قبل مطلع ثمانيات القرن الماضي كان مشاهدة لاعب ايراني يداعب كرة القدم على أرض الفراعنة المصريون أمر أشبه بدرب من الخيال لا أحد يتوقعه رغم انه في ذلك التوقيت لم يكن هناك بين مصر وايران ما يمنع حدوث ذلك سياسيا، لكنه في النهاية لم يحدث ولو من باب التجربة.
ولكن في صيف عام 1983 حدث ما لم يكن أحد يتوقعه واستقدم رئيس النادي المصري البورسعيدي وقتها الحاج سيد متولي لاعبان من الجمهورية الاسلامية الايرانية للدفاع عن الوان النادي التابع لمحافظة بورسعيد شمال مصر على ساحل البحر الابيض المتوسط في جميع المنافسات المحلية والقارية التي يتنافس عليها النادي الساحلي، وهذا ما حدث في أحدى فصول حكاية إبراهيم قاسم بور عبدالرضا بارزكري مع كرة القدم، فكيف بدءت تفاصيل هذا الفصل وكيف كانت وإلى اين انتهت هذا ما نعرفه اليوم.
قصة تواجد الايرانينان في مصر بدءت مع رغبة رئيس النادي البورسعيدي صاحب الشعبية الكبيرة بين سكان المحافظة الساحلية وخارجها ايضا، في اعداد فريق جيد للغاية كان قد استقدم قبل ذلك المجري فرينتس بوشكش واحد من اساطير كرة القدم العالمية لقيادة فريقه البورسعيدي فنيا قادر على المنافسة بشكل جدي على جميع الالقاب المحلية والقارية.
وبعد التعاقد مع المجري لتولي الادارة الفنية للفريق لم يتبقى امامه سوى توفير العناصر التي تستيطيع ان تطبق فكره الفني على ارضية الميدان وحينها وجه رئيس النادي نظره إلى اللاعبين المحليين وإلى ما يمكن الاستعانة به من لاعبين قادمين من خارج قطر الجمهورية المصرية العربية.
في ذلك التوقيت كان عبدالرضا بارزكري وقاسم بور ينالان حظهما من الشهرة في عالم كرة القدم خاصة بعد تألقهما مع منتخب ايراان في عدة منافسات دولية رغم حداثة سنهما فهل تعلم ان الأخير اعتزل اللعب دولي من الاساس في سن الـ 21 عاما رغم انه في ذلك توقيت كان يعد واحد من افضل صناع اللعب في قارة اسيا كما كان الاول واحد من افضل لاعبين الذين يجيدون اللعب في جميع مراكز وسط الميدان على مستوى القارة ايضا.
فكان من الطبيعي ان ينتبه لهما رئيس النادي المصري والذي لم يتواني في اي خطوة تسهل تواجدهما بالدوري المصري خاصة ان وقتها كان اللاعبين محترفان بدوري احدى الدول العربية بالخليج العربي، رغم انه لم يسبق ان يقدم اي رئيس نادي في مصر على تلك الخطوة بالغرم انه لم يكن هناك ما يمنع حدوث ذلك، لكن فكرة تواجد لاعب اسيوي بشكل عام في الدوري المصري كانت ولا تزال أمر ليس بالشائع فانظار كل الراغبين في التعاقد مع لاعبين أجانب في ذلك التوقيت وحتى وقتنا كانت دائما تتجه إلى ادغال قارة افريقيا خاصة بعد نجاح عدد من اللاعبين الافارقة وتقديم مستويات مميزة بالدوري المصري.
الايراني عبدالرضا برزكري لاعب النادي المصري يصنع هدف بعد أن خطف الكرة من (حشيش) لاعب الاهلي عام 1984م ?#رياضي_قديم pic.twitter.com/X68ZN4wwUp
— رياضي قديم (@old_sportier) May 2, 2016
احدى لحظات تألق بارزكري بالدوري المصري امام الاهلي القاهري موسم 1983/1984
الأهم ان الخطوة التي لم يكن احد يتوقعها حدثت، وبدءت حكاية اللاعبان مع الدوري المصري ومنذ الموسم الاول وعلى غير المتوقع قدم بور وبارزكري مستوى اكثر من الرائع مع النادي المصري مكنته في هذا الموسم في حصد المركز الرابع بالدوري المصري، وأوصلته إلى ابعد ما يمكن تحقيقه بأقدم البطولات المصرية كأس مصر حين وصل رفقة زملائهم إلى نهائي البطولة أمام نادي العاصمة المصرية الأهلي القاهري الذي شهد الكثير من دراما وإثارة كرة القدم حيث ظل المصري البورسعيدي مقتدم على نادي العاصمة طيلة احداث اللقاء حتى قبل قليل من نهاية الوقت الفعلي للمبارة التي نجح فيها احد لاعبون الاهلي في ادراك التعادل بالوقت الضائع قبل ان يتوج الفريق العاصمي بالبطولة وقتها.
واحد من اهداف الايراني قاسم بور في موسمه الثاني بالنادي البورسعيدي بالدوري المصري.
وفي الموسم الثاني للايرانيان في مصر ادرك رئيس النادي ان فريقه اصبح يمتلك العناصر الفنية القادرة على وضعه على منصات التتويج بالالقاب لكنه يبدو انهم ينقصهم الرؤية الفنية فاستقدم الفرنسي الجنسية الارجنتني الاصل اوسكار فولوني لقيادة الفريق فنيا لكن يبدو ان هذا القرار هو الامثل لهذة المرحلة فخلال هذا الموسم انهي الفريق الساحلي بطولة الدوري في المركز السادس وخرج من الادوار الاولى في بطولة كأس مصر، لكن هذا لم يمنع الايرانيان من تقديم مستويات جيدة مازالت حتى الان تتذكرها الصفحة الرسمية لنادي الساحلي على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”.
رقم في تاريخ #المصري(6) هو رقم اللاعب الإيراني عبد الرضا بارزكري الذي تعاقد معه النادي المصري قبل نهاية موسم 1983-1984…
Gepostet von Al-Masry SC am Freitag, 4. Juli 2014
وفي نهاية هذا الموسم كتب الاتحاد المصري لكرة القدم نهاية اول لاعبين ايرانين بالدوري المصري بقراره بمنع احتراف اللاعبين الاجانب بدوري المصري وعدم السماح لاي نادي باستقدام لاعبين من خارج مصر والاعتماد فقط على اللاعبين الذي يحملون الجنسية المصرية، وحتى بعد العودة عن هذا القرار لم نشاهد من وقتها اي اعب ايراني اخر في الدوري المصري فهل هذا سيحدث مستقبلا هذا ما ستجيب عليه الايام.