تخشى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، من قرار «أوبك» زيادة إنتاج النفط، حيث صرح مندوب إيران في المنظمة حسين كاظمبور أردبيلي، بأن إيران والعراق وفنزويلا ستستخدم حق النقض ضد اقتراح لزيادة إنتاج النفط في إطار اتفاق «أوبك+».
وفي نهاية 2016، وافق أعضاء «أوبك» على خفض إنتاجها النفطي بما مجموعه 1.8 مليون برميل في اليوم من مستوى أكتوبر 2016، دخل الاتفاق حيز التنفيذ بداية عام 2017 وتم تمديده مرتين بالفعل، وكان آخرها حتى نهاية عام 2018.
وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، الأسبوع الماضي، إن روسيا والمملكة العربية السعودية تؤيدان زيادة تدريجية في إنتاج النفط، ويمكن أن تنظر دول أوبك + في زيادة الإنتاج إلى 1.5 مليون برميل يوميا كجزء من تخفيف صفقة فيينا.
ومن المقرر أن تعقد الدول المنتجة للنفط في أوبك اجتماعها المقبل يومي 22 و23 يونيو الجاري من أجل مراجعة قرار اتفاقية خفض الإنتاج بمقدار 1.8 مليون برميل يومياً وسط مطالبات شديدة بزيادة الإنتاج.
زيادة الإنتاج
قال بنك باركليز في تقرير بحثي عن السلع الأولية، إنه يتوقع أن تتفق منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في اجتماعها، على زيادة الإنتاج وأن يحذو المنتجون الآخرون من خارج أوبك المشاركون في إعلان التعاون حذو المنظمة.
وأضاف البنك، أنه يتوقع ألا يسفر اجتماع «أوبك» عن تغيير في توقعات المنظمة لسعر خام القياس العالمي مزيج برنت البالغ 70 دولارا للبرميل هذا العام و65 دولارا للبرميل في العام المقبل.
وقال باركليز: «السيناريو الأساسي لدينا هو أن إمدادات نفط أوبك (باستثناء فنزويلا وإيران) ستزيد بما يتراوح بين 700 و800 ألف برميل يوميا من الربع الثاني وحتى الربع الرابع من 2018».
وتابع قائلا، إنه في حين أن اجتماع أوبك في يونيو ربما يشهد خلافات فإن من الصعب تصور نتيجة للاجتماع يكون من شأنها الضغط على الأسعار بشكل حاد مثلما حدث في نوفمبر 2014.
وزادت مخزونات النفط بمعظم الدول الصناعية في أنحاء العالم في أبريل بمقدار 18.6 مليون برميل إلى 3.045 مليار برميل بفضل ارتفاع إنتاج شركات التكرير والواردات، وقالت وكالة الطاقة إن المخزونات تزيد على متوسط خمس سنوات بواقع 292 مليون برميل.
رفض إيراني
وقال مندوب إيران في المنظمة حسين كاظمبور أردبيلي، في مقابلة مع وكالة بلومبرغ: «هذا [زيادة إنتاج النفط في إطار اتفاق أوبك+] يستلزم قرارا بالإجماع. ثلاث دول من مؤسسي أوبك لن تسمح بذلك. إيران، وحسب علمي، العراق وفنزويلا، سيعارضون زيادة إنتاج النفط في إطار أوبك، ومتأكد أن أعضاء آخرين سيتفقون معنا في الرأي».
وقال كاظمبور موضحا إن السعودية وروسيا لن تستطيعا اتخاذ قرار منفرد في هذا الشأن: «إذا أرادا العمل بمفردهما، فهذا يعد انتهاكا لاتفاق التعاون»، كما دعا جميع الدول الأعضاء في أوبك+، «بألا تنساق خلف الرئيس الأميركي دونالد ترامب» الذي فرض عقوبات على دول مؤسِسة لأوبك هي إيران وفنزويلا وروسيا.
وقال مندوب إيران: «لا يوجد نقص في السوق ويجب أن تلتزم أوبك بقرارها حتى نهاية العام، وقال أيضا: لم تحدث أي تغييرات كبيرة في سوق النفط، وإدارة معلومات الطاقة التابعة لوزارة الطاقة الأمريكية ووكالة الطاقة الدولية قد تعجلتا في استنتاجاتهما حول حالة السوق».
هلع إيراني
نهاية الأسبوع الماضي، قال رئيس لجنة الطاقة في البرلمان الإيراني في تصريحات نشرتها وكالة «شانا» التابعة لوزارة النفط الإيرانية، إن إيران ترفض مقترح رفع الإنتاج الذي تدعمه السعودية، وبخاصة أن لا أحد في «أوبك» يستطيع رفع إنتاجه لتعويض النفط الإيراني في حالة سريان الحظر عليه.
ونقلت وكالة «بلومبيرغ» أول من أمس عن مصادر، أن السعودية تحاول من أجل إرضاء الجميع، المؤيدين لزيادة الإنتاج والمعارضين له، من خلال تقديم عدة سيناريوهات لزيادة الإنتاج من شأنها أن توفر الكثير من الحلول، لكنها في الوقت ذاته تراعي عدم التأثير على أسعار النفط بشكل كبير.
وذكرت «بلومبيرغ»، أن السعودية تجهز حالياً مقترحات عدة أو سيناريوهات من المحتمل أن تعرضها على الوزراء في اجتماعهم المقبل يومي 22 و23 يونيو، ومن بين هذه المقترحات رفع الإنتاج فورياً بنحو 500 ألف برميل يومياً، أو رفع الإنتاج اليومي بنحو 500 ألف برميل حالياً ومراجعة ذلك خلال الأشهر المقبلة مع إمكانية رفع 500 ألف برميل أخرى.
وأعلنت الصين، الخميس الماضي، انخفاض أنشطة التكرير من 12.06 مليون برميل يومياً في أبريل (نيسان) إلى 11.93 مليون برميل يومياً في مايو، على الرغم من أن معدل تشغيل المصافي على أساس سنوي ما زال مرتفعاً بنسبة 8.2 في المائة. وجاء الانخفاض في الوقت الذي أظهرت فيه بيانات أن الناتج الصناعي الصيني والاستثمارات ومبيعات التجزئة سجلت نموا يقل عن المتوقع في مايو.
كما تأثرت الأسعار سلباً بزيادة أخرى في إنتاج النفط الخام الأميركي الذي بلغ مستوى قياسياً أسبوعياً عند 10.9 مليون برميل يومياً الأسبوع الماضي وفقاً لبيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية الصادرة يوم الأربعاء.
وزاد إنتاج الخام الأميركي 30 في المائة تقريباً في العامين الماضيين، وهو يقترب الآن من مستوى إنتاج روسيا أكبر منتج في العالم والتي ضخت 11.1 مليون برميل يومياً في أول أسبوعين من يونيو، كما يفوق إنتاج الخام الأميركي حالياً مستوى إنتاج السعودية أكبر دولة مصدرة للنفط، والتي تنتج ما يزيد قليلاً على عشرة ملايين برميل يومياً.