ينتشر في إيران ما يسمى باسم “بيوت العفة” والتي تحتضن بشكل خاص زواج المتعة، وهو زواج يتم في الغالب بالاتفاق بين الزوجين على مدة معينة يقضيانها سويًا، دون وجود مأذون بالضرورة، ويكون في الغالب بمقابل مادي يدفع للمرأة، والمستغرب في الأمر أن بيوت العفة تلك مشهورة داخل إيران، وتتم بمباركة الدولة نفسها، نفس الدولة التي ترفض إقامة حفلات موسيقية، أو أماكن لتعليم الرقص، أو عروض أزياء، وهو الأمر الذي يسبب كثير من النتائج الاجتماعية، وأيضًا له الكثير من المؤيدين والمعارضين داخل إيران وخارجها.
شروط
لبيوت العفة عدد من الشروط أيضًا لاستقبال الزوجين بها، ومن هذه الشروط اجراء الزواج بصورة شرعية للمدة التي يتفق عليها «الزوجان»، من ساعة واحدة الى 99 سنة.
ـ منح «الزوجين» ترخيصاً رسمياً لحجز الغرف في الفنادق اذا ما كان الجمع بينهما (في بيت أحدهما) غير ممكن.
ـ إخضاع المترددين على البيوت لفحوصات طبية محددة بصورة منتظمة بحيث يحمل كل زوج وزوجة شهادة طبية تؤكد عدم حملها أو حمله لمرض جنسي معدي.
ـ تشرف على هذه البيوت هيئات تتألف كل واحدة منها من أحد أئمة المساجد وممثل حاكم المدينة وقائد قوات الأمن وأحد التجار وأحد الأطباء.
ـ يدفع الزبائن مكافأة رمزية كمساهمة في تغطية تكاليف إدارة البيت.
وبالنسبة للنساء اللواتي تسمح “بيوت العفة” بتزويجهن بطريقة المتعة لساعات أو ايام أو سنوات، فلا بد أن يكن: ـ من الأرامل.
ـ أو من النساء العاملات غير الراغبات في الزواج بصورة دائمة.
ـ النساء غير الجميلات اللواتي يعانين من نقص أو مرض يمنع زواجهن بصورة عادية.
ـ الفتيات اللواتي يقمن في مكان بعيد عن بيوتهن العائلية كالطالبات.
وبالنسبة للذكور فإن الشرط الوحيد هو امتلاكهم شهادة طبية بخلوهم من الأمراض الجنسية وتسديدهم المكافأة الرمزية لـ”بيت العفة”.
عروض سهلة
لا تتيح فقط بيوت العفة الزواج للراغبين، بل تقوم بعرض خدماتها للمارة، منهم من هو متزوج بالفعل، ويمكنه الزواج لفترة قليلة دون علم زوجته، ومنهم من يرغب في متعة مؤقتة، لسد احتياجاته في الوقت الحالي.
وبحسب مواقع إلكترونية إيرانية فإنه في عام 1993 قامت وزارة الداخلية الإيرانية بمشروع يسمى “تنظيم النساء الخاصات والمتعة”، وفي عام 1994. قامت مجموعة تطلق على نفسها اسم الجماعة الإسلامية للناصحين في مدينة “قم” بكتابة مسودة مشروع للمرة الأولى يحمل اسم بيوت العفة، وأرسلته إلى مجموعة كبيرة من العلماء ورجال الدين في مواقع سياسية فاعلة، والمشروع الذي تسرب فيما بعد إلى وسائل الإعلام، وأثار ضجة، خاصة لدى التيار الإصلاحي، يشرح طريقة إنشاء “بيوت العفة” ويبين الغاية من إنشائه وهو مكافحة الفحشاء والعلاقات غير المشروعة بين الرجال والنساء والأمراض الجنسية أولها مرض الإيدز.
فائدة للنظام
تؤكد مصادر لمجلات إيرانية أن كثير من المترددين على بيوت العفة م من المسئولين في إيران، بالإضافة لرجال الدين، إلى جانب أيضًا الكثير من أبناء الشعب، غير أن تلك المصادر تؤكد أنه تشريع لضمان راحة النظام بشكل كبير.
هناك أيضًا عائد مالي من تلك البيوت تعود إلى جيب النظام، وهو ما يجعل بقائها شبه ضرورة لما تدره من عائد كبير نظرًا للأعداد الكبيرة المقبلة على مثل تلك البيوت.
بائعات الهوى في بيوت العفة
يعد من أغرب ما بداخل بيوت العفة تلك، أنه يجرى إعادة تأهيل بائعات الهوى، عبر جعلهن ينتسب لبيوت العفة، فيزاولن عملهن في إطار الشريعة عبر زواج المتعة، بحسب ما ترى الدولة، حيث يتغير مسمى الزنا حاول تحوله لما يسمى “زواج المتعة” أما المقابل المادي الذي تتلقاه المرأة فيتخذ اسم “المهر” هنا.
بل وليست إيران فقط هي من تحتضن فقط هذه الفتيات، إذ تحدثت عدد من التقارير على تصدير بائعات الهوي الإيرانية لدول العالم، والتي يقع على رأسها “دبي”.
بين مؤيد ومعارض
نشرت صحيفة “اعتماد” الإيرانية بياناً صادراً عن آية الله محمد موسوي -مدير مركز أبحاث الإمام الخميني- ساند فيه المشروع معتبراً “أن من الملحّ قيام بيوت الفضيلة هذه؛ بسبب الأوضاع الطارئة في البلاد”.
ولكن في الوقت نفسه أصدر القضاء الإيراني -الهيئة القوية التي يسيطر عليها المحافظون- في اليوم نفسه بياناً نفى فيه أي علاقة له بهذا المشروع الذي وصفه بأنه “مخالف للقيم الأخلاقية والأسس العائلية” في المجتمع الإيراني. وقال البيان: “إن القضاء يعتبر أن المشروع يفتقر إلى أي قيمة ويحذّر من يتحدّثون في مثل هذه الموضوعات من تشويش الرأي العام”.
غير أنه بناء على شهادات من عدد من المسئولين الإيرانيين ومنهم مساعد محافظ “قم” -مدينة رجال الدين- أكد أن عدد بائعات الهوى في هذه المدينة “المقدسة” يتجاوز عشرين ألفاً، وهناك المئات من السماسرة يزاولون عملهم بالهواتف الجوالة في المدينة. وفي العاصمة طهران هناك المئات من بيوت المتعة السرية، وهو الأمر الذي يضع الكثير من علامات استفهام حول الآراء المخالفة التي تظهر، وسرعان ما تنتهي من جانب الدولة، في ظل الكثير من البيانات الرسمية التي تجد العديد من المبررات لطريقة الزواج السريعة تلك التي تتم في بيوت العفة.