النيروز هو عيد رأس السنة الفارسية، ويأتي في يوم الاعتدال الربيعي وهو الحادي والعشرين من مارس/آذار، وفي الأساطير القديمة، يقال أن ذلك اليوم تم تحديده بعدما جلس الملك الفارسي “جمشيد” الذي استطاع إنقاذ الجنس البشري من الشتاء، الذي كان باستمراره سيقتل الكائنات الحية، ليجلس على عرش مرصع بالألماس، والذي رفعه الجن للسماء فصار منيرًا بعد أن انعكست عليه الشمس، وقال الجميع هذا يوم جديد، ليتكرر الاحتفال بعد ذلك كل عام، وهو مكون من مقطعين “نو-روز” والتي تعني بالفارسية اليوم الجديد.
وفي عصر صدر الإسلام لم ينل هذا اليوم اهتمامًا من جانب الحكام، إلا أنه في وقت الحكم الأموي كانت الهدايا توزع في ذلك اليوم، حتى زمن الدولة العباسية، خاصة أنه ارتبط بالكثير من القصص التي خص آل البيت أيضًا، أو ارتبط بقصص دينية، فهناك من يقول أن في هذا اليوم أخذ الله المواثيق على بني آدم أن يعبدوه دون شريك، وهو ما ألبس العيد رداءًا مقدسًا أيضًا، وجعل المتدينين يغضون الطرف عن الاحتفال به.
طعام النيروز
وبحسب اليونسكو هناك 300 مليون شخص في العالم يحتفل بهذا اليوم، وفي إيران يعد عيدًا هامًا له خصوصيته، فيتم استقباله من خلال تنظيف البيوت من جانب السيدات وتزيينها، إضافة لإعداد ما يسمى بـ “مائدة السينات السبعة” والتي تكون دائمًا بيضاء اللون، ويوضع فيها كلام الله من أجل التبرك به، إضافة إلى وجود مرآة وطبق من الماء الذي يشير إلى الضياء، وخبز وهو يدل على الرزق، بينما يتوسط المادة صفوف من الشمع لتدل على الدفء والنور، إضافة إلى الحلويات، بجانب تزيين الطاولة بالسمكات الحمراء داخل آنية شفافة.
وتتكون المائدة من:
سَبْزِه : وهو نبات الأخضر، وهو من السينات الأساسية في المائدة، إذ تقوم السيدات قبل العيد بزراعة حبوب النبات داخل إناء الماء، حتى تخضر. سَمَنُو: وهو طعام مكون من القمح والدقيق، يشبه الحلوى، وله لون بنيّ، ويوضع كإشارة إلى البركة والرزق. سِير: الثوم، وهو رمز إلى الإله “أهورا مزدا” إله الخير والنور في الديانة الزرادشتية، ويعد رمزًا لمناهضة الشر والخبث.
سَنْجِد: شجر الزيزفون، وهو رمز إلى العشق والحب. سِرْكِه: الخل، ويرمز إلى الخلود والصبر. سُمَاق: وهو رمز للمطر والسقيا. سِيب: التفاح يرمز إلى الحمْل والرعاية.
ويقوم رب الأسرة بالدعاء، خاصة مع الدقائق الأولى من العام الجديد، إضافة إلى قراءته سبع آيات تبدأ بكلمة سلام، من أجل أن يبعد أي شر في العام الجديد.
مظاهر اجتماعية
كما تكثر الزيارات العائلية في هذا الاحتفال، وبعد ذلك يخرج الناس إلى الحدائق العامة، احتفالًا منهم بالعام الجديد، إضافة إلى أن الوقت يعد مناسبًا للغاية في الربيع إلى الخروج في المنزهات، أيضًا تغرس الكثير من الأشجار والنباتات داخل المنازل، وشراء أسماك الزينة كذلك، والتي إن ماتت خلال الأيام الثلاثة عشر الأولى فيعد موتها فألًا سيئًا لهذا العام الجديد.
كذلك لا يغسل الإيرانيون ملابسهم خلال الأيام الخمس الأولى من العيد، ويرتدون الملابس الجديدة التي لم تغسل من قبل، كما يعد كسر أي شىء زجاجي خلال الأيام الأولى من العام الجديد فألًا سيئًا أيضًا، إضافة لرمي الأدوية القديمة، لأن وجودها فألًا سيئًا كذلك.
معارضات
وعلى الرغم من انتشار مراسم الاحتفال بهذا العيد إلا أن هناك اتجاه لرفض هذه الاحتفالات التي تسمر لأسبوعين، معتبرينها إعادة للتقاليد الوثنية قبل الإسلام، وقد حاول بالفعل “آية الله خامنئي” وقت حكمه تقليص أيام الاحتفال، إلا أن ذلك قد قوبل برفض شعبي، فاستمر الاحتفال كما هو عليه.