هل الولايات المتحدة وراء الاحتجاجات في جنوب العراق؟ والإجابة على هذا السؤال هي نعم ولا.
نعم، لأن الولايات المتحدة غزت واحتلت العراق في عام 2003، ودمرت الكثير من البنية التحتية التي تحتاجها البلاد لتظل مجتمعًا حديثًا.
ولا، لأنه قبل الولايات المتحدة، عاقب الرئيس العراقي السابق صدام حسين سكان الجنوب بعدم بناء البنية التحتية بعد أن انتفضوا ضده خلال حرب الخليج 1990-1991.
ولكن كان هناك لعبة أخرى تجري على قدم وساق، والتي زعم أنها تشمل الولايات المتحدة.
واندلعت الاحتجاجات في الجنوب، وبدأت في البصرة منذ أسبوعين تقريبًا، عندما أوقفت إيران إمدادات الكهرباء إلى تلك المنطقة، بعد أن قالت إنها مدينة بملغ 1.5 مليار دولار في شكل فواتير غير مدفوعة.
ولم يلقي المتظاهرون باللوم على إيران، بل أشاروا إلى ما وصفوه بحكومة عراقية فاسدة وغير كفؤ، ومع ذلك ففي الأيام الأخيرة، تم إخبار الجزيرة، خارج السجل، بأن الولايات المتحدة ضغطت على العراق لعدم الدفع للإيرانيين.
وبعد انسحابها من خطة العمل المشتركة في مايو، المعروفة بالاتفاق النووي الإيراني، قامت أمريكا بفرض عقوبات جديدة ضد طهران، وحشد دعم الحلفاء لتلك الإجراءات.
وفي حديثه لقناة الجزيرة، قال السياسي العراقي رحيم الدراجي إنه يعتقد أن الولايات المتحدة تستخدم العراق.
وقال: “أعتقد شخصيًا أن هناك نوعًا من الضغط الذي تمارسه الحكومة الأمريكية على السلطات العراقية لعدم الدفع لإيران لقاء الكهرباء”.
وعندما ضغطنا عليه لمعرفة سبب اعتقاده بأن الولايات المتحدة قد تفعل ذلك، أجاب: “يبدو أن هناك حربًا غير معلنة تنفذها الولايات المتحدة ضد إيران، وكما يبدو، فإن الإدارة الأمريكية تريد بوضوح أن تكون الحكومة العراقية جزءًا منها”.
إلّا أن العراق تتقاسم حدودًا ضخمة مع إيران، وتتمتع بعلاقات وثيقة معها منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة.
ويعتبر المراقبون السياسيون أن فرض ضغوط على تلك العلاقة من خلال حجب الأموال، أمر خطير.
وقال المحلل السياسي أحمد رشدي لقناة الجزيرة: “من خلال محادثاتي، أعتقد أن الولايات المتحدة مارست ضغوطًا على العراق لحجب الأموال عن إيران، ولكن هناك عوامل أخرى تؤثر على اللعبة، بما في ذلك حكومة ضعيفة غير قادرة على تحمل الضغوط”.
بالنسبة لسكان البصرة، فإن المكائد السياسية الدولية لا تهتم كثيرًا، وخلال فترة حكم صدام، لم تتغير الولايات المتحدة والديمقراطية العراقية تغيرًا كبيرًا في حياتهم على مر العقود، ولهذا فقد خرج الناس إلى الشوارع للتعبير عن غضبهم.