باتت زيارة الأربعين لقبر الإمام علي داخل العراق من قبل الشعب الإيراني من أهم الرحلات التي يخوضها الإيرنيون كل عام، إذ أصبحت هذه المناسبة جزء من الهوية الوطنية للشيعة حول العالم، وليس في إيران وحدها، وهو الأمر الذي أحاط هذه الزيارات بالكثير من هالات القدسية والاهتمام الدولي.
الرحلة
في رحلة طويلة مازال حتى الآن عدد كبير من الإيرانيين يخوضها سيرًا على الأقدام، يتجه الزوار إلى مدينة النجف من أجل زيارة ضريح الإمام علي، وسنويًا يتم إصدار أكثر مليون تأشيرة لزيارة العراق من قبل الإيرانيين، وفي هذا العام تم إصدار حوالي مليون و 800 ألف تأشيرة، سافر منهم أمس الأربعاء حوالي 600 زائر، ورغم هذا العدد الضخم، إلا أن العديد من الإيرانيين من يحاول الذهاب دون الحصول على تأشيرة، وهو الأمر الذي ترفضه البلدين، ليعود هؤلاء الزوار إلى مدنهم من جديد، خاصة أن الدخول غير القانوني الى العراق قد يسبب عقوبة السجن التي تصل إلى ثلاثة سنوات، لذا يفضل أن يحضر الزائر معه الوثائق اللازمة تحسبًا لأي مساءلة.
وقد بدأ منح التأشيرات في 12 قنصلية عراقية منذ الثالث والعشرين من سبتمبر الماضي، وهو الأمر الذي أوضحه “محسن نظافتي” مدير عام قسم العتبات في منظمة الحج والزيارة الإيرانية، مشيرًا إلى أن المنافذ الحدودية التي سيعتمدها الزوار يتم تحديدها من جانب وزارة الداخلية، كما أن الزوار يمكنهم في بعض المحافظات مراجعة جميع المنافذ الحدودية، وفي محافظات أخرى يجب عليهم التردد من منفذ حدودي واحد أو منفذين.
ومن جانبها تقيم دائرة الأوقاف والشئون الخيرية العديد من المواكب على منفذ شملجة الحدودي، والذي سيبدأ عمله اعتبارًا من السبت القادم، وذلك لتقديم الخدمات لزوار قبر الإمام علي، لتقوم تلك المواكب بتقديم خدماتها لمدة 16 يوم متواصلة ومن المنتظر أن يقدم الموكب ۳ آلاف وجبة غذائية في الغداء ومثلها للعشاء، كي يستطيع الزوار استكمال رحلتهم، والرحلة لا تقتصر على الشيعة فقط، فمواكب السنة تنطلق هي الأخرى من إيران لتضم أيضًا كثير من الشخصيات الهامة في كل المجالات، كتعبيرًا منهم على حب آل البيت.
بالطبع الأمر لا يقتصر على السير على القدمين فقط، بلهناك كثير من الزوار أيضًا من يفضلون استخدام وسائل المواصلات الحديثة كالطيران، الأمر الذي يضمن راحة أكبر وسرعة وصول، لذا يستقبل مطار النجف الدولي حوالي 1000 زائر يوميًا في موسم الحجيج، وقد أجرى المطار العام الماضي بسبب هذه الزيارات توسعة صالات المغادرة والوصول وإنشاء ساحة لوقوف الطائرات إضافة للساحة الموجودة أصلا في المطار.
قبر الإمام علي
ويقع قبر الإمام علي في العراق وتحديدًا في مدينة النجف، أما الضريح نفسه فقد تم تشيده في عهد الخليفة “هارون الرشيد” الذي شيده وبنى له قبة حمراء، ليتم تجديد بنائه من جديد وقت حكم “داعي الصغير” وهو أحد أمراء طبرستان وأحد أحفاد زيد بن علي بن حسين، مع قبة بيضاء، ثم تم تخضير قبته في عهد الدولة الصفوية وفي العهد الأخير سنة 327 هجري تم تجديدها من امراء آل بويه بإيران لتظل عمارتها باقية حتى الآن، غير أن القبة طليت بالذهب ثم من قبل نادرشاه وهو أحد الأمراء الأفشارية في إيران.
المراسم
حول قبر الإمام علي يردد الجميع اللطميات، وكل موكب يأتي من بلد مختلف يردد لطمياته بلغته، إذ يأتي عديد من الزوار من مختلف دول العالم كلها خاصة أولئك الذين ينتسبون للشيعة من الإسلام، وتنتشر بخاصة مظاهر الحزن، بجانب الصلاة والدعاء.
العلاقات الإيرانية العراقية
يسهم الدين بشكل كبير في زيادة علاقات الدول، وهو الأمر الذي وطد العلاقات الإيرانية العراقية، لذا نجد أن التبادل التجاري بين البلدين يتراوح مابين ۱۲ الى ۱٥ مليارد دوﻻر. كذلك أكثر من ٤ آﻻف طالبًا عراقيًا يتلقى الدراسات الجامعية والعليا داخل الجامعات اﻻيرانية أغلبهم على نفقتهم الخاصة.