ارتفع سعر الريال الإيراني رسميًا من 25 ألف إلى 43 ألف لكل دولار أمريكي في السنوات الأربع الماضية، بينما بلغ سعره الضعف في السوق السوداء.
وساء وضع الاقتصاد الإيراني، وقامت مظاهرات ضد الحكومة في شوارع طهران ومدن أخرى طالب فيها المتظاهرون بإنهاء التورط الإيراني في سوريا واليمن.
وقامت روسيا بالتعاون مع السعودية في اجتماعات منظمة أوبك، والتي من شأنها خفض سعر النفط، مما يعد المزيد من الأنباء السيئة للاقتصاد الإيراني، الذي يعتمد بشكل أساسي على النفط.
ويستمر الحكام في طهران في ضخ الموارد لحزب الله ولدعم المغامرات الإيرانية في سوريا واليمن، كم من الوقت سيطول هذا؟
وجاءت الأخبار السيئة حقًا لطهران من واشنطن عندما أعلن الرئيس دونالد ترامب انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي مع إيران، مما يعنى إعادة فرض العقوبات المخففة على إيران مع فرض عقوبات أخرى جديدة، ما لم يوافق الإيرانيون على إعادة التفاوض بشأن الاتفاق النووي.
وعلى الرغم من عدم انسحاب الدول الأوروبية، إلاّ أن فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا قد أعلنوا أن الاتفاق النووي بحاجة إلى تعديل، وأنه يجب وضع حد للصواريخ الباليستية، وكذلك التوسع الإيراني في سوريا واليمن.
وأوضحت إسرائيل أنها لن توافق على وجود القوات والمنشآت الإيرانية في سوريا وذلك من خلال الهجمات التي شنتها القوات الجوية الإسرائيلية.
ويبدو أن التحالف بين روسيا وإيران في سوريا على وشك التفكك، ويجرى فلاديمير بوتين وبنيامين نتنياهو مناقشات متكررة حول هذا الموضوع.
ووافق بوتين على ضرورة عدم السماح للقوات الإيرانية بالاقتراب من الحدود الإسرائيلية.
وسيتقابل كل من ترامب وبوتين في هلسنكي في 16 يوليو، ولا شك أن سوريا ستكون في جدول المناقشات، وهذا من شأنه أن يعطي للحكام الإيرانيين سببًا للقلق.
وربما سنشهد تغيرًا كبيرًا في الأبعاد الاستراتيجية فيما يتعلق بدور إيران في الشرق الأوسط خلال الفترة القادمة، وقد أوشك باراك أوباما على الاعتراف بأن إيران كانت ويجب أن تكون قوة إقليمية كبرى، وكان مستعدًا لاتفاق يوفر لإيران موارد هائلة لتنفيذ هذا الدور، في ت
جاهل تام لمخاوف إسرائيل.
ويريد ترامب، الذي يدرك تمامًا مخاوف إسرائيل، رؤية الإيرانيين يخرجون من سوريا، وهذه بالطبع أخبار جيدة لإسرائيل.
هل سيتكيف الحكام في طهران مع الوضع المتغير ويتخلون عن خططهم الطموحة؟ أم سيجبرهم الشعب الإيراني لوضع حد للجمهورية الإسلامية؟ ومما يبدو، فتحقيق التساؤل الثاني، لا يبدو مستحيلًا في الوقت الحالي، مما قد يعد انتصارًا كبيرًا لترامب ونتنياهو الذي يشن حملة ضد البرناج النووي لإيران وحكم آية الله لسنوات عديدة.
وشكلت إيران لسنوات عديدة تهديدًا أمنيًا على إسرائيل، فقد سعت لتنفيذ برنامج يهدف إلى إنتاج قنبلة نووية، وتطوير صواريخ باليستية بعيدة المدى، وتقوية حزب الله، وتهديد إسرائيل يوميًا بالدمار.
وبعد الاتفاق النووي مع الدول الأعضاء الأربعة في مجلس الأمن الدولي بالإضافة إلى ألمانيا، بدأت إيران برنامجًا نشطًا لنشر قواتها ومنشآتها العسكرية في سوريا، مقتربةً من حدود إسرائيل، مع الحفاظ على قدرتها على صنع قنبلة نووية ومواصلة تطوير الصواريخ البالستية.
وقد تؤدي التطورات الأخيرة إلى إضعاف الحكومة الإيرانية، وربما حتى سقوطها إذا تبين أن هذا هو الحال، فإن إسرائيل ستتنفس الصعداء أخيرًا.