تعد مهرانگیز دولتشاهی من أهم النساء الإيرانيات في التاريخ الإيراني عامة وفي الحقبة الثانية للحكم البهلوي خاصة، ويقال أنها الوحيدة من بين السياسين المعروفين في العصر البهلوي التي لم ينتشر عنها سلوك مشين أو موقف سيء، فقد كانت دبلوماسية وناشطة إجتماعية وحقوقية قديرة، لعبت دورًا هام في الهيئات الحكومية والغير حكومية للنهوض بإيران.
النشأة
ولدت عام 1917 في اصفهان لإسرة ارستقراطية مثقفة يعود نسبها إلى الأسرة القاجارية التي حكمت إيران، فقد كان والدها محمد علی میرزا شکوه الدوله من مستشارين رضا شاه بهلوي كما تقلد منصب وزير البريد و التلغراف، و ابنة شقيقة الأديب الكبير صادق هدايت، وتزوجت شقيقتها مهين دولتشاهي من مظفر فيروز وزير الأشغال السابق، وقد سافرت إلى المانيا للدراسة، ثم عادت إلي إيران تحمل شهادة الدكتوراه في علم الإجتماع.
أنشطتها الإجتماعية في إيران
عاشت أغلب حياتها في الدفاع عن قضية المرأة و المهمشين في المجتمع الإيراني :
ــ عملت منذ عام 1946 في هيئة الخدمات الإجتماعية وجمعية دعم المسجونين.
ــ أسست قبل سفرها إلى الدنمارك جمعية ” الطريق الجديد ” المختصة بشئون المرأة، وقد عقدت هذه الجمعية معرض دولي لأنشطة المرأة شاركت فيه عشرين دولة آسيوية وأوربية.
ــ ساهمت في مشروع محو أمية نساء جنوب طهران.
ــ كانت من مؤسسي قوانين حماية الأسرة مثل الإعتراف رسميًا بحق المرأة في الطلاق و عدم زواج الرجل للمرة الثانية إلا بموافقة الزوجة الأولى، و يقتصر التعدد على زوجتين وليس أكثر ويكون التعدد بشرط مرض الزوجة الأولى أو عدم قدرتها على الإنجاب.
عملها السياسي
ظلت لمدة ثلاث دورات نائبة في مجلس الشورى المحلي عن محافظة كرمانشاه، كما تولت مهرانگیز منصب سفيرة إيران في دولة الدنمارك عام 1975، وكانت أول امرأة إيرانية تتقلد هذا المنصب الدبلوماسي الرفيع، وقد كانت وسائل الإعلام الأوربية تتناقل أخبارها و أنشطتها، مسلطة الضوء على سعيها الدائم لخدمة بلدها وشعبها.
من سفيرة إلى ناشطة ثقافية
بقت في منصبها حتى نجاح الثورة الإسلامية عام 1979، ثم سافرت إلى فرنسا وظلت هناك لقرابة ثلاثة عقود، لكنها لم تستسلم لليأس والبكاء على أمجاد الماضي، فقد أسست في باريس جمعية الثقافة الإيرانية التي تعد واحدة من أقدم وأهم الجمعيات الثقافية الإيرانية، فكانت تعقد الندوات والمحاضرات للباحثين والمثقفين الإيرانيين، وتشرف على الكثير من الأنشطة الثقافية، وقد حصلت عام 1997على لقب ” سيدة العام ” .
يعد كتاب ” المجتمع والحكومة و حركة النساء في إيران ” أهم و آخر أعمالها، وقد نشر عام 2002 ويقال أن كل الإيرانين في فرنسا قد أشتروا هذا الكتاب، كما كانوا يهدونه إلى أصدقائهم.
الوفاة
توفت مهرانگیز دولتشاهی في باريس في التسعين من عمرها بعد صراع طويل مع المرض، ودُفنت يوم الجمعة الرابع والعشرين من أكتوبر لعام 2008 في مقبرة مونبارناس.