دافع الاتحاد الأوروبي بشدة عن الاتفاق النووي في مواجهة عداء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورفض الطلب الأمريكي بفرض عقوبات جديدة على إيران.
وكان من المقرر أن تجتمع إيران والاتحاد الأوروبي اليوم في جولة ثالثة من المحادثات رفيعة المستوى وذلك في إطار الجهود التي بدأت في أعقاب الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 من أجل توسيع مدى التعاون الثنائي.
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية أن مدينتي طهران وأصفهان تستضيفان على التوالي المشاورات التي يرأسها نائب وزير الخارجية للشئون القانونية والدولية عباس عراقجى والأمين العام لدائرة العمل الخارجية الأوروبية هيلغا شميد.
يذكر أن هذه الجولة من المحادثات تركز على استكشاف آفاق التعاون النووي بين الجانبين.
وتم الإعلان عن خطة المحادثات رفيعة المستوى في مؤتمر صحفي عقد في أواخر يوليو من عام 2015 وكان قد حضره وزير الخارجية محمد جواد ظريف ونظيره الأوروبي فيديريكا موغيريني التي كانت تقوم بزيارة إلى طهران بعد أيام من إبرام الاتفاق النووي التاريخي الذي شمل إيران وست قوى كبرى.
دخل الاتفاق حيز التنفيذ بعد ستة أشهر من وضع قيود زمنية محددة أمام برنامج طهران النووي وذلك مقابل تخفيف العقوبات الدولية.
وكان قد تم عقد الجولة الثانية في بروكسل قبل عام، وركزت بشكل أساسي على حقوق الإنسان والعلاقات المصرفية.
ومن بين القضايا العالقة التي من المتوقع أن تثار خلال المناقشات هي إنشاء مكتب للاتحاد الأوروبي في طهران.
وأعربت موغيريني رسميا عن اهتمام الكتلة الأوروبية بافتتاح بعثة دبلوماسية شاملة وذلك في بيان مشترك خلال زيارتها لطهران في أبريل من عام 2016.
وقال البيان المشترك “لتسهيل برنامج التعاون على النحو المبين في البيان، بهدف التحضير لافتتاح وفد الاتحاد الأوروبي في طهران في المستقبل، وفقا لقواعد وأنظمة جمهورية إيران الإسلامية، سيتم إرسال فريق تابع للاتحاد الأوروبي إلى طهران”.
وقوبلت النقاشات حول إنشاء مكتب الاتحاد الأوروبي في ظهران بانتقاد حاد من قبل النقادين للرئيس حسن روحاني والمقاومين للتغير الذين يخشون أن يستخدم المكتب للضغط على البلاد من خلال إثارة قضايا حقوق الإنسان.
وقال نائب وزير الخارجية السابق للشؤون الأوروبية والأمريكية ماجد تخت رافانشي الذي قاد الوفد الإيراني في الجولة الثانية إنه من الطبيعي أن نرى حساسية شديدة فيما يتعلق بقضية حقوق الانسان وذلك نظرا لتاريخ الغرب في استخدامها كأداة سياسية.
وكان قد رفض المتحدث باسم وزارة الخارجية بهرام قاسمي خلال مؤتمره الأسبوعي يوم الاثنين التقارير الإعلامية الإيرانية التي تربط بين زيارة مفوض الاتحاد الأوروبي للزراعة والتنمية الريفية فيل هوجان والجهود الرامية إلى إنشاء مكتب الاتحاد الأوربي في طهران.
وجاءت التقارير بعد اجتماع عقد يوم 11 نوفمبر بين نائب الرئيس الإسرائيلي اسحق جهانجيري وهوجان والذى كان في طهران على رأس وفد رفيع المستوى يضم 70 عضوا في الاتحاد الأوروبي.
وأشار قاسمي إلى أن القرار المتعلق بإنشاء بعثة الاتحاد الأوروبي يقع خارج نطاق اختصاص وزارة الخارجية وسيخضع لموافقة المجلس الأعلى للأمن القومي.
وينعقد الاجتماع رفيع المستوى اليوم وسط موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العدواني المتزايد تجاه إيران والاتفاق النووي الهام الذى تم التفاوض عليه في عهد سلفه باراك اوباما.
يذكر أن ترامب وجه ضربة للاتفاق الذي أقرته الأمم المتحدة الشهر الماضي وذلك برفضه تمديد التصديق على امتثال طهران مما أدى إلى الإلقاء بمصير الاتفاق إلى أيدي الكونغرس الأميركي والذي أمامه حتى منتصف ديسمبر كي يقرر ما إذا كان سيتم إعادة فرض عقوبات ضد إيران.
وكان قد هدد ترامب بانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق الدولي ما لم يكن الكونغرس وحلفاء الولايات المتحدة في أوروبا يعملون سويا لإيجاد وسيلة لكبح قوة صواريخ طهران ونفوذها الإقليمي.
وقد دافع الاتحاد الأوروبي بشدة عن الاتفاق في مواجهة عداء ترامب ورفض الطلب الأمريكي بفرض عقوبات جديدة على إيران.
وقالت موغيريني قبل أسبوع “أولا وقبل كل شيء اسمحوا لي أن اقول إننا لم نناقش اليوم ولا الأسبوع الماضي ولا اتوقع أية مناقشة في المستقبل حول المزيد من العقوبات من جانب الاتحاد الاوروبي على إيران”.
وأضافت مستخدمة الاسم الرسمي للاتفاقية، وهو خطة العمل الشاملة المشتركة، “إن هذا ليس جزءا من مناقشاتنا الحالية، وكما تعلمون، فقد رفعنا جميع عقوباتنا على إيران والمتعقلة بالنشاط النووية استجابة لالتزاماتنا تجاه خطة العمل الشاملة المشتركة”.