بعد الكثير من تنبوؤات الحيوانات المباركة وتوقعات خبراء كرة القدم التي اصاب منها ما أصاب وخاب منها ما أخاب، وصل قطار النسخة الجارية من كأس العالم إلى محطته قبل الاخيرة وعلى متنه اربعة منتخبات فقط.
تجمعها سمتان رئيستيان الاولى انهم جميعا قادمون من القارة العجوز اوروبا والثانية انهم جميعها ايضا يستحقون التواجد على متن هذا القطر حتى هذة المرحلة بعدما تخطوا كل من جاء في طريقهم وحاول مزاحمتهم في مقعدهم بالقطار مهما كانت قوته او شراسته، والحديث هنا عن منتخبات فرنسا وبلجيكا وانجلترا وكرواتيا الناجحون في التأهل لنصف نهائي الحدث الكروي الاعظم عالميا.
وقبل التعرض للمواجهتين القويتين المقرر اقامتها بين رباعي المربع الذهبي والتي ينتظرها الكثيرون من عشاق كرة القدم حول العالم وليس فقط عشاق وانصار تلك المنتخبات الاربعة.
ونبدأ مع منتخب الشياطين الحمر بلجيكا احد المنتخبات التي كان ينظر اليها قبل انطلاق العرس المونديالي بأنها منتخب قد نشاهده في النهاية يرفع كاس العالم، فجميع الخبراء كانوا يرون ان بلجيكا اخير امتلكت جيل قد يحقق لها لقبها العالمي الاول، وهو ما أكده لاعبو ذلك المنتخب بانطلاق مبارياتهم بمرحلة المجموعات.
والرحلة بدءت بفوز ساحق على منتخب بنما ثم فوز استعراضي ونتيجة ثقيلة على المنتخب التونسي ثم فوز اخر في مباراة تحديد متصدر المجموعة والضحية تلك المرة أمام المنتخب البلجيكي ليواجه منتخب اليابان في مرحلة دور الـ 16 ويتخطاه ايضا رغم تأخره بهدفين قبل اقل من 30 دقيقة على انتهاء المباراة ليهزمه بنتيجة 3/2.
ثم تاتي مواجهته الأصعب في مشواره حتى الان وكانت امام المرشح الاول للبطولة قبل انطلاقها والاكثر تتويجا بها على مدار التاريخ منتخب البرازيل ويهزمه ايضا بهدفين مقابل هدف وحيد في مباراة تألق فيها جميعا اللاعبين الكبار الذين تعول عليهم الجماهير البلجيكية أمالا عريضة في التتويج بلقب في النهاية.
ومن نفس مجموعة بلجيكا خرجت انجلترا أحد اضلاع المربع الذهبي ايضا وفي طريقها اليه فازت على كلا من تونس وبنما ثم خسرت امام بلجيكا بهدف نظيف لتتأهل كثاني المجموعة وتواجه كولمبيا التي فرضت عليها التعادل حتى ركلات الترجيح الامر اختلف ونجحت انجلترا في تخطي كولمبيا لتواجه السويد في دور الثمانية وتتخطاه بسهوله للغاية بعد فوزها عليه بهدفين نظيفين برغم من توقع البعض ان يكون للويد الكلمة العليا في اللقاء بعدما تسببت في اقصاء منتخبي ايطاليا وهولندا خلال التصفيات المؤهلة لكاس العالم وقفت في طريقهم امام الظهور بالمونديال روسيا ثم المفاجأة الكبرى كانت باقصاء المنتخب الالماني من مرحلة المجموعات والصعود على حسابه.
الضلع الثالث بالمربع الذهبي هو المنتخب الفرنسي قبل البطولة ايضا كان احد المرشحين ولكن مع انطلاق المباريات الرسمية الوضع اختلف بعض الشي صحيح تصدر مجموعته بفوزين على بيرو واستراليا وتعادل امام الدنمارك لكنه لم يقدم ما يؤكد وجهات النظر بانه قد يكون بطل النسخة الجارية.
ولكن مع بدء مبارياته بمرحلة الاقصاء حالة الخسرة تبدل الحال وأظهر المنتخب الفرنسي المدجج بنجوم والمواهب الصورة التي ينتظرها انظارها ليتخطى منتخب الارجنيتن بنيتجة 4/3 ثم يتخطي بعده في دور الثمانية منتخب الاوراجوي بهدفين نظيفين بكل سهولة رغم ان كثر ظنوا ان المنتخب السماوي قد يقصي فرنسا بعدما نجح في اقصاء المنتخب البرتغالي قبل ايام في دور الستة عشر.
أخر اضلاع المربع الذهبي لكأس العالم هو حصانه الاسود هذة النسخة المنتخب الكراوي الذي بالمناسبة ايضا لون قميصه الاحتياطي الثاني اسود وهو ايضا المنتخب الوحيد في المربع الذهبي الذي لم يكن خيار اي خبير لكرة القدم في ترشيحاته للمتوج بالبطولة او مربعها الذهبي حتى قبل انطلاقها لدرحة ان البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني لنادي مانشستر يونايتد الانجليزي ليس لديه فرصة حتى في تخطي مرحلة المجموعات.
ولكن ما حدث على ارض الواقع كان مخالف لكل التوقعات والذي بدء بهزيتمة لنيجيريا بهدفين نيظيفين ثم هزيتمة للمنتخب الارجنيتني بثلاثية نظيفة وحتى ايسلندا لم تنجى منه وهزمها هي الاخر ليصعد متصدرا مجموعته بـ 9 نقاط وبفارق خمس نقاط كاملة عن صاحب المركز الثاني.
مباريات المربع الذهبي تنطلق الثلاثاء الموافق التاسع من يوليو الجاري بالمواجهة النارية بين افضل خطي هجوم بكأس العالم روسيا 2018 من الناحية الرقمية والفعلية بالنسبة للمنتخب البلجيكي ومن الناحية الفعلية فقط بالنسبة للمنتخب الفرنسي الاولى تبحث عن اكمال طريقها نحو لقبها العالمي الاول والثانية تريد ان تتخطى عقبة بلجيكا وتحمل الكأس المونديالية من جديد بعدمرور قرابة لاشعرون عامها على تتويجها الاولى في نسخة 1998 التي نظمتها على اراضيها وبالمناسبة حينها كان قائد المنتخب الفرنسي هو ديديه ديشامب المدير الفني الحالي للمنتخب الفرنسي وكان من بين لاعبو هذا الجيل ايضا الفرنسي تيري هنري الذي يعمل حاليا كاحد اعضاء الجهاز التدريبي للمنتخب البلجيكي.
المبارة الثانية تقام يوم الاربعاء الموافق العاشر من يوليو الجاري بين الحصان الاسود للبطولة المنتخب الكراوتي امام المنتخب الانجليزي، والاول يملك بين صفوفه احد اهم لاعبي خط الوسط في العالم الان لاعب ريال مدريد الاسباني لوكا مودريتيش ولاعب برشلونة الاسباني ايفان راكيتيش وبالمناسبة تتويج كرواتيا في نهاية الامر بالعرس المونديالي تعني فوز مودريتيش بجائزة احسن لاعب في البطولة وستعزز من فرصة في الفوز بجائزة احسن لاعب في العالم عن موسم 2017/2018.
أما الثاني انجلترا فواقعيته جعلت منه قريبا ايضا من تحقيق اللقب بصورة كبيرة إلى جانب العديد من اللاعبين الجيدين للغاية ايضا في مقدمتهم بالطبع هداف البطولة حتى الان ومهاجم توتنهام الانجليزي هاري كين واحد افضل الحراس المرمى في البطولة ايضا حتى الان بيكفورد حارس مرمى ايفرتون الانجليزي، وبالمناسبة كأس العالم الوحيدة التي توجت بها انجلترا كانت نسخة 1966 وتتشابه مع النسخة الجارية في انها ايضا وقتها لم ينجح اي منتخب قادم من اية قارة من قارات العالم بخلاف اوروبا في التأهل إلى المربع الذهبي للبطولة.
وهذة المصادفة بالمناسبة ايضا لم تحدث على مدار تاريخ البطولة سوى في 3 نسخ ايضا بخلاف النسخة الجارية والنسخة التي توجت فيها انجلترا وجميعهم فازت باللقب في النهاية المنتخب الايطالي الذي لم ينجح في التأهل إلى روسيا 2018.