قال مسؤول بوزارة الخارجية أن الولايات المتحدة تضغط على حلفائها لإنهاء جميع واردات النفط الإيراني بحلول نوفمبر كحد أقصى، ولا ترغب في تقديم أي تمديدات أو تنازلات، وذلك في أعقاب قرار الرئيس دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015.
وارتفعت أسعار النفط بنسبة تزيد عن 2.5% بنيويورك، حيث استوعب التجار احتمال خسارة كبير من الامدادات الإيرانية هذا الشتاء، وارتفع مؤشر غرب تكساس الوسيط الأمريكي إلى 70 دولارًا للبرميل، في حين ارتفع خام برنت، المعيار الأوروبي للنفط الخام، إلى 76 دولارًا للبرميل.
وفي بيان صدر يوم الثلاثاء، قال مسؤول في وزارة الخارجية، أن الإدارة لن تناقش التنازلات أو التمديد في الموعد النهائي في نوفمبر، ولأن حلفاء الولايات المتحدة من آسيا إلى أوروبا لديهم علاقات تجارية مع إيران أوثق من أمريكا، فقد توقع العديد من المحللين بعض المرونة من واشنطن من خلال التنازلات.
وعندما أعلن ترامب أن الولايات المتحدة تخلت عن الاتفاقية النووية، حذر من أن الدول الأخرى ستواجه عقوبات ما لم تتوقف عن التجارة مع إيران.
وقد توصلت إيران إلى اتفاق 2015، الذي دعاها إلى كبح برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات، مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا والصين وروسيا.
وقال مسؤول، الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، إن الولايات المتحدة تخطط لإجراء محادثات مع تركيا والهند والصين، وكلها تستورد النفط الإيراني، حول إيجاد إمدادات أخرى، وقال المسؤول إن جزءًا هامًا من تلك المناقشات هو التأكد من أن الدول “لم تتأثر سلباً” بخفض واردات النفط الإيراني.
السوق الفارسي
تعد دول آسيا هي أكبر عملاء لإيران، لكن أوروبا حصلت على حصة متزايدة من الصادرات في عام 2017.
وقد شهدت إيران ارتفاعًا في الأسعار وضعفًا في عملتها الريال، حتى قبل قرار انسحاب ترامب، الذي عارضه الحلفاء الأوروبيين وروسيا والصين والأمم المتحدة. ومنذ ذلك الحين اتخذ البنك المركزي في البلاد خطوات إضافية لتخفيف النقص في الدولارات وتخفيف تأثير العقوبات. وفي الأسبوع الماضي، حظرت إيران استيراد 1400 من السلع الأجنبية غير الضرورية والسلع الكمالية لخفض كمية العملات الأجنبية التي تغادر البلاد.
واستمرت التجارة غير المشروعة في الوقت الذي يسعى فيه الإيرانيون إلى تأمين العملة الأجنبية، وذكرت بعض المواقع الإخبارية الإيرانية الرسمية مثل وكالة «تسنيم» أن الدولار كان يباع بما يقرب من 80 ألف ريال في الأسبوع الماضي، مقارنة مع 60 ألف ريال في أبريل.
وقال ترامب أن البقاء في الاتفاق النووي لعام 2015، ضد مصالح الأمن القومي الأمريكي، كما انتقد إيران لمواصلتها برنامجها الصاروخي ولدعمها للصراعات في أماكن مثل اليمن وسوريا.
صادرات النفط
وذكرت وكالة الطاقة الدولية، أن إيران قد صدرت نحو 2.4 مليون برميل يوميًا من النفط الخام في مايو، حيث اشترت آسيا ثلثي الإجمالي، واشترت أوروبا الباقي، وانخفضت الصادرات الإيرانية إلى حوالي 1-1.5 مليون برميل في اليوم خلال الفترة 2013-2015 من العقوبات الاقتصادية الأمريكية والأوروبية القوية.
وسيؤدي فقدان جزء كبير من صادرات النفط الإيرانية إلى تشديد السوق بشكل ملحوظ أكثر من المتوقع، حتى وإن كانت المملكة العربية السعودية قد عززت إنتاجها الخاص إلى رقم قياسي يبلغ 10.8 مليون برميل في اليوم، وتعوض الرياض بالفعل خسائر الإنتاج المتعددة من فنزويلا إلى ليبيا إلى كندا.
بالإضافة إلى أن الطاقة الإنتاجية القصوى للمملكة العربية السعودية تتجاوز 12 مليون برميل يومياً، وإذا انخفضت صادرات إيران بأكثر من مليون برميل في اليوم، فمن المرجح أن تضخ الرياض طاقتها القصوى لأول مرة منذ أواخر الستينات.
“وقال جان ستيوارت، الخبير الاقتصادي في مجال النفط لدى شركة «كورنر ستون»، إذا لم تستطع المملكة العربية السعودية تعويض خسارة النفط الإيراني، فيمكن لواشنطن دائمًا الاستفادة من احتياطيها الاستراتيجي للنفط، وكذلك الصين”.
وقال وزير النفط الإيراني زنكنة، الأسبوع الماضي إن البلاد تستعد لخسارة المشترين بسبب العقوبات الأمريكية الجديدة، قائلًا إن شركات النفط الكبرى توتال وشركة رويال داتش شل كانتا من بين شركات الطاقة التي أوقفت بالفعل مشترياتها.
وقال زنكنة في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ: «لا أعتقد أنهم يستطيعون الحصول على تنازلات من الولايات المتحدة” وأضاف “سنجد طريقة أخرى».