بعد انتظار طويل للثورة على مسلمات العرس الموندالي المقام حاليا بدولة روسيا اخير شهد اليوم السادس من عمر البطولة الفوز الافريقي الاول وكذلك الفوز الاول لمنتخب اسيوي على منتخب من قارة امريكا الاتينية.
لكن في نهايته وعلى عكس التوقعات والتمنيات من انصار الخصم الاصعف دائما والمتعاطفون معه لم ينجح اللاعبون المصريون القادمون من الشعب الذي اقام واحدة من اظهر الثورات السياسية في الالفية الجديدة، في بدء ثورتهم والعودة إلى المنافسة وخسروا لقائهم الثاني لينهي حلم 100 مليون مصري وملايين اخرى كثيرة حول العالم يعشقون هذة البلد قبل ان يبدأ.
بداية اليوم الكروي كانت بلقاءت الجولة الاولى للمجموعة الثامنة والاخيرة التي تضمن منتخبات (السنغال وكولومبيا وبولندا واليابان) بمبارة جمعت المنتخب الاسيوي اليابان بالمنتخب القادم من قارة امريكا الجنوبية كولومبيا الحصان الاسود لنسخة الماضية من كأس العالم البرازيل 2014.
ولم يكن احد ينتظر من المنتخب الياباني ان يثور على النتائج المخيبة للمنتخبات الاسيوية امام منتخبات امركيا اللاتينية، لكن ولان كرة القدم دائما ما تاي لنا بما لا احد يتوقعه نجح المنتخب الياباني في الفوز بالمباراة بهدفين لهدف ونجح في اقتناص 3 نقاط هامة للغاية قد يضعونه في النهاية مرحلة المجموعات بالدور القادم من البطولة.
بعد وتلك المباراة بدقائق كانت جماهير روسيا 2018 على موعد مع ثورة جديدة على النتائج الاعتيادية ووهذة المرة كان بطلها المنتخب السنغالي الذي تواجه مع المنتخب القادم من قارة اوربا بولندا في افتتاحية مبارايته بمرحلة المجموعات.
السنغال منذ بداية اللقاء وبقيادة افضل ثاني لاعب بالقارة السمراء سادو ماني المحترف بصفوف ليفربول الانجليزي، اظهرا ان شمس هذا اليوم ليست كمثل بقية شموس الايام الماضية من عمر المونديال فلا خسارة جديدة للمنتخبات القادمة من قارة افريقيا بعدما كانت شاهدة على خسارات مريرة لمصر والمغرب وتونس ونيجيريا.
وعلى عكس الاداء المهتز المشوب بالتوتر الذي اطلت به جميع الدول الافريقة المتأهلة للحدث الكروي الاعظم، اظهرت السنغال انها متمرسة في هذا الامر واستحضرت روح جيلها الافضل الذي فازو على بطلة العالم فرنسا في افتتاحية مونديال كوريا واليابان نسخة 2002، ليقدموا مباراة شرفت جميع سكان قارة افريقيا ويقتنصون 3 نقاط هامة للغاية من فم المنتخب البولندي بعدما سيطروا على المباراة وهزو شباكه بهدفين لم يستطيع ان يرد منهم رفقاء مهاجم بايرن ميونيخ الالماني ليفاندوفسكي سو هدف واحد فقط وفي نهاية المباراة.
بهذة النتائج انحصرت المنافسة على الصعود عن تلك المجموعة بين اليابان والسنغال اللذان تقسما المركزي الاول والثاني للمجموعة بنفس رصيد النقاط ونفس رصيد عدد الاهداف ايضا، واصبح حتما على كلا من بولندا وكولمبيا الفوز في مباراياتهما بالجولة الثانية للحفاظ على امالهم في التاهل قائمة حتى مباريات الجولة الثالثة.
وفي نهاية اليوم اختتم بالمباراة التي كانت يتنظرها كل الدول العربية والامل زاحم هقولهم وقلوبهم ان هذا هو اليوم الذي سيدأ فيه المنتخب المصري ثورته بكاس العالم بعد ان عانده التوفيق وخطف منه نقطة على الاقل في لقائه بالجولة الاولى امام منتخب اوراجواي.
ولكن كل هذا تبخر في الدقائق العشر الاولى من عمر المباراة بعدما ذهب المنتخب الروسي تجاه مرمى مصر باكثر من هجمة خطيرة وبدء سيناريو الخماسية النظيفة التي حققها الدب الروسي في مرمى الدولة العربية الاخرى السعودية يخيخم على عقول اللاعبين المصريين قبل الجماهير.
لكن مرت الامور بسلام وبدء اللاعبون المصريون يظهرون على حقيقتهم المعروفة ويقدمون اداء جيد للغاية في بقية عمر الشوط الاول وكانوا الاقرب للتسجيل في اكثر من مناسبة على يد لاعبه الافضل في القارة الافريقية محمد صلاح لاعب ليفربول الانجليزي مرة وعلى يد جانحه الاخر محمود تريزجيه لاعب قاسم باشا التركي مرة اخرى، لكن تسديداتهم لم تعرف طريقها الى المرمى.
وفي بداية الشوط الثاني حدث ما لا يحمد عقباه وفي 12 دقيقة فقط كان المنتخب الروسي متقدم على نظيره المصري بثلاثية نظيفة نتيجة لسذاجة مدافعيه غير المعتادة قبل تفوق مهاجمي روسيا فنيا، وبعد هذا حاول الارجنتيني هيكتور كوبر المدير الفني للمنتخب المصري تدارك الامر بتغييرايته لكنه بدت وكانه يساعد المنتخب الروسي على فرض سيطرته على مجريات الامر اكثر واكثر بعدما سبب اكثر المجتهدين من المنتخب المصري طول اللقاء المهاجم مروان محسن لاعب الاهلىي المصري والجناخ محمود تريزجيه.
ثم مرت دقائق المباراه المتبقية وكانها ثواني على الجماهير المصرية ولم ينجح لاعبوه في تذليل الفارق سوى باحراز هدف شرفي من ركلة جزاء سددها محمد صلاح معلنا عن الهدف الاول للمنتخب المصري في كاس العالم من جديد بعد مرور 28 عاما على هدفه الاخير في نسخة ايطاليا 1990 حينما تعادت مصر مع هولندا بهدف لكل منتخب.
بهذة النتيجة المخيبة للمصريين اصبحت روسيا اول منتخب يتأهل رسميا لدور الـ 16 في النسخة الجارية من كاس العالم، وبنسبة 99 % انهت مصر مشواها بكاس العالم بعد 5 ايام فقط من البداية الرسمية لها بالمونديال الحالة الوحيدة فقط التي قد تضع مصر مجددا في المنافسة على تذكرة الصعود الثانية عن تلك المجموعة ان تحقق السعودية المعجزة اليوم وتفوز على الاوراجوي.