هناك لحظات يقف أمامها كل شيء إما أن تكون على الموعد وتحدد مصيرك بيدك أو تتركه للأخرون يقررون لك ما يريدونه هم وفق ما يتماشي مع طموحاتهم ورغباتهم، إما أن تكتب تاريخك وتسطر إنجازك يتشرف به أبنائك وأحفادك بعد أن تعيش زهوة الاحتفال به و تمر مرور الكرام وتكتفي بدور المارين أمام الكاميرا وقت تصوير الأحداث العظيمة.
ومما لا شك فيه أن اليوم يمثل إحدى تلك اللحظات بالنسبة للمنتخب الإيراني ومديره الفني البرتغالي كارلوس كيروش المحاطين بعبارات المديح والإشادة من انطلاق العرس المونديالي الجاري حين يلتقون بالمنتخب البرتغالي في مباراة تحديد المصير أما البقاء في روسيا والصعود إلى دور الستة عشر وهو ما ستعتبره الجماهير الإيرانية معجزة كروية كانت تستحيل حدوثها حتى قبل ساعات من مباراة منتخبها الأولى بمرحلة المجموعات أو العودة سريعا بعد أيام قليلة من انطلاق المونديال.
والاكتفاء بالتمثيل المشرف وعبارات المدح التي طالت المنتخب الإيراني ومديره الفني بعد فوزهم على المغرب وخسارتهم من أسبانيا بشق الأنفس وبكرة واحدة وقف فيها التوفيق إلى جوار مهاجم المنتخب الأسباني وتخلى فيها عن مدافع ايران.
وبالنظر في بداية الأمر إلى موقف المنتخبين من المباراة يدخل المنتخب البرتغالي هذا اللقاء وفي جعبته 4 نقاط وضعته في صدارة تلك المجموعة حتى الأن (بالتقاسم مع أسبانيا بعد التساوي في عدد النقاط وعدد الأهداف) جمعها من التعادل الإيجابي مع المنتخب الأسباني بنتيجة 3/3 وفوز بهدف نظيف على المنتخب المغربي والأربعة اهداف التي هز بها شباك منافسيه أحرزت من قبل نجم المنتخب وقائده البرتغالي كريستانو رونالدو لاعب ريال مدريد الأسباني.
أما المنتخب الإيراني ففي رصيده حتى الان 3 نقاط جمعها من فوز وخسارة بنفس النتيجة وبنفس الطريقة أيضا فزهوة الفوز وحلاوة مذاقه في الوقت الضائع تجرعها أمام المنتخب المغربي في افتتاحية مبارياته بمرحلة المجموعة ومرارة وحسرة الخسارة بعد الأداء الجيد للغاية تجرعها من قبل المنتخب الأسباني في لقائه الثاني لكن فوزه الأول وضعه في المركز الثالث بترتيب المجموعة وحافظ على قوة حظوظه في خطف إحدى تذكرتي التأهل عن تلك المجموعة.
التاريخ والارقام والإحصائيات والتوقعات وكل تلك الأمور تقف في صف المنتخب البرتغالي الذي سبق له وحقق الفوز على إيران في المرتين اللاتان تقابلا فيها وأخرهم قبل 12 عاما حينما وضعهتهم القرعة في مجموعة واحدة أيضا بكأس العالم 2006 وانتهى اللقاء وقتها لصالح البرتغال بهدفين نظيفين.
الاحصاءات والتوقعات أيضا تخذل إيران لحساب البرتغال فنسبة فوز الأخيرة بالمباراة 57% أمام 16% فقط نسبة فوز إيران و27% نسبة أن يخييم التعادل على هذا اللقاء.
ولكن كرة القدم ونتائج المباريات لا تعترف بهذه التوقعات والعرق والجهد المبذول فقط على أرضية الميدان بالاضافة إلى الفاعلية والقدرة على انتهاز الفرص وهز مرمى الخصوم هو من يتحكم في نتائج المباريات في النهاية.
وإيران إذا أرادت أن تكتب التاريخ لنفسها فعليها ألا تفكر في أي نتيجة سوى تحقيق الفوز فهي النتيجة الوحيدة التي ستصل إلى النقطة السادسة وحينها يكون نجح لاعبوا إيران وجهازهم الفني في وضع تذكرة الصعود في أيديهم يكتفي فقط النظر إلى نتيجة لقاء أسبانيا والمغرب الذي سيقام في نفس التوقيت لمعرفة منافسها في الدور ستة عشر هل هي روسيا أم الأوراجواي اللذان حسما التأهل عن المجموعة الاولى.
أما التعادل وتوزيع نقاط المباراة على المنتخبين يضمن الصعود للمنتخب البرتغالي ويضمن الصعود أيضا للمنتخب الإيراني ولكن في حالة واحدة فقط أن تقدم لها المغرب الهدية المنتظرة وتفوز على أسبانيا وبفارق هدفين على الأقل إما الفوز بهدف نظيف أو بفارق هدف واحد فقط غير كافي صحيح وقتها ستساوى أسبانيا وإيران في النقاط وفارق الأهداف لكن النظر إلى نتيجة اللقاء الذي جمع المنتخبين سيحسم الأمر لصالح الأسبان.
أما الخسارة فتعني أيضا أن يضع لاعبو إيران ويران جهازهم الفني التذاكر في أيديهم لكن هذه المرة ليست تذكرة الصعود بل تذكرة العودة إلى العاصمة الإيرانية طهران، فهل يكتب الإيرانيين تاريخهم ويحققون ما عجزت عنه الأجيال السابقة تحقيقه، وهل يكون البرتغالي مارلوس كيروش الفارس الذي أحزن أهل قريته لاسعاد أهل قرية أخرى فضلت خدماته وأمنت بقدراته على الجميع هذا ما ستكشف عنه كرة القدم.
لمزيد من التعرف على كيفية لعب المنتخب البرتغالي والطريقة الأمثل في الفوز عليه يرجي الاطلاع على هذا الموضوع
كبسولة الفوز على البرتغال.. الدفاع أمام رونالدو ورفاقه ليس الخيار الأمثل