يعتبر البعض أن تاريخ الطباعة في إيران يعود إلى فترة حكم الإيلخانيين، بينما يعتقد آخرون أن اليهود الناطقين بالفارسية كانوا أول من انتبه لأهمية طباعة الكتب، وفي عام 1639 ميلاديًا تم طباعة ثلاثة كتب باللغة الفارسية من قبل جماعات التبشير المسيحية في هولندا، و قدمت هذه المطبعة أول طباعة فارسية في العالم.
ووفقاً للوثائق، فإن الكتاب الأول الذي نُشر في إيران نفسها هو الزابور كتاب النبي داوود، الذي نُشر عام 1638 باللغة الأرمنية في 572 صفحة في أصفهان بواسطة رجال الدين الأرمن، فقد تمكن الأرمن أكثر من المجموعات العرقية واللغوية الأخرى التي تعيش في إيران من إنشاء مطبعة في إيران، وقد نشروا المصادر المسيحية بحرية، وقد حصلت على الترتيب الخامس عشر بين دول العالم آنذاك، وهذا لأسباب كثيرة أهمها الشاه عباس الأول الصفوي وغيره من حكام هذه السلالة اللذين خلقوا إطار من الحرية والتشجيع للإستمرار في الطباعة.
بدأ الأرمن في طباعة الكتاب بعد حوالي ثلاثين عام لخروجهم من الجلفا في اصفهان، وطبقًا لأحاديث السائحين الأجانب كان عدد من الإيرانيين في العصر الصفوي ولعين بصناعة الطباعة وتعلموها، كما قام كلًا من جون بينكرتون وجونز هنوي أثناء سفرهم إلى إيران في عهد نادر شاه افشار بطباعة ونشر منشورات باللغتين اللاتينية والعربية.
البداية الحقيقية
يعد كل ما سبق مجرد إرهاصات لصناعة جديدة كانت قد انتشرت في العالم، فالطباعة أعم و أشمل من مجرد طبع كتاب أو بعض منشورات، لذا بدأ التحول الرئيسي حين راج فن الطباعة وانتشرت الأدوات والمواد اللازمة لها من كتب وصحف في فترة حكم عباس ميرزا قاجار والذي تزامنت مع فترة حروب إيران و روسيا، أي أننا نستطيع أن نقول أن الطباعة الجدية بإيران بدأت منذ العصر القاجاري.
تأسيس أول مطبعة إيرانية
في عام 1233 هجريًا تأسست أول مطبعة في تبريز بواسطة السيد زين العابدين تبريزي وبدعم ومساندة عباس ميرزا، وبعد عام نُشر أول كتاب من إصدارات المطبعة وهو فتحنامه أو كتاب الفتح لميرزا ابو القاسم قائم مقام الفراهاني وهو تسجيلًا دقيقًا لحروب إيران وروسيا.
وتقول الأبحاث حول اوائل الكتب التي قد طُبعت، أن حكومة تلك الحقبة استخدمت تكنولوجيا العصر الحديثة آنذاك وهي الطباعة لأغراضها الخاصة، وكانت أغلب الكتب تاريخية أو دينية أو أدبية أو لتعزيز مبادئ الصحة و جوانب الحياة المدنية وثقافة الحياة الاجتماعية الجديدة.
في عام 1240 هجريًا أي بعد حوالي سبعة أعوام من إنشاء مطبعة تبريز، استدعي فتحعلي شاه السيد زين العابدين وكلفه بإنشاء مطبعة أخرى في طهران.
وحين راجت الطباعة الحجرية في العالم، تم إرسال جعفر خان تبريزي لتعلمها في موسكو، و قد أحضر عند عودته آلة طباعة حجرية إلى تبريز، وكان أول كتاب يطبع عن طريقها هو القرآن الكريم.
وكان لتأسيس مدرسة دار الفنون أثر بالغ في رواج فن الطباعة، حيث ازدادت الكتب الدراسية وكتب الأساتذة الخاصة، لدرجة أنه قد تم تأسيس مطبعة صغيرة خاصة بدار الفنون، قد طبعت حوالي 40 كتاب، ومع قيام الثورة الدستورية بدأت تزداد أعداد الصحف، فراجت حركة الطبع أكثر و أكثر.
وبتأسيس جامعة طهران والمؤسسات العلمية الجديدة، حدثت نقلة كبرى ، فقد كان من الضروري توفير أعداد هائلة من الكتب، لذا تم افتتاح الكثير من المطابع الحكومية مثل مطبعة الجيش و مطبعة السكة الحديد ومطبعة البنك الوطني، وفي فترة الحكم البهلوي بدأت المطابع الخاصة في الظهور.
الثورة الإسلامية وتأثيرها
كان عام 1979 عامًا مميزًا في التاريخ الإيراني المعاصر حيث توالت الأحداث الهامة بسرعة غريبة مثل خروج محمد رضا بهلوي من إيران وانتقال الحكم إلى السلطة الدينية وتحويل إيران إلي جمهورية ثم الحرب العراقية الإيرانية، كل هذه الأحداث أثرت في حركة الطباعة حيث يقال أن قد كان يُطبع أكثر من 350 جريدة في إيران.
المصدر : http://hamshahrionline.ir/details/61112