يشبه الزواج يوم العيد بالنسبة للعريس والعروس، فهو أشبه باحتفال كرنفالي ليتم جمع شمل روحين، سيرتبطا بعقد من المفترض أن يصبح دائم، وإيران كمثل أي بلد أخرى لها تقاليدها المتعارف عليها من أجل الاحتفال بهذا اليوم، وهي احتفالات تشبه كثيرًا احتفالات العالم العربي، خاصة لأنهم يدينون بالدين الإسلامي، مما يجعل أيضًا الزفاف يحتوي على تشابهات أكبر.
اختيار العروس
من قبل الزواج هناك مرحلة التعارف، والتي تختلف بحسب كل شخص وآخر، وتشبه إيران في ذلك العالم العربي، الذي بعكس كثير من الدول الأخرى مازال يتمسك بالزواج المدبر، أو ما يعرف بالزواج التقليدي أو زواج الصالونات، خاصة عبر “الخاطبة” والتي اختفى وجودها تقريبًا في العالم العربي، إلا أن “الخاطبة أو منسقة الزواج” مازالت تدبر الكثير من الزيجات في المجتمع الإيراني حتى الآن.
وبالطبع مع وجود وسائل التكنولوجيا الحديثة، صارت مواقع الزواج في إيران تقوم أيضًا بدور الخاطبة، ولكن ذلك لا يعني عدم وجود التعارف المباشر بين الزوجين الذي يتم عبر التقائهم في أي مناسبة كانت، ثم طلب العريس أن يرتبط بالمرأة التي أعجب بها أو أحبها من خلال لقائهم في العمل مثلًا، أو في أي مناخ آخر.
اتفاقات وهدايا الزواج
قبل الزواج يتبادل العروسان الهدايا، كل بحسب مقدرته، فالعريس يمكن أن يشتري لها ذعب أو عطر، وهي يمكن أن تشتري له خاتمًا أو رداء مناسب، وهكذا.
كما يعطي العريس لعروسه المهر، وأيضًا كل بحسب مقدرته، وتأسيًا بعلي رضي الله عنه، يعطي العريس لعروسه المهر ذاته الذي أعطاه علي للسيدة فاطمة، حيث قد أهداها “درع الحطمية” والحطمية هي التي تحطم السيوف وتكسرها، فقد يتم حساب مبلغه، وتقدير قيمة المبلغ في العصر الحديث، وتعطى الفتاة المهر ذاته.
أما فيما يخص بتجهيزات منزل الزواج، فتقوم العروس بتأثيث المنزل، خاصة أنها سبقت وأخذت مهر من العريس، يمكن أن تشتري به بعض الأشياء من أجل منزل الزواج، أما العريس فإنه في الغالب يشتري هو المنزل، ولكن يمكن لأهل العروسأن يقوموا هم بشراء المنزل أيضًا.
احتفالات ما قبل الزفاف
تعد ليلة “الحنة” من أهم الليالي التي تسبق الزفاف، وتسمى هذه الليلة في إيران باسم “حنة باندانا” وتعطي عائلة العروس للمدعوين وأهل العريس، الحنة ليحنوا أياديهم وأرجلهم إن أحبوا، ثم يلي هذه الليلة “أغد” هو كتب الكتاب بالفارسية، وهو يعد شبيه بالمراسم ذاتها في الدول العربية، حيث يقوم بعقد القران رجل الدين أو “الملا” ويشهد على العقد أولياء العروسين بحضور الأقارب والأحباب، وغالبًا ما يقام هذا داخل منزل العروس، وتقيم العائلة مائدة طعام تسمى “مائدة أغد”.
الزفاف
يمكن أن تمشي المراسم بهذا الترتيب قبل الزواج، ويمكن أن تختلف بأن يكون “عقد القران” مبكرًا، أو قبل الزواج مباشرة أو في اليوم ذاته، بحسب قدرة واتفاق كل عائلة، أما يوم الزفاف، فتلبس العروس الأبيض الذي يمكن أن يكون فستانًا أو خمارًا طويلًا، بينما يرتدي العريس بدلة سوداء، ويتم الاحتفال بالأغاني الإيرانية، وتوزع الحلوى والطعام، في حين يقدم أصدقاء العروسين الهدايا.
كما لا تخل حفلة الزواج من المصحف الشريف الذي يوضع للتبرك به، إلى جانب صحن الماء الذي يتم ملئه بورد الجوري، كما يتم فرك السكر فوق رأس العروسين الذي يتم حمايته بقطعة قماش، وذلك كي تكون حياتهم بنفس مذاق السكر، بينما توضع مرآة أمام العروس لأنها تدل على النقاء، وكذلك يوضع شمعدان وهو يعد رمز النور، كما يرتشف العروسان العسل دليلًا على حلاوة حياتيهما القادمة، ويوضع البيض دليلًا على الخصوبة، وجوز الهند واللوز اللذان يرمزاإلى طول العمر، وولادة الأحفاد، والمسكوكات الذهبية الدالة على زيادة الرزق، والخبز والجبن وهما رمز البركة.
وعندما ينتهي الزفاف يتم زف العروسين بالسيارة المزينة بالورود إلى مسكن العروسين، وبعدها سيارات بقية العائلتين، حتى يطمئنا على وصولهما سالمين.
الزواج
بعد الزواج في الغالب يذهب كثير من العرسان إلى مدينة “مشهد” المقدسة اعتقادًا أنها بداية روحانية لعلاقتيهما، كما يعد المزار الأهم هو مرقد الإمام “علي بن موسى الرضا” وهو ثامن الأئمة الاثنا عشر وهم “الأئمة المعصومون عند الشيعة من نسل علي بن أبي طالب”.
كما يسافر العروسان أيضًا بحسب إمكانيتهم المادية لقضاء شهر العسل، سواء داخل إيران أو خارجها، للاستمتاع بتلك الفترة، قبل أن يبدآ في مسئوليات الزواج.