صباح الأول من ديسمبر المقبل تتجه أنظار أكثر من 7 مليار نسمة حول العالم نحو قصر الكرملين بالعاصمة الروسية موسكو، في انتظار ما ستفرغ عنه قرعة البطولة الأكثر جماهيرية ومتابعة على وجه الكرة الأرضية، كأس العالم في نسختها المقبلة التي تحتضنها وريثة الاتحاد السوفيتي روسيا منتصف العالم المقبل.
البطولة التي تقام كل أربع سنوات يُشارك في نهائياتها 32 منتخبًا يُقسمون لأربع مستويات على حسب آخر تصنيف شهري أصدر من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم، بالطبع باستثناء البلد المنظمة للبطولة التي تضع بشكل اجباري في المستوى الأول دون النظر إلى موقعها من جدول ترتيب التصنيف.
وبعد توزيع المنتخبات الـ 32 على أربع مستويات، تقسم المنتخبات على 8 مجموعات، بحيث تضم كل مجموعة منتخب واحد من المستويات الأربعة مع مراعاة ألا يقع منتخبان من قارة واحدة داخل نفس المجموعة باستثناء منتخبات قارة أوربا بصفتها الأكثر تمثيلا، والتي يخصص لها 13 مقعدا في المونديال العالمي منذ اعتماد النظام الحالي للبطولة والذي أطلق بداية من نسخة فرنسا 1998، إضافة إلى أنها تملك مقعدًا إضافيا خلال النسخة المقبلة متمثل في الدولة المنظمة روسيا.
وكان قد تمكن حتى كتابة هذه السطور 28 منتخبًا من حجز مقاعدهم بالمونديال العالمي القادم، فمن قارة أمريكا الشمالية يتواجد المكسيك وكوستاريكا وبنما ومن القارة الأكبر جغرافيا آسيا يتواجد إيران واليابان وكوريا الجنوبية والسعودية.
#WorldCup line-up, so far:
??RUS
??BRA
??IRN
??JPN
??MEX
??BEL
??KOR
??KSA
??GER
???????ENG
??ESP
??NGA
??CRC
??POL
??EGY
??ISL
??SRB
??FRA
??POR
??ARG
??COL
??URU
??PAN
??SEN
??MAR
??TUN
??SUI
??CRO28/32?
— FIFA World Cup ? (@FIFAWorldCup) November 12, 2017
أما من القارة العجوز أوروبا تتواجد منظمة الحدث روسيا، إضافة إلى فرنسا والبرتغال وإنجلترا وأيسلندا وصربيا وبلجيكا وإسبانيا وألمانيا وبولندا وسويسرا وكرواتيا، ومن القارة السمراء تتواجد مصر وتونس والمغرب والسنغال ونيجريا. ومن قارة أمريكا الجنوبية يتواجد البرازيل وأورجواي والأرجنتين وكولومبيا.
ويتبقى 4 مقاعد يتصارع عليها منتخبات بيرو وإيطاليا والسويد وأيرلندا والدنمارك واستراليا والهندوراس ونيوزيلندا.
المستويات الأربعة
وبالنظر على تصنيف الـ fifa عن شهر أكتوبر الماضي والذي ستعتمد عليه القرعة، نجد أن المستوى الأول بالتصنيف سيضم منتخبات روسيا – البرازيل – الأرجنتين – البرتغال – المانيا – فرنسا – بلجيكا – بولندا.
أما المستوى الثاني فسيضم منتخبات إسبانيا – إنجلترا – كولومبيا – الأورجواي – المكسيك – سويسرا، وبيرو (في حالة تأهلها وتخطيها نيوزيلندا وفي حالة فوز الأخيرة قد نجد احد منتخبات المستوى الثالث على هذا المقعد وتذهب نيوزيلندا للمستوى الرابع) – والفائز من مواجهتي إيطاليا والسويد التي انتهت ذهابها بفوز الأخير بهدف دون رد.
أما المستوى الثالث فسيضم منتخبات مصر – إيران – أيسلندا – كوستاريكا – تونس – السنغال، وكرواتيا وأخيرا الفائز من مواجهتي أيرالندا والدنمارك.
في حين من المتوقع أن يضم المستوى الرابع منتخبات صربيا – نيجيريا – بنما – كوريا الجنوبية – السعودية – المغرب، وأخيرا الفائز من مواجهتي أستراليا والهندوراس التي انتهى ذهابها بنتيجة التعادل السلبي.
نظرة
وقبل أن نتحدث عن أفضل حظوظ القرعة وأسوأها بالنسبة للمنتخب الإيراني نلقي نظرة عليه أولا، فالمنتخب الذي يحل بالتصنيف الـ 34 عالميا، ضمن مقعدا بنهائيات العرس المونديالي بعد رحلة طويلة من التصفيات بدأها في مرحلتها الأولى بتصدر مجموعة مكون من منتخبات عمان وتركمانستان وجوام والهند وتصدرها برصيد 20 نقطة جمعها من 6 فوز وتعادلين وبسجل خالي من الهزائم محرز 26 هدفا ولم تتلقى شباكه سوى 3 أهداف فقط.
وفي المرحلة الثانية من التصفيات تصدر مجموعة مكونة من قطر والصين وكوريا الجنوبية وسوريا وأوزبكستان، برصيد 22 نقطة جمعهم من 6 فوز و4 تعادلات وبسجل خالٍ من الهزائم أيضا، محرزًا 10 أهداف ولم تتلق شباكه سوى هدفين، أي من جملة 18 مبارة بالتصفيات أحرز خلالها 36 هدفًا ولم تهتز شباكه سوى خمس مرات اثنين منهما كانت على يد المنتخب السوري في آخر مبارة في لقاء الجولة الاخيرة لإيران بالتصفيات حين انتهت بالتعادل الإيجابي 2 /2.
وهو ما يؤكد إننا هنا امام منتخب قوي من الناحيتين الدفاعية والهجومية، طريقة لعبه متزنة لا يحاول إقناع منافسيه بأنهم الافضل ويترك لهم الاستحواذ على الكرة ويغريهم بالهجوم عليه حتى يخرجهم من مناطقهم الخلفية ويحرز في مرماهم بالهجمات المرتدة.
ولا يعتمد على التأمين الدفاعي المبالغ فيه وينتظر الحل من الكرات الثابتة التي يتحصل عليها في مناطق مميزة أمام مرمى الخصوم، بل يتبع طريقة اللعب المعتمد في المقام الأول على لياقة لاعبية البدنية العالية والتي تمكنه خلق الكثير من الفرص التهديفية تضمن له إحراز أكثر من هدف كل مبارة.
الأفضل والاسوأ
هناك مدرسة في كرة القدم تقول إنه من الجيد دائما أن تلاعب فرق ليست شبيهة لك في طريقة الأداء أو الاسلوب في الملعب، لأنه بذلك لن تستطيع أن تغلق كل مفاتيح لعبك ولن تجاريك في مميزات طريقتك، لذا ومن واقع أسلوب لعب المنتخب الإيراني نجد أنه سيظهر ندا قويا لاغلبية المنتخبات التي لا يتشابه أدائها معها، وبالأخص أمام المنتخبات التي تحب أخذ وقتها كاملًا في تحضير هجماتهما بدلًا من الحرص على إرسال كرات طولية دائما للامام كما في حالة إيران.
وفي حالة الدفاع سيكون من الجيد اذا وقعت إيران مع منتخبات لا تجيد سياسة الضغط الأمامي على الفرق المنافسة لها في محاولة لافتكاك الكرات منهم بالقرب من مناطق جزائهم.
لهذا فمن الجيد أن تقع إيران في نصيب البرازيل أو الأرجنتين من المستوى الأول، وإسبانيا أو سويسرا في حالة تخطيها الملحق من المستوى الثاني، ومصر وأيسلندا من المستوى الثالث، ومن المستوى الرابع بنما.
أما الأسوء لها أن تقع من نصيب فرنسا أو بلجيكا أو روسيا من المستوى الأول، وإنجلترا أو ايطاليا من المستوى الثاني، وتونس من المستوى الثالث، وصربيا من المستوى الرابع، فوقتها لن نعتقد أن إيران قد تذهب أبعد من دور المجموعات.