بدأت تركيا والولايات المتحدة محادثات حول الجولة الجديدة من العقوبات ضد إيران، حيث أن العديد من الشركات التركية تعتبر شريكًا تجاريًا مع طهران. ومقارنة بالماضي، ستكون واشنطن أكثر “عدوانية” في تنفيذ تلك الإجراءات ضد إيران، وفقًا لما قاله مسؤول في الولايات المتحدة.
وقال مارشال بيلينغسلي، مساعد وزير الخزانة الأمريكية لشئون مكافحة تمويل الإرهاب لمجموعة من الصحفيين يوم 20 يوليو: “لقد تحدثنا عن تفاصيل العقوبات، وما استكشفناه مع حكومة تركيا هو تداعيات محتملة للشركات التركية والاقتصاد التركي للتدابير المختلفة، لقد اتفقنا اليوم على أنه كحلفاء، يجب علينا الاستمرار في الدراسة والاستمرار في تبادل التفاصيل”.
وعقد المسئول الأمريكي اجتماعات مع الشركات التركية يوم 19 يوليو واجتمع مع مسؤولين أتراك من وزارة الخارجية والخزانة والبنك المركزي في 20 يوليو.
وقالت وزارة الخارجية التركية عقب المحادثات: “السلطات التركية تقوم بالعمل الضروري لكي لا تتأثر تركيا سلبًا بالعقوبات المقبلة، وإجراء مشاورات مع نظرائنا الأمريكيين”.
وذكرت الوزارة في بيان مكتوب: “إن إيران تعدّ جارًا مهمًا لتركيا نظرًا للعلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، وكذلك لوارداتنا من الطاقة، لذلك، سنستمر في مراقبة العقوبات الأمريكية في هذا الإطار”.
وقال بيلينغسلي أن السمة الرئيسية لزيارته هي مناقشة “أسوأ راعي للإرهاب في العالم وهو إيران”، وأن هذا هو أول حديث عن العقوبات وستكون هناك محادثات كثيرة بشأن العقوبات في المستقبل.
وقال المسؤول إن واشنطن تدرس آثار العقوبات المترتبة على الاقتصاد التركي، ولكنه من المبكر الحديث عن أي استثناءات في حالة تركيا.
وأضاف: “نحن حساسون للغاية حول أثر العقوبات على الاقتصاد التركي، ولذلك فإننا نناقش المسائل التي تهم البلدين، وفي هذه المرحلة، ليس بوسعنا أن نصدر تنازلات أو إعفاءات، ومن السابق لأوانه مناقشة ذلك، وعوضًا عن هذا، علينا أن نفهم مضمون وخصائص كل هذه المعاملات التجارية المختلفة حتى نتمكن من إجراء التقييمات في واشنطن وتقديم أفضل التوصيات الممكنة”.
وقال إن أول العقوبات التي أعيد فرضها ستسري في بداية أغسطس، تليها العقوبات على تجارة النفط والبنك المركزي الإيراني في نوفمبر.
وقال بيلينغسلي: “إننا بحاجة إلى أن تدرك الشركات والبنوك التركية أن سبب منحنا 180 يومًا قبل تنفيذ تلك العقوبات هو السماح لتلك الشركات بالوقت الكافي لإنهاء أعمالها”، مضيفًا أن الأمر متروك لوزارة الخارجية الأمريكية لإعلان ما إذا كانت العقوبات الأمريكية ستكون صفرًا لواردات السلع أو أن يكون تخفيض العقوبات عليها كبير.
كما عقب قائلًا: “إذا أرادت الشركات التركية الاستمرار في التعامل مع الإيرانيين في تلك المجالات المحددة، فعليهم أن يفهموا أنهم لن يقوموا بأعمال تجارية في السوق الأمريكية أو في النظام المالي الأمريكي”.
وعندما سئل عن الكيفية التي ستنفذ بها الولايات المتحدة العقوبات ضد إيران لتكون أكثر نجاحًا من التجربة السابقة، التي أجرت فيها دول مثل تركيا التجارة بالذهب، ردّ المسئول الأمريكي: “سيتم فرض عقوبات الخزانة بشكل صارم وعنيف وشامل جدًا”.
“لذا يجب أن تتوقع أننا سنكون أكثر نشاطًا من الماضي، وأعتقد أن الحكومة التركية تتفهم موقفنا من ذلك، ومن حيث الجهود المبذولة لتجنب العقوبات، فإننا بالتأكيد سنشجع على عدم بذلها، فمن المؤكد أننا سنكون قلقين للغاية بشأن محاولة التجارة مع إيران بالذهب، وسيصبح هذا الأمر عقوبة في بداية أغسطس، ومن المؤكد أنه سيكون من السيء لأي أحد يفكر في تجنب العقوبات الأمريكية من خلال المتاجرة مع إيران بالذهب”.
وأكّد بيلينغسلي إنهم يتابعون عمليات شراء كبيرة للذهب في تركيا هذه الأيام، وأنهم يحاولون معرفة سبب ذلك، معلقًا على ذلك: “أعتقد أن ذلك يتعلق بمسائل العملات وغيرها من الأمور”
وأشار المسئول الأمريكي إلى أنه قدم بعض المعلومات حول تحقيقهم فيما يتعلق بحزب العمال الكردستاني المحظور وأن هذه القضية كانت أيضًا جزءًا من المناقشات في أنقرة.
وقال: “إننا في الواقع هنا لتقديم معلومات إضافية إلى حكومة تركيا حول نشطاء حزب العمال الكردستاني ومواقعهم وما يقومون به”.
وأشار إلى أن أمريكا وتركيا قاما بتكثيف التعاون في هذا الموضوع خلال الأشهر الماضية، وذلك لأن الولايات المتحدة لديها حكومة جديدة.