ينتظر سكان العالم أجمع النسخة المقبلة من كأس العالم الحدث الرياضي الأشهر والمقرر انطلاقه منتصف العام المقبل وتستضيف مبارياته روسيا، ويصاحب هذا الانتظار الكثير من آمال وطموحات مواطنين الدول الـ 32 التي نجحت في الصعود إلى نهائيات العرس المونديالي.
وحال ايران أحد ممثلي قارة آسيا في المحفل العالمي القادم، لا يختلف كثيرا عن المنتخبات الـ 31 الأخرى، بل قد تزداد عن البعض منهم لما تمتلكه من جيل مميز ومتكامل من اللاعبين في صفوف منتخبها الوطني، لكن هناك مجموعة من اللاعبين بالأخص، بدأت الجماهير الإيرانية تعلق عليهم الأماني في الذهاب بمنتخبهم الوطني إلى أقصى مدى ممكن في مشوار النهائيات.
ميسي إيران وخليفة دائي
ويأتي في مقدمة هؤلاء صاحب الـ 22 ربيعا اللاعب سرادر ازمون مهاجم المنتخب الإيراني والذي نشر عنه الاتحاد الدولي لكرة القدم fifa تقريرا قبل عام على موقع الرسمي، وصفه بأنه ميسي إيران والمهاجم الأمثل لتعويض افتقاد المنتخب الإيراني مهاجم كبير بدرجة هدافها الأبرز اللاعب السابق علي دائي.
سرادر مهاجم يمتلك كل المميزات التي يتطلبها مركزه بداية من قوته الجسمانية، مروا بسرعته الجنونية بالكرة وبدون الكرة، إضافة إلى قدرته على التسديد بقدميه الاثنين، إلى جانب ذلك يجيد سرادر اللعب بمركز الجناج المهاجم.
اللاعب الإيراني شارك في التصفيات المؤهلة لكأس العالم رفقة بلاده ونجح في تسجيل 10 أهداف من الـ 13 مبارة، كان أهمها بالطبع هدفه في مبارة الصعود أمام منتخب أوزبكستان بعدما ساهم رفقة زملائه في الفوز بنتيجة 2/0 حيث أحرز الهدف الأول وصنع الثاني بمفرده بعدما نجح في استخلاص الكرة من أحد لاعبي الفريق الأوزبكي ومررها لزميله بالفريق الذي لم يتوان في وضع الكرة بالشباك محرزا الهدف الثاني وضامنا بطاقة التأهل لإيران.
سرادر يلعب بنادي أوستوف الروسي وبالتالي فهو يملك ميزة الاعتيادية على اللعب بالملاعب والأجواء الروسية، إضافة إلى ذلك فهو يعلم جيدا أن المونديال القادم فرصة كبيرة أمامه لتحسين مستقبله الكروي، فتألقه في هذا المحفل الدولي وفي هذا السن يعني أنه أمام فرصة لا تعوض للانتقال لأفضل وأعرق الفرق الأوروبية.
المايسترو
اللاعب الثاني الذي تعقد عليه الجماهير آمالًا كبيرة، هو اشكان ديجاجاه المحترف بصفوف نادي فولسفبورج الألماني، فصاحب الـ 31 عاما أمامه فرصة كبيرة لختام حياته الكروية على المستوى الدولي بالشكل الأفضل خلال مباريات منتخبه بكأس العالم.
ديجاجاه أحد قادات المنتخب الإيراني يلعب بمركز الوسط المهاجم، وطريقة لعبه في تحكم أداء فريقه الهجومي تشبه بشكل كبير تحكم المايسترو في عازفيه بفرقته الموسيقية، فإلى جانب أنه المتخصص الأول في تسديد جميع الكرات الثابتة، يمتلك ديجاجاه جميع السمات التي يتصف بها اللاعب رقم 10 بأي فريق لكرة القدم، من حيث القدرة على قراءة الملعب واختيار المكان الذي تخرج منه هجمات فريقه وتنويعها على طرفي الملعب واختيار طريقة الهجوم من لعب كرات عرضية أو اختراقات من العمق إلى غير ذلك.
والأهم من ذلك الخبرة التي يمتلكها اللاعب، حيث كان أحد لاعبي المنتخب الإيراني خلال نهائيات كأس العالم 2014 وشارك في الثلاث مباريات التي لعبها منتخبه الوطني بمرحلة المجموعات، قبل إقصائه بعدما لم ينجح سوى في تحقيق نقطة واحدة فقط من تعادل وخسارتين.
سلاح هجومي
وبعيدا عن المحترفين ينتظر من المهاجم الإيراني الشاب مهدي طارمي لاعب نادي برسبوليس الكثير في مباريات كأس العالم، نظرا للمستوى الجيد الذي ظهر عليه في الفترة الأخيرة سواء مع المنتخب في التصفيات أو مع فريقه بعدما قاده إلى نصف نهائي النسخة المنقضية منذ أيام من دوري أبطال آسيا قبل أن يُقصى على يد الهلال السعودي ويفشل في الصعود إلى المبارة النهائية.
صاحب الـ 25 عاما يعد أحد الأسلحة الهجومية الفعالة بالمنتخب الإيراني، ويتميز بقوة ضربات الرأس وتمكنه الجيد في استخدمها لهز شبالك المنافسين مستغلا في ذلك طول قامته الجيد الذي يصل إلى 1.87 سم، وكان قد نجح في تسجيل 3 أهداف في مشوار منتخب بلاده بالتصفيات أهمهم الهدف الثاني في مبارة الصعود أمام أوزبكستان.
حارس أمين
ومن أهم اللاعبين الذين تنتظر منهم الجماهير الكثير في المونديال القادم، حامي عرين المنتخب ونادي برسبوليس الحارس علي رضا بيرانوند الذي اختاره الاتحاد الدولي في المركز التاسع في قائمة أفضل حراس المرمى بالعالم والتي تصدرها الحارس الإيطالي الأسطوري بوفون.
الحارس الإيراني قدم مستويات مبهرة خلال التصفيات ولم تهتز شباكه سوى 3 مرات فقط طيلة عمر التصفيات، وهو ما يبشر بشكل كبير في تقديم مستوى يناسب تصنيفه العالمي خلال مباريات منتخبه بالعرس العالمي.
الأخطبوط
أكبر اللاعبين سنا بتشكيلة المنتخب الإيراني اللاعب سيد جلال حسيني يتوقع منه هو الاخر ادء ملفت في النهائيات القادمة لما يمتكلها من خبرات صاحب الـ 35 ربيعا.
ومثله مثل زميله بالمنتخب ديجاجاه يمتلك دافع تقديم أفضل ما لديه في النهائيات القادمة التي قد لا تكرر مرة أخرى بالنسبة له بسبب تقدمه بالسن واحتمالية أن يكون مونديال روسيا الفرصة الأخيرة له في مشواره الكروي لتقديم البصمة التي يظل يتذكرها الجمهور الإيراني الذي يٌطلق عليه لقب الاخطبوط.