ليس المنتخب الايراني لكرة القدم وحده من قدم صورة مشرفة للكرة الايرانية ولشعب الجمهورية الاسلامية الايرانية خلال مباريات كاس العالم الجارية بروسيا الان، فما يقدمه الحكم الايراني علي رضا فغاني حتى الان بالعرس العالمي وما ينتظر ان يقدمه ايضا في المستقبل القريب حينم تسند اليه مباريات اخرى يستحق الوقوف لديه الكثير، بعدما اقنع الجميع واصبح ينظر اليه الان بأنه واحدا من افضل الحكام المتواجدون على الساحة العالمية الان.
وعلى الرغم من الجدل المثار حول الاداء التحكميمي خلال مباريات كاس العالم حتى الان وفي طليعة اسباب ذلك استخدام تقنية الفار (العودة إلى شاشة التلفزيون لتأكد من قرار الحكم قبل التصديق عليه) لاول مرة في تاريخ المونديال، إلا ان الحكم الايراني استطاع ان ينأى بنفسه من هذا الجدل واشاد بادائه الكثيرون في كل مباراة اسندت اليه لادارتها تحكيميا حتى الان التي كان اخرها افضل لقاءت المونديال -حتى وقت كتابة هذة السطور- بين منتخب الارجنيتن ومنتخب فرنسا والتي انتهت بفوز الاخير بنتيجة 4/3.
علي رضا فغاني الذي والد بكشمهار أحدى مدن محافظة مشهد ورث شغف وحب التحكيم من والداه محمد فغاني الذي كان حكما لمباريات كرة القدم هو الاخر، وبدءت علاقته مع كرة القدم قبل التحكيم حينما مارسها كلاعبا محترفا بعدة فرق ايرانية كان من بينها “بنك ملالي” وشباب خدور”.
الحكم القادم من قارة اسيا ولد -21/3/1978- بدء حكايته مع التحكيم في عالم الساحرة المستديرة عام 2003 منطلقا من دوري الخليج الفارسي بالجمهورية الاسلايمة الايرانية، وحينها لم يحتاج سوى لخمسة مواسم فقط يدير خلالها مباريات بالدوري المحلي في ايران حتى حصل على الشارة الدولية من FIFA الاتحاد الدولي لكرة القدم وأصبح حكما دوليا.
ومن حينها ويلجأ له الاتحاد الدولي لكرة القدم وكذلك الاتحاد الاسيوي لكرة القدم في ادراة المباريات سواء بنهائيات البطولات المختلفة او حتى في مرحلة التصفيات لتحديد المتأهلون لتلك البطولات.
لكن في عام 2015 بالتحديد بدء اسم الحكم الايراني يتردد قاريا بشكل قوي بالاخص بعدما اسند اليه الاتحاد الاسيوي مهمة إدارة 6 مباريات في كأس اسيا 2015 من بينهم اهم مباراة بالبطولة النهائي الذي جمع بين منتخب كوريا الجنوبية ومنتخب استراليا.
ووجذبت هذة البطولة الانظار إلى الحكم الايراني بشدة وبالاخص من الاتحاد الدولي الذي اعتمد عليه بشكل رسمي في ادارة مباريات كرة القدم في منافسات الرجال بدورة الالعاب الاولمبية ريودي جانيرو 2016، حيث ادار حينها 3 مباريات بدءها بلقاء المانيا والمكسيك، ثم ادار بعدها لقاء اخر جمع الدنمارك والبارزيل قبل ان تسند له مباراة الختام وتحديد الفائز بذهبية كررة القدم بالاولمبياد والتي كان طرفيها البرزيل والمانيا.
تقدير العالم للحكم الايراني خلال هذا العام بالاخص لم ينتهي بادراته لنهائي الاولمبياد، ففي نهاية العام اختاره الاتحاد الاسيوي لكرة القدم حكم العام بقارة اسيا وفي نفس العام اختير ايضا حكم العام في بلده ايران وتلك الجائزة بالتحديد يحتكرها منذ عام 2014 ولم يفوز بها اي حكم ايراني اخر منذ ذلك التوقيت.
وفي 2017 سجل الايراني ظهور عالمي أخر حينما اختير كاحد الحكام الموكل لهم إدارة المباريات بكأس العالم للقارت الذي اقيم بروسيا ووقتها ادار مباراتيين الاولى جمعت المنتخب الالماني مع منتخب شيلي في مرحلة المجموعات قبل ان يعود ويدير لقاء أخر لشيلي ولكن هذة المرة كان بالدور قبل النهائي امام المنتخب البرتغالي.
ثم جاء عام 2018 حاملا معه الحدث الكروي الاعظم – كأس العالم – ليعوضه عن مشاركته في كاس العالم الماضي نسخة 2014 ولكن حكم رابع بعدما ظخر في 7 مباريات كحكرابه بينهم مالمباراة الافتتاحية بين البرازيل صاحب الارض والمنظمة امام كرواتيا، وليؤكد ان الحكم الايراني اصبح واحد من افضل الحكام في العالم الذي يتمتع بثقة الجميع فخلال دور المجموعات فقط اسند له لقائين غاية في الاهمية الاول كان في افتتاحية مباريات المجموعة السادسة والذي جمع بين المانيا والمكسيك والثاني كان احد لقاء حسم مصير المجموعة الخامسة بين البرازيل وصربيا، قبل ان يسند له أقوى واسخن مواجهات دور الستة عشر التي اجتمع فيها المنتخب الفرنسي مع منتخب الارجنيتن.
قبل انطلاق العرس المونديالي وفي حديث للحكم الايراني مع الموقع الرسمي للاتحاد الاسيوي قال نصا ” نأمل أن يحظى أحد الحكام الآسيويين بفرصة قيادة المباراة النهائية في كأس العالم” وبعد المستوى الذي ظهر عليه اغلية حكام المونيدال الجاري يبدو ان أمنية “فغاني” في طريقها للتحقيق وليس هذا فقط بل قد يكون هو نفسه الحكم الاسيوي الذي يدير نهائي النسخة الجارية من كأس العالم، لكن المؤكد حاليا ان ظهوره لن يقتصر على الثلاث مباريات الماضية وسنشاهده من جديد باحدى مباريات المونديال المتبقية.