تمثل منارات المآذن أهمية كبرى في الثقافة الإسلامية برمتها، وهو ما يجعلها ذات اهتمام ملحوظ لدى أهل الثقافة الإسلامية، وقد تطور بناء المآذن على مدار التاريخ منذ ظهور الإسلام وحتى العصر الحالي، ولإيران على نحو خاص اهتمام بتلك العمارة، خاصة أنهم لاحظوا كيف تبنى المساجد بشكل بسيط، ولم يكن هذا ما أرادوه، إذ إن طبيعة معمارهم تتميز بالقصور ذات الأعمدة والقاعات الفسيحة.
بداية
وقد بدأت المآذن على شكل جدار عال يشبه البرج، ثم أحاطوا هذا البرج بجدار أو سلم ووضعوا فوقه مظلة، وبعد وقت من الزمن تم استحداث فكرة المصابيح المنيرة فوق المئذنة قبل آذان المغرب حتى يعلم الناس وقت صلاة المغرب، ومكان المسجد في الوقت نفسه، ثم صار إضاءة المآذن تقليدًا متبعًا في البلدان الإسلامية خاصة وقت العيد.
وترجع أغلب الآراء أن المنارات ظهرت بعد ظهور المساجد بوقت قليل، وكان ذلك تحديدًا في العصر الأموي، وكانت أول مئذنة شيدت على شكل منارة هي مئذنة المسجد الجامع في البصرة.
معمار
ويعد بناء المئذنة عبارة عن مدخل في البداية مؤدي إلى الصحن ثم سلم الصعود، الذي يبنى على شكل حلزوني في الغالب، ثم ينتهي البناء بالشرفة المرتفعة بالأعلى، ولتلك الشرفة أهمية كبيرة حيث يقف فوقها المؤذن ليرفع الآذان، وبالطبع حاليًا تم استبدال وجود المؤذن بالأعلى إلى مكبرات الصوت.
ويجب أن تحيط المئذنة جهات أربع ليؤذن فيها المؤذن، ويميز الجزء الثالث بالمئذنة بأنه هو الذي تعلو فوقه قبة المؤذن، ويسمى باسم “الجوسق” أما المنارة نفسها فلا يوجد قانون خاص بمعمارها، فأحيانًا تبنى في زوايا المسجد، أو الناحية الغربية أو الشمالية من المسجد، وأحيانًا توجد في الجزء الجنوبي، وأحيانًا منفصلة كما هو الشائع في إيران.
وتبنى المآذن في الغالب داخل إيران من الحجارة والجص، أما شكلها فهي تتميز بثنائيتها وتذهيبها إلى جانب الشكل المتميز لها.
المئذنتان المتحركتان
تعد المئذنتان المتحركتان أو المنارتان المتحركتان من أشهر المعالم السياحية داخل إيران، والتي تعد مكانًا يقبل عليه السياح في الغالب، وقد تم إقامتهما فوق ضريح أحد الزهاد الذي يسمى “عمو عبد الله الكارلاداني” وذلك في قرية “كارلادان”.
وتعود شهرة هاتين المئذنتين إلى أنه عندما تتحرك إحداهما تتحرك الأخرى معها، وقد ظلت حركة المئاذن موضوعًا لاهتمام العلماء حول العالم، ولم يستطع أحد تفسير حدوث هذه الظاهرة بشكل علمي بحت أو بشكل نهائي، إلا أن البعض يرجع ذلك لظواهر أو عوامل فيزيائية.
منارة/مئذنة الأربعين عذراء
تعد مئذنة “الأربعين عذراء” واحدة من آثار العصر السلجوقي في القرن السادس الهجري داخل إيران، وقد أخذت شهرتها من زخارفها البديعة ونقوشها المتميزة، كما كتب عليها بالخط الكوفي آيات قرآنية مازالت موجودة حتى الآن.
مئذنة/منارة “الحادي أو الجمَال”
تعد تلك المئذنة من أجمل آثار العصر السلجوقي، ويصل ارتفاعها إلى 54 مترًا، ومحيط قاعدتها إلى 14 مترًا، وتضم سبعة أجزاء من أسفلها إلى أعلاها، الأول من الآجر البسيط، والثاني والثالث زخارف آجارية، أما السادس فهو التاج الثاني للمنارة، أما السابع فهو رأسها وأعلاها.