قاعدة إنجرليك الجوية، هي قاعدة جوية أمريكية، تقع بالقرب من إنجرليك، تركيا، وتقع على بعد 8 كم شرق أضنة، خامس أكبر المدن التركية، و56 كم من ساحل البحر المتوسط.
تضم قاعدة «إنجرليك» الجوية الأمريكية حوالي 50 آلاف فرد من القوات الجوية الأمريكية، ومئات الأفراد من القوات الجوية الملكية البريطانية وكذلك من القوات الجوية التركية.
الوحدة الرئيسية في قاعدة إنجرليك الجوية هي جناح القاعدة الجوية رقم 39، التابع للقوات الجوية الأمريكية، وبالقاعدة واحد من أطول مدارج الهبوط بالعالم، به 57 مأوى طائرات.
القرار التركي
بعد وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للحكم، هاجم إيران بقوة، حتى اتخذ قراره بالإنسحاب من الاتفاق النووي الإيراني في 8 مايو الماضي، وزادت حدة التوتر بعد القصف المتبادل بينهم في سوريا.
وحول مدى استجابة أمريكا لطلب إسرائيل بالدفاع عنها حال مهاجمة إيران لها، تحدث البعض عن استخدام أمريكا لقاعدة إنجرليك في ضرب إيران، فجاء الرد سريعًا من رئيس الوزراء بن على يلدريم.
حيث أكد أنّ أنقرة لن تسمح للولايات المتحدة باستخدام قاعدة «إنجرليك» الجوية لشن ضربات على إيران، ردا على سؤال حول موقف أنقرة إذا ما أرادت واشنطن استخدام القاعدة لهذا الغرض.
وأشار يلدريم في حديث إلى قناة «BABALA TV»، إلى أن الاتفاق المبرم بين الطرفين لا يسمح للولايات المتحدة استخدام هذه القاعدة، إلا لمحاربة الإرهاب، لكنه لم يوضح ماهية الإرهاب المستهدف.
وقال رئيس الوزراء التركي إنه لا يمكن استخدام القاعدة أبدا من قبل أمريكا لضرب دولة ما، مذكرا في هذا الخصوص برفض أنقرة مطالب واشنطن باستخدام قواعدها لشن ضربات على العراق في عام 2003.
مهام قاعدة إنجرليك
اتخذ قرار بناء قاعدة إنجرليك الجوية أثناء مؤتمر القاهرة الثاني الذي عقد في ديسمبر 1943، وبدأت أعمال الإنشاءات في بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، وبدأ سلاح المهندسين بالجيش الأمريكي بناء قاعدة إنجرليك الجوية في ربيع 1951.
خطط القوات الجوية الأمريكية في البداية لاستخدام القاعدة كنقطة طوارئ وموقع إصلاح للقاذفات المتوسطة والثقيلة، ووقعت القيادة العامة التركية والقوات الجوية الأمريكية اتفاقية استخدام مشترك للقاعدة الجوية الجديدة في ديسمبر 1954.
حتى في السنوات الأولى لانشاءها، فقد ثبت أهمية وجود قاعدة إنجرليك الجوية في تركيا، ليس فقط لمواجهة تهديد الاتحاد السوڤيتي الشيوعي أثناء الحرب الباردة، لكن أيضاً للاستجابة لأزمات الشرق الأوسط، مثل لبنان وإسرائيل.
خرجت من القاعدة رحلات إستطلاع بطائرات النفاثة المخترقة لحاجز الصوت «بوينگ ب-47» و«مارتين پ4إم مركاتور» التابعة للبحرية الأمريكية و«دوگلاس إيه-4 سكايوريور»، من القاعدة إلى داخل المجال الجوي المتنازع عليه مع السوڤيت فوق البحر الأسود وبحر قزوين، وأيضاً إلى أفغانستان في الشرق الأقصى.
كانت قاعدة إنجرليك الجوية القاعدة الرئيسية لرحلات يو-2 في المنطقة حتى 1 مايو 1960، عندما أسقطت مجموعة صواريخ أرض جو سوڤيتية الطيار فرانسيس گاري پاورز من وكالة المخابرات المركزية على طائرة يو-2، بالقرب من سڤردلوڤسك، روسيا، موقع إختبار لبرنامج للصواريخ الباليستية السوڤيتية العابرة للقارات.
وفي حرب الخليج عام 1991، كانت القاعدة نقطة انطلاق طائرات التحالف الدولي لضرب القوات العراقية التي اجتاحت الكويت، ولاحقا كانت الطائرات تنتطلق منها لفرض حظر الطيران على شمال العراق وجنوبه، وعلى إثر هجمات 11 سبتمبر عام 2001، أقعلت الطائرات الأميركية منها لقصف مواقع تنظيم القاعدة وحركة طالبان في أفغانستان.
وفي يوليو 2015، سمحت الحكومة التركية لواشطن باستخدام القاعدة لمحاربة تنظيم داعش في سوريا، بعد 3 أيام من هجوم دام شنه التنظيم المتطرف داخل تركيا وأسفر عن سقوط 33 قتيلا.
تنسيق تركي إيراني
قال وزير الخارجية التركي إن بلاده على اتصال مع إيران فيما يتعلق بعملية عسكرية محتملة ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني في منطقة قنديل الواقعة بشمال العراق والقريبة من الحدود الإيرانية.
وأضاف مولود تشاووش أوغلو لقناة خبر ترك التلفزيونية «نحن على اتصال مع إيران. يمثل حزب العمال الكردستاني تهديدا لهم أيضا. وقنديل قريبة من حدود إيران.. سنعزز التعاون مع إيران».
كما أعلن وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي، الثلاثاء، أن إيران عرضت مساعدة تركيا في العمليات العسكرية التي تقوم في شمال العراق ضد من تصفهم بـ«إرهابيي» حزب العمال الكردستاني.
وقال جانيكلي إن «القوات المسلحة التركية حيّدت أكثر من 500 إرهابي شمالي العراق، منذ مطلع العام الجاري»، وإن قوات بلاده ستبقى في شمال العراق إلى حين القضاء على الإرهاب تماماً».
وأضاف: «العمليات العسكرية ستتواصل بالشكل الذي لا يخلّ بوحدة أراضي دولة أخرى بأي شكل من الأشكال»، وتابع: «الإيرانيين أعربوا بشكل واضح جداً عن ترحيبهم بتقديم الدعم اللازم للعمليات».