بدأت منظمة “أوبك” في الاستعداد لاجتماع ستقيمه يومي الجمعة والسبت لوزراء المنظمة والمنتجين الخارجيين للنفط.
ومن المتوقع أن يقاوم وزير النفط الإيراني سعي السعودية لرفع الإنتاج الخام، مما سيؤدي لتصادم بين الدولتين المتنافستين، قبل الاجتماع.
وقال بيجان زانجانيه أنه لا يعتقد أن سيتم الاتفاق على التقليل من خفض الانتاج في الاجتماع مؤكدًا أن المجموعة ليست “منظمة أمريكية”، والجدير بالذكر أن خفض الانتاج تم تنفيذه منذ عامين تقريبًا وسط وفرة عالمية من الامتدادات.
وصرح السيد زانجانيه لدى وصوله لفيينا لإجراء المحادثات: “منظمة أوبك لا تتلقى تعليماتها من الرئيس ترامب”.
ورفعت هذه التعليقات سعر خام برنت القياسي لأكثر من 1% ليصل سعر البرميل إلى 75.86 دولار في التعاملات المبكرة في لندن يوم الأربعاء.
وما زال هذا الرقم بعيدًا عن أعلى سعر للبرميل تم الوصول إليه، حيث بلغ 80 دولارًا منذ ثلاث سنوات، قبل أن يجري المسؤولون السعوديون والروس محادثات حول تخفيض الإنتاج.
وتحاول روسيا -أكبر دولة منتجة للنفط خارج منظمة أوبك- تخفيف القيود المفروضة على الإنتاج منذ مايو وسط ضغوط من ترامب الذي انتقد منظمة أوبك علنًا لارتفاع الأسعار.
وبالإضافة لتوجيه الرئيس الأمريكي، فقد طالبت إدارته المنتجين بتخفيف القيود المفروضة على الإنتاج لتعويض أي انخفاض في الصادرات من إيران، التي تواجه جوله جديدة من العقوبات الأمريكية.
وقال ألكسندر نوفاك، وزير الطاقة الروسي للصحفيين في مينسك يوم الثلاثاء، أن موسكو تريد من أوبك وحلفائها السماح بعودة 1.5 مليون برميل يوميًا إلى الأسواق.
وعلى الرغم من أن السعودية قد دخلت في نقاش مع روسيا حول زيادة قدرها 1 مليون برميل يوميًا، إلا أن الرقم 1.5 مليون يعد أعلى مما قد سبق مناقشته، وقد يواجه رد فعل عنيف من المنتجين.
وقال زانجانيه: “لا أعتقد أن هذا الاجتماع سيوصلنا إلى أي اتفاق”.
وألقى باللوم على إدارة ترامب في ارتفاع الأسعار بسبب العقوبات التي فرضها على إيران وفنزويلا، وهما عضوان مؤسسان في منظمة أوبك.
وأضاف: “أوبك ليست جزءًا من وزارة الطاقة الأمريكية، وليست أداه سياسية يمكن استخدامها ضد بعض الدول، إن ارتفاع الأسعار يدعم إنتاج الصخر الزيتي في أمريكا، ولكن بسبب الرأي العام، يريد ترامب من أوبك أن تغير الأوضاع”
وأكدت إيران أنه من غير العدل أن يستغل البعض عدائها مع أمريكا للاستفادة من ورائه.
في غضون ذلك، قال أنه من الممكن أن تطلق العراق مزيدًا من الإمدادات مما سيؤدي إلى حدوث انخفاض متجدد في الأسعار، وفي المقابل بدا جبار اللعيبي، وزير النفط في العراق هادئًا عندما وصل إلى فيينا، قائلًا أنه يأمل أن يتم التوصل إلى اتفاق.
وتقوم السعودية بشكل خاص، باطلاع المندوبين والمحللين على خططها بزيادة انتاجها ما بين 300-600 ألف برميل يوميًا، وأنها تريد تجنب انخفاض أسعار النفط.
وقال ثلاثة مندوبين من منظمة أوبك، إن الرقم البالغ 1.5 مليون برميل في اليوم من روسيا، هو محاولة لضمان بقاء الأسعار تحت السيطرة عندما يتم الإعلان عن زيادة الإنتاج في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
وقال أحد الأشخاص إن هذه الخطوة أدت لغضب غير مبرر لأعضاء آخرين لا يوافقون على خفض الإنتاج، وقال آخر إنه لا يوجد حتى الآن أي اتفاق حول كيفية تقاسم أي زيادة محتملة بين المنتجين.
وقال السيد نوفاك إن الأسعار “متوازنة” بما يكفي لاستيعاب الزيادة الحادة في الإنتاج.