قبل 8 سنوات كان لموقعي فيس بوك وتويتر شأن آخر في إيران، فقد كانا أكثر شبكات مواقع التواصل الاجتماعية انتشارا وشعبية في إيران، ولكن الوضع تغيّر كثيرًا بعد الانتخابات الرئاسية التي أجريت عام 2009 والتي أسفرت عن ولاية ثانية للرئيس محمود أحمدي نجاد بعد حصوله على 62% من جملة أصوات الناخبين.
وصاحب إعلان تلك النتيجة موجة احتجاجات كبيرة من قِبل مناصري المرشحين الرئاسيين الآخرين في ذلك التوقيت، احتضنتها منصتي التواصل الاجتماعي الاشهر في إيران وقتها بشكل خاص وفي العالم أجمع بشكل عام “فيس بوك” و”تويتر”.
وأمام ذلك أقدمت الحكومة إلإيرانية على حجب الموقع الأزرق وموقع التدوينات القصيرة؛ إضافة إلى موقع الفيديوهات “يوتيوب” عن أبناء شعبها؛ في اعتقاد منها أنها بذلك تخمد نار الفتنة التي قد تشتعل بين أبناء الوطن بسبب اختلافاتهم السياسية.
تليجرام
ومنذ ذلك الحين والشعب الإيراني محروم من شبكات التواصل الاجتماعي الأشهر عالميا، لكنه لم يقف عاجزًا أمام ذلك القرار الحكومي، وبدأ يلجأ لمنصات تواصل اجتماعي أخرى يجد فيها متنفسا لإشباع رغبته في التواصل مع الغير إلى جانب مساحة الحرية التي تتيحها أمامه لتتعبير عن آراه السياسية كيفما يحلو له.
وهو ما وجده في تطبيق تليجرام الذي تصنفه أغلبية التقارير والإحصائيات الإيرانيه على انه تطبيق التواصل الاجتماعي الأكثر شهرة الآن بين الإيرانيين، حيث تشير لغة الأرقام أن هناك أكثر من 45 مليون إيراني مشتركين في هذا التطبيق.
فمنذ إطلاق هذا التطبيق عام 2013 علي يد الأخوين بافل ونيكول دروف ويعد الخيار الأول أمام الإيرانين في تبادل الرسائل والصور والفيديوهات والآراء فيما بينهم.
وليس هذا فقط، فوفقًا لاستطلاع رأي أجرته إحدى المنظمات على عينة مكونة من 18 ألف إيراني، تبين أن 27.6% يعدون تليجرام مصدر الأخبار الأول لهم، حتى قبل الصحف وقنوات الإذاعة والتليفزيون.
إنستجرام
ويأتي بعد تيلجرام تطبيق مشاركة الصور الأشهر عالميا إنستجرام، الذي يستحوذ على نسبة ليست بالقليلة من جملة الشعب الإيراني بالأخص بعد شراء مؤسس فيس بوك مارك زوربيرج لهذا التطبيق وتطويره، فقد صاحب موجة هجوم من الإيرانين على استخدامه، وهو ما تؤكده لغة الأرقام التي تشير إلى أن هناك 15 مليون إيراني بين رجال ونساء يتصفحون هذه الشبكة الاجتماعية ويتفاعلون عليها بشكل يومي بالأخص عبر هواتفهم الجوالة.
مسح تجريبي
وكانت قد أجرت إحدى المنظمات استطلاع رأي شمل 3707 شخصا تتراوح أعمارهم بين 18 و 65 عاما على سلوك للناس في الشبكات الاجتماعية بين الإيرانيين.
وأظهر الاستطلاع أن 76٪ ممن شاركوا في هذا المسح أن انستجرام هي الشبكة الاجتماعية الثانية، بعد التليجرام لدى الإيرانين.
واتس آب
وصاحب وصول تطبيق واتساب إلى إيران الكثير من الضجيج، لدرجة جعلت السلطات القضائية الإيرانية تدعو إلى حجبه كحال فيس بوك وتويتر، لكن ضغط مسؤولي وزارة الاتصالات الإيرانية أسفر عن نتيجة جيدة وأتيح واتس آب داخل إيران وتدفق بسرعة وسهولة إلى الشعب الإيراني، بالأخص مع إضافة النسخة الفارسية من التطبيق.
شبكات محلية
حاجة الشعب إلإيراني لمواقع التواصل الاجتماعي لم تجعله يكتفي بالمنصات التواصل العالمية، بل أوجد أيضا شبكات محلية تلاقي رواجا، وهو ما أظهره مركز المزماة الإماراتي للبحوث والدراسات في تقريره والذي كشف عن عدد من التطبيقات المحلية التي يلجأ لها الإيرانيون وفي مقدمتهم “كلوب،” تطبيق التواصل الاجتماعي المخصص للإيرانين والناطقين باللغة الفارسية، والذي يضم في عضويته الآن ما يتعدى الـ 2 مليون إيراني.
وهناك ايضا تطبيق إيارت الذي يعد النسخة الإيرانية المحلية من يوتيوب، ويشهد هذا التطبيق تفاعلا كبيرا، حيث يتم تحميل نحو 4 آلاف فيديو يوميا على هذا التطبيق.
أيضا تطبيق فيس نما الذي برمج عام 2012 بهدف منافسة مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى وتوفير بيئة مناسبة لمستخدمي تلك المواقع في إيران، ويشهد هذا التطبيق حتى الآن إقبالًا جيدًا حيث يضم أكثر من مليون مشترك.
ولنفس السبب برمج أيضا تطبيق فارس تويتر ويبلغ عدد المسجلين في هذا التطبيق 29 ألف إيراني.