سافر الرئيس الإيراني حسن روحاني لأوروبا للقاء زعماء النمسا وسويسرا في محاولة لإنقاذ الاتفاق النووي الذي تم التخلي عنه من قبل الولايات المتحدة.
ومع ذلك، فإن محاولة القيام بذلك قد تتسبب في نزاع فوضوي بين أمريكا ودول أوروبا وفقًا لرأي الخبراء.
وقال بنهام بن تاليبلو، المحلل في مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات بواشنطن لصحيفة سكواك بوكس يوم الثلاثاء: “ستزيد الولايات المتحدة من الضغوط الغير نووية على إيران، وستأخذ البنوك والشركات الأوروبية جانب واشنطن، في حين سيحاول السياسيون الأوروبيون قطع العقوبات الدولية، وسوف يؤدي ذلك إلى نزاع فوضوي للغاية بين أمريكا ودول أوروبا”.
وقام الرئيس دونالد ترامب بسحب الولايات المتحدة من الاتفاق في مايو، وسيعيد فرض العقوبات على إيران بعد أن انتقد الاتفاق وقال إن البلاد لا تلتزم بشروطها.
وقالت دول ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا، التي توسطت في الاتفاق النووي الإيراني مع الصين وروسيا في عام 2015، إنها ستظل ملتزمة بالاتفاق النووي.
ومع ذلك، يمكن معاقبة الشركات والمؤسسات التجارية الأوروبية عن طريق ما يسمى بالعقوبات الثانوية، إذا كانت تتعامل مع أفراد أو كيانات إيرانية بمجرد أن يتم عودة العقوبات الأمريكية المفروضة في نوفمبر.
وقال روحاني إنه يأمل في أن تتوصل الدول الأوروبية إلى حل لإنقاذ الصفقة النووية قريبًا.
والتقى روحاني مع الرئيس السويسري آلان بيرسيت يوم الاثنين، حيث أكّد دعمه للاتفاقية المعروفة رسمياً باسم خطة العمل المشتركة الشاملة.
وسيتحدث الزعيم الإيراني في مناسبة صناعية في مدينة برن يوم الثلاثاء، وهناك تقارير عن إمكانية الإعلان عن بعض الصفقات التجارية بين سويسرا وإيران.
وسيرحل روحاني بعدها إلى النمسا للقاء الرئيس النمساوي ألكسندر فان دير بيلين ومستشاره يوم الأربعاء، وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية يوم الثلاثاء أن وزراء خارجية إيران والدول المتبقية في الاتفاق النووي سيجتمعون في فيينا يوم الجمعة.
نزاع فوضوي يلوح في الأفق
ومع ذلك، قال بن تاليبلو لمحطة “سي إن بي سي”: “إن احتمال إنقاذ الاتفاق النووي بشكله الحالي، يعد احتمالًا ضعيفًا، فخطة العمل المشتركة لم تكن مصممة للصمود بعد انسحاب أحد شركائها الرئيسيين، ولم تكن أمريكا تتخيل أن خطة العمل سوف تستمر بعد انسحابها، وفي اعتقادي الشخص، سوف تنهار خطة العمل بمرور الوقت”.
كما قال إن زيارة روحاني إلى أوروبا مصممة ببساطة لزيادة الضغط على المنطقة لإنقاذ الصفقة. وأضاف: “إن روحاني يعرف أن مخاوف أوروبا ستتزايد حول برنامج إيران النووي إذا انهارت خطة العمل المشتركة، لكنّه يبحث أيضًا عن المزيد من الضمانات الملموسة لخلق طريقة لمقاومة العقوبات، ربما عن طريق خلق معاملات تجارية لا تتم بالدولار، وذلك لتتمكن المصارف الأوروبية من التعامل مع إيران بدون التعرض للعقوبات الأمريكية المفروضة”.
وصرح بن تاليبلو إن رغبة الشركات الأوروبية للقيام بأعمال تجارية مع إيران، والمخاطرة بالعقوبات الأمريكية، كانت صغيرة بشكل ملحوظ، فالبنوك والشركات الأوروبية، وبعض البنوك الآسيوية والشركات التجارية تنحاز إلى جانب واشنطن أكثر من طهران لأنهم لا يريدون مواجهة عقوبات ثانوية أمريكية، والتي ستسري ابتداءً من هذا الصيف وتتزايد في الشتاء.
وعلى خلفية انهيار خطة العمل المشتركة الشاملة، أعلنت طهران في وقت سابق من هذا الشهر أنها ستزيد من قدرتها على تخصيب اليورانيوم في حال انهارت الصفقة.
وستؤذي العقوبات الأمريكية على إيران بشدة قطاع النفط والمؤسسات المالية، وقالت الولايات المتحدة إنها ستسعى إلى عزل إيران قدر الإمكان.
وفي يوم الاثنين، صرّح بريان هوك المسؤول في وزارة الخارجية: “ينصب تركيزنا على تقليل الدول المستوردة للنفط الخام إلى الصفر، في أقرب وقت ممكن”.
وأضاف: “كما نعمل أيضًا مع المشاركين في سوق النفط، بما في ذلك المنتجين والمستهلكين لضمان استقرار السوق، وستعود العقوبات المصرفية في الرابع من نوفمبر وسوف ننفذ هذه الأحكام بقوة لحبس أصول إيران في الخارج، وحرمان النظام الإيراني من الوصول إلى العملة الصعبة”.