يحتفل الإيرانيون بعيدي الفطر والأضحى كغيرهم من المسلمين في شتى أنحاء العالم، وبالإضافة إلى عيدي الفطر والأضحى يحتفل الإيرانيون ببعض الأعياد المذهبية الأخرى مثل الاحتفال بمولد الإمام على ” رضي الله عنه ” والمولد النبوي الشريف ومولد الأئمة الإثنا عشر وعاشوراء. لكن بالإضافة إلى هذه الأعياد الخاصة بالدين الإسلامي فإن هناك أعياد تراثية مأثورة لدى الإيرانيين ترتبط بثقافتهم الفارسية وهى أعياد المهرجان والنيروز حيث أن الدولة تحتفل رسميًا بهذين الاحتفالين وخصوصًا النيروز.
عيد المهرجان في إيران ومظاهر الاحتفال به
المهرجان كلمة معربة ويمثل المهرجان احد الأعياد المهمة للإيرانيين في منطقة الجنوب الغربي من إيران وهو بهذا يعتبر عيدا قاصرا علي بعض الأقاليم الإيرانية فقط.
والمهرجان هو يوم بداية الخريف وعلي الرغم من أن الخريف يعد نهاية السنة الإيرانية إلا إن العام كان يبدأ عند الإيرانيين في العصور القديمة من الخريف وليس من الربيع وقد تأثروا في ذلك بعادات اليهود آنذاك وهو عيد ( ميترا ) أو ( مهر ) أي اله النور والشمس حتى إننا نري في الأشهر الأرمينية شهرا يسمي مهرگان أو مهرجان.
عيد النيروز – النوروز في إيران ومظاهر الاحتفال به
كثير من شعوب العالم , يحتفلون أول يوم السنة الجديدة. الإيرانيين أيضًا يحتفلوا بهذا اليوم. تبدأ السنة الجديدة في إيران من أول فروردين في فصل الربيع. يطلقون علي هذا اليوم النوروز. في النوروز كل الأماكن ممتلئ بالبراعم والزهور. الإيرانيين يرتبوا وينظفوا بيوتهم قبل النوروز. هم يهيئوا أنفسهم من أجل الاحتفال بالنوروز. الناس ترتدي ملابس جديدة ونظيفة. هم ينتهوا من سفرة السبعة سين قبل إنهاء السنة. ولحظة انتهاء السنة تبدأ السنة الجديدة. هم يجلسون علي سفرة السبعة سين. الإيرانيين يضعون في سفرة السبعة سين أشياء تبدأ أسم كل منها بحرف السين : خضروات , خل , السُمَاق , حلوي , العُنّاب , الثوم , والتفاح.
أحيانا يضع الناس في سفرة السبعة سين فاكهة , بيض دجاج مطهو وملون , ماء الورد , وطبق ماء. في هذا الطبق يسبح سمك أحمر صغير. يضع الإيرانيين في سفرة السبعة سين قرآن , مرآة وشمع. في النوروز يري الناس بعضهما البعض.هم يعانقوا بعضهما البعض ويقبلون بعضهما البعض . يعطي الكبير الصغير نقود يطلقون عليها عدية. كثيرًا من الإيرانيين يذهبوا إلي السفر في أجازات النوروز. كل الإيرانيين يحبونَّ النوروز.
أما النيروز أو النوروز فيحتفل مواطني الريف في إيران فيه بمقدم الربيع حيث يزينون المنازل والفنادق والحوانيت بأجمل الزينات ويعم الفرح والبشر ويغادر أهل المدن و القرى مدنهم وقراهم إلي المروج والبساتين والحدائق ويذهبون إلي شلالات المياه والأنهار والمتنزهات والقنوات والخلاء حيث يمرحون ثم يعودون ليزوروا الأصدقاء وذوي القربى ويحملوا إليهم الهدايا وتزخر الحوانيت والحال بكل شهي وطيب ويَكْثُر بيع الرمان المنقوش بالألوان والملفوف في الورق المذهب لأنه رمز الخصب.
وهناك الكثير من العادات التراثية التي يمارسها الإيرانيون وما تزال متوارثَة فيما بين أبناء الشعب الإيراني حتى الآن حيث يتم نقع الحبوب مثل القمح والعدس والشعير في الماء ثم تزرع في بعض الأواني إلي أن تخضر عند حلول العيد فيكون في اخضرارها التفاؤل بالخير والبركة وإضاءة المصابيح حيث يضئ أهل البيت في هذا اليوم مصباحًا ، يطفئونه بعد ساعتين علي أنه رمز للأمل وتمثل هذه العادة بديلًا للنار في الماضي وضع القرآن فوق المائدة حيث يُوضَع القرآن علي مائدة الطعام والذي يكون في الغالب من الفطائر التي تفوح منها رائحة الزعفران ويقرأ رب البيت سورًا من القرآن في أرجاء البيت وذلك تبركًا به ثم تغني الفتيات في عيد النيروز حيث عندما يخرج المواطنون إلي الحدائق تتجمع الفتيات في هذا اليوم و يغنين معًا ما يُعرَف عندهم بــــــــ( سيزده بدر ) فيقلن في صوت جماعي ( سيزده بدر ، سل ديگر ، خانه شوهر ، پچه ببغل ) بمعني يا رب في نفس اليوم ( الثالث عشر من هذا الشهر ) من السنة القادمة أن أتزوج وأن يكن لي طفل، ويتم أيضًا رش الماء في النيروز وارتداء الملابس الجديدة حيث تَعَوَد الإيرانيون في هذا العيد أن يرشوا بعضهم البعض بالماء وان يرتدوا الثياب الجديدة وقد قيل أن السبب في هذا يعود إلي عصر ( فيروز بن يزدگرد ) آخر ملوك الأسرة الساسانية حيث ساد الجفاف ولم يسقط المطر وقد واكب هذا إنهاء فيروز لبناء سور أصفهان القديمة وسرعان ما سقط المطر ، ففرح الناس به فصبوا من مائُه علي أبدانهم من شدة فرحهم ، فصار ذلك سُنَةً عندهم منذ ذلك اليوم; والجدير بالذكر أن بعض العادات قد اختفت من إيران المعاصرة كالرقص والمجون وما شابه ذلك واحتفظ الإيرانيون بالعادات السابقة إلي يومنا هذا ومنها تفضيل اللون الأبيض في هذا اليوم ويأكل الإيرانيون في هذا اليوم الجبن الأبيض ويشربون الحليب الأبيض ويطلقون الصقور البيضاء خاصًة في عيد النيروز.
يعد عيد النيروز أو النوروز من الأعياد التي يمكن أن نطلق عليها الأعياد القومية في إيران حيث يحتفل به جميع المواطنين في إيران وتُعَطَل كافة المصالح الحكومية وغير الحكومية في البلاد احتفالًا بهذا العيد الذي يعتبره الإيرانيون العيد الوحيد الذي يجتمع عليه كافة الطوائف والفرق والأقليات والأجناس والأعراق الإيرانية، حيث إن عيدي الفطر والأضحى خاصين بالمسلمين السنة والشيعة في البلاد بالإضافة إلى أعياد تخص الأقليات الدينية الأخرى في البلاد كالزردشتية والبهائية والمتصوفين ولكن عيد النيروز يعد العيد الوحيد الذي تحتفل به كافة الطوائف في إيران.