حذر بنك الاستثمار الأوروبي، أمس، من مخاطر التعاون المالي مع إيران، على الرغم من مساعي الدول الأوروبية لفتح قناة مالية لضمان حصول إيران على إيرادات بيع النفط، وذلك في محاولة للإبقاء على الاتفاق النووي في ظل العقوبات الأميركية.
وقال رئيس بنك الاستثمار الأوروبي فيرنر هوير، إنه لا توجد إمكانية للتعاون بين البنوك الأوروبية وإيران، لافتاً إلى أنه لا توجد بنوك أوروبية نشطة حالياً في إيران، أو تقيم معها علاقات تجارية، وفق ما نقلت عنه وكالة «رويترز».
وقال المسؤول الأوروبي إن البنك سيعرِّض نشاطه العالمي للخطر من خلال الاستثمار في إيران، وهو ما من شأنه أن يثير شكوكاً حول خطة الاتحاد الأوروبي للإبقاء على الاتفاق النووي.
ووافق الاتحاد الأوروبي على إضافة إيران إلى قائمة الدول التي يعمل فيها بنك الاستثمار الأوروبي في لوكسمبورغ منذ شهر أغسطس (آب)، في محاولة للمساعدة على تدفق الأموال إلى طهران، في الوقت الذي تقوم فيه الولايات المتحدة بإعادة فرض العقوبات.
ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال»، أن الدول الأوروبية الثلاثة (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا) تريد فتح قناة مالية تحافظ على نشاط حسابات البنك المركزي الإيراني، إلا أن المصادر الأوروبية رهنت الإجراء بموافقة إيران على تشريع قوانين مجموعة العمل المالي لمراقبة غسل الأموال (فاتف).
لكن هوير يرى إيران مكاناً «لا يمكننا فيه القيام بدور نشط»، على الرغم من جهود الاتحاد الأوروبي للحفاظ على اتفاق 2015.
ويخشى البنك الأوروبي من آثار سلبية للتعاون مع إيران على قدرته في جمع الأموال بالأسواق الأميركية، ونشاطه في الولايات المتحدة.
وقال هوير: «علينا أن نلاحظ حقيقة أننا سنخاطر بنموذج العمل في البنك إذا كنا ناشطين في إيران».
ويبتعد بنك الاستثمار الأوروبي حالياً عن الانخراط في المناطق المدرجة في قائمة المخاطر العالية، في إطار مجموعة العمل المالي، وهي مجموعة عالمية من الوكالات الحكومية لمكافحة غسل الأموال، تشمل إيران.
وقال دبلوماسيون إن تحويلات البنوك المركزية إلى إيران للدفع مقابل واردات النفط، وتجنب العقوبات الأميركية، هو إجراء اقترحته المفوضية الأوروبية في مايو (أيار) وما زال قيد المناقشة.
وتتهم الولايات المتحدة، إيران، بتمويل الجماعات المسلحة في أنحاء الشرق الأوسط، وارتكاب فظائع في سوريا، وبناء ترسانة من الصواريخ الباليستية بعيدة المدى، فضلاً عن السعي لتطوير أسلحة نووية، وهو ما تنفيه طهران على الدوام.
وتشترك أوروبا في الكثير من مخاوف واشنطن، لكنها تقول إنه لا يوجد شيء يمكن تحقيقه من الانسحاب من الاتفاقية النووية، التي وضعت قيوداً صارمة على إنتاج إيران من الوقود النووي، والتي تلتزم بها طهران.