قال رودي جولياني، محامي الرئيس دونالد ترامب، لمجموعة من المعارضة الإيرانية: “إن انهيار النظام الإسلامي الإيراني قاب قوسين أو أدنى”، وستواصل الولايات المتحدة فرض عقوبات متزايدة حتى يحدث ذلك.
وأضاف حاكم نيويورك السابق في حدث قرب باريس أنه يتحدث “كمواطن أمريكي”، وليس بالنيابة عن إدارة ترامب، ومن المعروف أن جولياني ليس لديه معرفة بخطط السياسة الخارجية لأمريكا.
وفي حديثه مع حركة مجاهدي خلق الإيرانية، وهي جماعة مدرجة لسنوات في لائحة الإرهابيين الأمريكية، قال جولياني إن الدول الأوروبية والرئيس السابق باراك أوباما أرضوا النظام الإسلامي، مضيفًا: “إن ترامب لا يدير ظهره للمدافعين عن الحرية “.
وقال جيولياني أمام حشد من منظمة مجاهدي خلق الملوحين بالأعلام: “هذه الحكومة على وشك الانهيار وهذا هو الوقت المناسب لزيادة الضغط عليها، والحمد لله أن رئيس بلدي انسحب من هذا الاتفاق النووي الخطير للغاية مع إيران، فلن نتعاون مع الراعي الأول للإرهاب في العالم.”
وأضاف جولياني أن أوروبا “يجب أن تخجل من نفسها” لاستمرارها في شراء النفط الإيراني، معبرًا: “لا أفهم السبب وراء رغبة قادة الديمقراطيات الغربية في دعم الاتفاقية التي ستؤدي حتمًا إلى إقامة ديكتاتورية مجنونة”.
لوم فلسطين
منذ انضمامه إلى فريق ترامب القانوني في أبريل، واصل جولياني قبول المشاركة في المحادثات الخارجية على أرض أمريكا وخارجها، وعندما سئل يوم السبت عن رسوم المحادثات اللي يجريها، رفض التعليق.
في أوائل يونيو، تحدث جولياني في مؤتمر لسوق رأس المال في تل أبيب، حيث أشاد برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وألقى باللوم على الفلسطينيين لعدم وجود اتفاق سلام، وانتقد التحقيقات القانونية ضد نتنياهو وترامب، ودافع عن موقف الرئيس تجاه المرأة.
كما تحدث جيولياني أيضا إلى مجموعة إيرانية مناهضة للحكومة في واشنطن في أوائل مايو، وتوقع أن ترامب سينسحب من الاتفاق النووي الإيراني.
وكان على المنصة يوم السبت أيضًا رئيس مجلس النواب الأمريكي السابق ومستشار ترامب غير الرسمي نيوت جينجريتش، ومدير مكتب التحقيقات الفيدرالية السابق لويس فريه، والسفير الأمريكي السابق لدى الأمم المتحدة بيل ريتشاردسون، ورئيس الوزراء الكندي السابق ستيفن هاربر، ووزيرين سابقين لوزارة الخارجية الفرنسية، وخمسة أعضاء من البرلمان البريطاني.
في الغربة
ويستضيف المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية هذا الاجتماع السنوي، الذي يعد نفسه نوعًا من البرلمان في الخارج، ولكن يهيمن عليه حركة مجاهدي خلق.
وتحدثت مريم رجوي، رئيسة “المجلس القومي للمقاومة الإيرانية”، أمام جولياني، وقالت إن الاحتجاجات الاقتصادية الأخيرة في إيران هي علامات على قرب انهيار النظام، وقالت إن المجلس يدعم إيران ديمقراطية مع فصل الدين عن الدولة.
هذا وقد تحدث جولياني في أحداث منظمة مجاهدي خلق لمدة عشر سنوات. وحضر فعاليات المؤتمرات جون بولتون، مستشار الأمن القومي الحالي لترامب، وكذلك جيمس جونز، الذي شغل نفس المنصب في عهد أوباما.
وفي تحقيق أجرته صحيفة كريسشان ساينس مونيتور في عام 2011، وجد أن مجموعة مجاهدي خلق تدفع أكثر من 25 ألف دولار للمتحدثين عنها، ونفت المنظمة ذلك، قائلة إنها لا تغطي سوى النفقات، وأن مسؤولين مثل جولياني يؤيدون الجماعة لأنهم يشاركونها رؤيتها.
تشتت الفارسيين
تم تشكيل منظمة مجاهدي خلق في الستينات، وعارضت كل من نظام الشاه والجمهورية الإسلامية بعد ثورة 1979، واستنتجت دراسات أجرتها كل من وزارة الخارجية الفرنسية ومؤسسة راند أن المجموعة فقدت كل دعمها تقريبًا في إيران بعد انحيازها للعراق في الحرب الوحشية بين عامي 1980 و1988، على الرغم من أن اجتماع السبت تضمن لقطات حديثة لمتظاهرين يكشفون عن لافتات مجاهدي خلق في جميع أنحاء إيران.
ويقع مقر المجموعة في مجمع يخضع لحراسة مشددة في إحدى ضواحي باريس، حيث يوجد جناحها العسكري السابق في ألبانيا بعد أن توسطت أمريكا لنقله من القواعد التي احتلتها في العراق منذ الحرب بين إيران والعراق.
وكان معظم الحاضرون في حدث باريس من المغتربين الفارسيين في ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة وهولندا.
وأدرجت الولايات المتحدة منظمة مجاهدي خلق كمنظمة إرهابية في عام 1997 بسبب تاريخها من التفجيرات والاغتيالات، وتخلت المجموعة عن العنف في عام 2001، وبدأت حملة علاقات عامة نشطة أسفرت عن شطبها من اللائحة من قبل الاتحاد الأوروبي في عام 2009، والولايات المتحدة في عام 2012.