الأخيرة أكثر من 200 من أفراد العائلة المالكة السعودية وقيادات من رجال الأعمال، وتدخل في السياسة الداخلية في لبنان وتحمل المسؤولية الدولية عن الكارثة الإنسانية في اليمن.
وأصر كوشنر على أنه لم يكن هناك تأخير، لأنه لم يكن هناك موعد نهائي.
وختم كوشنر قائلا، “نحن رجال أعمال، ولسنا سياسيين”. وقال، “لقد كنا متعمدين بشكل كبير عدم وضع أطر زمنية. ونحن لا نحاول القيام بذلك بنفس الطريقة التي تم استخدامها من قبل”.