في اجتماع بطهران مع الممثل الخاص التابع للأمم المتحدة بأفغانستان تاداميشى يامامو، أعرب وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، عن قلقه بشأن الوجود المتزايد لمقاتلي تنظيم الدولة (داعش) في أفغانستان وذلك وفقا لما ذكرته وسائل الإعلام الإيرانية.
وأكد ظريف أن الجمهورية الإسلامية على استعداد لتوسيع تعاونها مع الأمم المتحدة والحكومة الأفغانية لمواجهة تهديد داعش في أفغانستان والمنطقة على نطاق واسع.
وأضاف أن إيران تسعى إلى الاستقرار في أفغانستان وتبذل جهودا في هذا الصدد. كما بحث الجانبان سبل التوصل إلى تسوية سياسية مع طالبان لإنهاء الحرب المستمرة منذ 16 عاما في أفغانستان.
وأشار ظريف إلى أن طهران تريد زيادة تعزيز علاقاتها الاقتصادية والتجارية مع أفغانستان. وأكد دبلوماسي إيراني كبير دعم بلاده لحكومة الوحدة الوطنية في افغانستان.
ويرى البعض أنه منذ سقوط طالبان قبل 16 عاما، لعبت إيران على طرفي النزاع في أفغانستان.
فمن ناحية، أقامت طهران علاقات وثيقة مع كابول وساهمت في عملية إعادة بناء أفغانستان. وبرزت إيران باعتبارها أكبر شريك تجارى لأفغانستان حيث أن العلاقات بين كابول وإسلام اباد آخذة في التدهور.
يذكر أن أفغانستان وإيران والهند وقعتا العام الماضي اتفاقا ثلاثيا لإقامة ممر عبور دولي عبر مدينة تشابهار الإيرانية التي خفضت اعتماد افغانستان غير الساحلية على ميناء جوادر الباكستانى. ووصلت أول شحنة من القمح من الهند الى جنوب غربي افغانستان عبر ميناء تشابهار في وقت سابق من هذا الشهر.
ولكن في الوقت ذاته قامت قوات حرس الثورة الإسلامية على مدار العقد بتوفير التدريب والمال والأسلحة والملاذ لمقاتلي طالبان وذلك للضغط على القوات العسكرية الأمريكية لمغادرة البلاد. واستغلت الحكومة الإيرانية علاقاتها مع طالبان للبحث عن تنازلات سياسية من حكومة كابول.
أصبحت الحكومة الأفغانية أكثر تعبيرا وبشكل صريح عن علاقة إيران مع طالبان وتقديم الدعم لها. وفي سبتمبر، على سبيل المثال، قال رئيس الأركان العامة لقوات الدفاع والأمن الوطني الأفغاني إن حكومة كابول لديها أدلة على أن إيران توفر أسلحة وممتلكات عسكرية أخرى لطالبان في غرب أفغانستان.
وفي مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) قال الجنرال محمد شريف يافتالي إن الرئيس أشرف غني قام ببحث هذه المسألة مع نظيره الإيراني حسن روحاني في طهران في أغسطس من هذا العام ولكنه لم يكشف عن تفاصيل الاجتماع. وأكد أن الحكومة الأفغانية تريد حل القضية عبر “الحوار والتفاهم”
وأعربت إيران عن انزعاجها بشكل خاص من توسع داعش في أفغانستان. وتخشى طهران من تسلل المجموعة الإرهابية إلى إيران عبر تجنيد الشباب المحبط في منطقتي الجنوب الشرقي والشمال الغربي.
يشار إلى أن مقاطعة سيستان وبلوشستان الإيرانية المتاخمة لأفغانستان وباكستان عانت طويلا من تمرد متدني الشدة. ولمواجهة هذا التهديد، قامت إيران، وفقا للمسؤولين الأفغان، بتوسيع نطاق دعمها لمجموعات طالبان في غرب أفغانستان وذلك لإنشاء منطقة عازلة وإبقاء داعش في الخليج.
لكن نظرا لأن معظم مقاتلي داعش في أفغانستان هم من شظايا طالبان، فإن طهران تعمل بالفعل على تفاقم مشكلة الإرهاب التي تزعزع استقرار أفغانستان وتهدد إيران بشكل متزايد.