قامت الانتخابات البرلمانية العراقية في 12 مايو لأول مرة منذ هزيمة جماعة داعش في عام 2017.
وأظهرت النتيجة فوز كتلة سائرون بقيادة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر بالمرتبة الأولى بحصوله على أكبر عدد من المقاعد 54 مقعد من أصل329 مقعد.
وفي يوم الثلاثاء، أعلن ائتلاف سائرون -الذي يضم الحزب الشيوعي العراقي، وغيره من الجماعات العلمانية والأفراد-عن تحالف سياسي لتشكيل حكومة مع ائتلاف الفتح المؤيد لإيران بزعامة هادي العامري.
وشابت الانتخابات أعمال عنف وغش، الأمر الذي دفع البرلمان العراقي إلى إصدار أمر بإعادة فرز الأصوات مرة أخرى.
وفي أعقاب فوز مقتدى الصدر المفاجئ، جلست عين الشرق الأوسط مع رئيس المكتب السياسي للصدر ضياء الأسدى، وكان من بعض الأسئلة الواردة التالي:
لماذا تحمل كلمة “القومية” مكانة ملحوظة في خطابات مقتدى الصدر؟ ولماذا زار المملكة العربية السعودية؟
ضياء الأسدي: إن خطابات مقتدى الصدر عن إيران، لا تتعلق بمقاطعة إيران نفسها، ولكن لأنها بلد مجاور، تمامًا مثل تركيا والمملكة العربية السعودية، ويجب أن تعتمد علاقتنا مع جيرانا على مقدار ما يمكن أن يقدموه للعراق، وكلما قدموا لنا أكثر، قدمنا لهم في المقابل المزيد.
ويجب علينا الحفاظ على علاقات متبادلة ومتساوية وأن نعمل على تقوية روابطنا لا أن نسمح أبدًا للدول المجاورة بالسيطرة على العراق.
وبالنسبة لزيارة مقتدى الصدر للمملكة العربية السعودية في هذا الوقت بالذات، فقد كانت رسالة واضحة مفادها أن إيران لا تحدد سياستنا مع السعودية.
ولهذا السبب فإن “القومية” تعد كالدين لمقتدى الصدر، وعندما تنتهك القومية، فالأمر أشبه بمهاجمة هذا الدين، والنزعة القومية بالنسبة لمقتدى الصدر تعني دائمًا أن تكون مستقلة، وذات سيادة، وأن تكون قوية بما يكفي لحماية مصالح العراقيين.
وهذا هو السبب وراء تحدثه مع السعودية، لأنها بلد مجاور، كما أنه يعتقد أنها بلد مؤثر في الشؤون الإقليمية.
وكانت المملكة العربية السعودية قلقة للغاية بشأن الوضع في العراق عام 2003، لأنهم اعتقدوا أن شيعة العراق هم امتداد للشيعة الإيرانيين، وأن إيران سوف تستغل العراق لتصدير ثورتهم الإسلامية إلى جميع الدول العربية، وهو ما ليس حقيقيًا، كما اعتقدت المملكة العربية السعودية أن جميع الشيعة العراقيين يتكلمون اللغة الفارسة ويستخدمون الريال الإيراني في الدفع.
ولكنهم اكتشفوا أن الشيعة العراقيين هم عرب وينتمون إلى نفس العائلة التي تنتمي إليها السعودية، فلدينا قبائل تعيش في الموصل، وأفراد من نفس القبيلة يعيشون في البصرة والكويت والسعودية كقبيلة الشمر على سبيل المثال، وما أريد قوله إن العراقيون عرب، ولديهم علاقات عائلية قوية للغاية مع العرب في السعودية وفي أماكن أخرى فلماذا إذن يجب أن تحدد إيران علاقتنا مع المملكة العربية السعودية؟
هل ينوي مقتدى الصدر إعادة توازن علاقات العراق مع إيران والسعودية؟
ضياء الأسدي: في نفس الوقت الذي زار فيه مقتدى الصدر السعودية، كان هناك تصعيد في الخطاب بين السعودية وإيران، ويعتقد بعض الناس نظرًا لوجود مشكلة بين المملكة العربية السعودية وإيران، فإن الشيعة العراقيين لن يكونوا أصدقاءًا مع المملكة العربية السعودية.
والجدير بالذكر أن بعض الحكومات العراقية قد خصصت مزيدًا من الوقت لتركيا، والبعض الأخر أعطى المزيد للدول العربية، وأعطى معظمها كثيرًا لإيران، لأن مقتدى الصدر يرغب في الموازنة بين علاقة العراق بكل هذه الدول.