يعد الطعام جزءًا هامًا من ثقافة الشعوب، وكأي شعب آخر يقدر الشعب الإيراني الحلوى، وتعد حلواه جزءًا من التاريخ ومن الحضارة الإنسانية، وهو ليس تمجيدًا في الحلوى، بقدر ماهو تاريخًا يتجدد بتجدد البشرية نفسها، كما تعد الحلوى أيضًا تعبيرًا عن لفرحة فهي ترتبط بالأعياد، إذ نجد مع كل مناسبة طعامًا معينًا، لتعد جزءًا من الاحتفاء بهذا اليوم.
السوهان
تعد السوهان من أهم الحلويات التي تشتهر بها إيران، ويعود تاريخها إلى العصر “القاجاري” ورغم ذلك ما تزل تتصدر القائمة رغم ارتفاع ثمنها النسبي الذي أصبح يجعل من الحصول عليها أمرًا موسميًا، خاصة وجود محلات تتخصص ببيعه، وترى وجودها لا غنى عنه في المناسبات والأعياد، بجانب احتوائها على مواد صحية ومفيدة.
تصنع الحلوى بشكل خاص في مدينة “قم” وتنقل إلى كثير من المدن الأخرى، بل وتوريدها إلى الخارج، أما المواد التي تدخل في صناعة السوهان فهي الدقيق العسل والقمح والسمن ويضاف إليه الزعفران والقرفة والجوز والحبوب المطحونة، ويعد من خلال تحمير الدقيق مع السمن أو الزبدة، ثم في طبق آخر يخلط السكر مع الماء والزعفران وماء الورد والقرفة والجوز والهيل أو أي ما يشابههم، ويتم إضافتهم للسمن والدقيق، ويتم تقليبهم على النار حتى يصيروا خليطًا متجانسًا، ثم يفرد الخليط حتى يبرد ويتم تزيينه بالفستق.
السمنو
ترتبط حلوى “السمنو” الإيرانية بشكل خاص في عيد النيروز ورأس السنة الإيرانية، حيث يعد أحد “السينات” السبعة في مائدة “هفت سين” التراثية، وقد سميت بهذا الاسم لوجود 7 أطباق بحرف السين على مائدتها، وهو تقليد إيراني قديمي، كذلك تصنع حلوى “السمنو” في موالد الأئمة في إيران.
ويستغرق الإيرانيون ما يقرب من الـ 20 ساعة لصناعة هذه الحلوى، لذا يطبخ السمنو قبل العيد بأيام، ويتكون من حبوب القمح التي يتم نقعها في الماء حتى تظهر بذورها، ثم تترك لتجف، وتخلط فيما بعد على النار والماء والسكر، حتى تكتسب لونًا بنيًا.
وقديمًا كان يتم طهي السمنو في مواد نحاسية بشكل خاص، غير أنه الآن يكثر شرائه من متاجر الحلوى، ويعد النوع الأشهر فيه هو “سمنو العمة ليلى” وهو خاص بمنطقة شهريار القريبة من طهران.
المن والسلوى
من 450 عامًا تصنع هذه الحلوى، هي حلوى تشتهر بها أصفهان على نحو خاص، ويتم تصديرها لدول كثير أبرزهم لبنان، وهي حلوة من صنع الطبيعة في الأصل إذ تصنعها حشرة المن على لحاء الأشجار، ولكن الإيرانيون يقوموا بتذويبها في الماء ويضيفوا إليها مواد للتجمد وتقطع وتجمل بالمكسرات، ثم توضح في الدقيق من أجل أن تستمر لأطول وقت.
وتصنع الحلوى داخل إيران فيما يقرب من 400 معمل، لتباع وتصدر في الخارج حيث تكسب إيران منها 800 ألف دولار سنويًا.
البقلاوة
تعد القلاوة هي أكثر الحلويات انتشارًا على المائدة الإيرانية، وتتنوع صناعة البقلاوة بالمدن التي تصنعها، وأشهر أنواع البقلاوة هي الخاصة بمدية يزد، وهو تتكون من مواد مختلفة مثل الفستق والصلصة والزعفران وجوز الهند، أما بقلاوة قزوين فهي تسمى باسم “البرجمي” وتتكون من ثلاث طبقات الفستق واللوز والزعفران، وفي جنوب إيران تكثر البقلاوة التي يتم صناعتها بشراب السكر وتسمى “بالرجتري”.
وتشبه البقلاوة مثيلتها في الوطن العربي بشكل كبير، فهي أيضًا معجنات يتم حشوها بالمسكرات، ولكن بمختلف أشكالها.