رحل عن عالمنا الأديب الإيراني ذو الأصل الكردي “على أشرف درويشيان” عن عمر يناهز 76 عامًا، بسبب فشل في الجهاز التنفسي، تاركًا ميراثً أدبيًا كبيرًا، إذ يعد من أهم كتاب القصة القصيرة داخل إيران. له في العربية عمل واحد هو مجموعته القصصية “آبشوران” التي ترجمها الدكتور أحمد موسى وصدرت عن دار “روافد” في مصر، إلى جانب قصة ستصدر قريبًا ضمن “أنطولوجيا القصة الإيرانية القصيرة” للمترجم غسان حمدان.
وقد ولد الأديب يوم 5 أغسطس لعام 1941، في مدينة كرمانشاه في كردستان الشرقية، لعائلة كردية من الطبقة العاملة، حصل على شهادة في الأدب الفارسي وعلم النفس من جامعة طهران، ثم عمل في التدريس لأبناء القرى الفقيرة في إيران.
سجن ثلاث مرات من عام 1970 حتى عام 1976 بسبب نشاطاته السياسي وانتمائه الأيديولوجي الشيوعي، وهو الأمر الذي تسبب في تقاعده، ومن ثم قراره بتركيز اهتمامه على الكتابة، وكما سُجن في ظل حكم الشاه، فقد كان خاضعًا للمراقبة بشكل شبه دائم في ظل حكم الملالي.
أصبحت أعماله من أهم الأعمال الأدبية التي صدرت في إيران وأثرت الأدب المكتوب باللغة الفارسية، وركزت مجهوده الأدبي على التراث الشعبي الكردي، لتصدر له عديد من الأعمال الأدبية أهمها أساطير إيران (30 مجلد) وهي مجلدات موجهة للأطفال في المقام الأول، عروض وألعاب كردية، وعادات وتقاليد أهل كردستان، والقاموس الكردي الكرماشاني.
كما ترأس في فترة الحرب مجلة “جنك هفته” الإيرانية. تُرجمت أعماله إلى عدة لغات منها: الإنجليزية، الألمانية، الفرنسية، الأرمنية، والفنلندية.
من أعماله: رباعية “السنوات الغائمة” والتي تعد سردية لحياة المؤلف، ورواية “زنزانة 18″، بالإضافة إلى العديد من المجموعات القصصية وهي “من هذه الولاية، آب- شوران، خشونة، الليلة حامل، مع أغاني والدي، موسم الخبز، قصص ساخنة”، حصل الأديب عام 2006 على جائزة “هيلمن هاميت” من منظمة حقوق الإنسان لدوره الثقافي، والسياسي.
ومن جانبه فقد نعى المترجم غسان حمدان الأديب الإيراني الراحل، مُنّوهًا بشكل خاص عن أهم أعمال الراحل، وهي رباعيته الروائية “السنوات الغائمة”، التي أرخ فيها لمدينته حتى سقوط نظام الشاه. كما قدم لـ “إيران خانه” ترجمة تنشر لأول مرة لقصة “درويشيان”.. “بفرينة”.