مكان جديد تزداد به حدة التوتر بين ثلاث دول، منطقة جبل قنديل، التي تقع في شمال العراق وتطل على الحدود الإيرانية العراقية ضمن سلسلة جبال زاغروس، ويعتبر من أغنى جبال كردستان العراق بأهميته الاستراتيجية والغني بثرواته الطبيعية.
أول أمس، قال الرئيس التركي أمام حشد انتخابي في إقليم نيغدة وسط البلاد: «لقد بدأنا عملياتنا في قنديل.. قنديل لن تكون تهديدا ومصدرا للإرهاب لشعبنا بعد الآن.. سنجفف مستنقع (الإرهاب) هناك كما فعلنا في عفرين وجرابلس وأعزاز والباب».
وأضاف رجب طيب أردوغان، أن جبال قنديل ستكون خالية من الإرهاب خلال فترة قصيرة، بعد تدمير أربعة عشر موقعا لحزب العمال الكردستاني خلال غارات جوية.
تنسيق تركي إيراني
قال وزير الخارجية التركي إن بلاده على اتصال مع إيران فيما يتعلق بعملية عسكرية محتملة ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني في منطقة قنديل الواقعة بشمال العراق والقريبة من الحدود الإيرانية.
وأضاف مولود تشاووش أوغلو لقناة خبر ترك التلفزيونية «نحن على اتصال مع إيران. يمثل حزب العمال الكردستاني تهديدا لهم أيضا. وقنديل قريبة من حدود إيران.. سنعزز التعاون مع إيران».
كما أعلن وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي، الثلاثاء، أن إيران عرضت مساعدة تركيا في العمليات العسكرية التي تقوم في شمال العراق ضد من تصفهم بـ«إرهابيي» حزب العمال الكردستاني.
وقال جانيكلي إن «القوات المسلحة التركية حيّدت أكثر من 500 إرهابي شمالي العراق، منذ مطلع العام الجاري»، وإن قوات بلاده ستبقى في شمال العراق إلى حين القضاء على الإرهاب تماماً».
وأضاف: «العمليات العسكرية ستتواصل بالشكل الذي لا يخلّ بوحدة أراضي دولة أخرى بأي شكل من الأشكال»، وتابع: «الإيرانيين أعربوا بشكل واضح جداً عن ترحيبهم بتقديم الدعم اللازم للعمليات».
حزب العمال الكردستاني
حزب العمال الكردستاني، جماعة مسلحة كردية يسارية نشأت في السبعينات في منطقة ذات غالبية كردية في جنوب شرق تركيا كحركة إنفصالية بمزيج فكري بين القومية الكردية والثورية الإشتراكية تسعى لإقامة دولة «كردستان» كردية ماركسية لينينية.
وفي مطلع الثمانينيات دخلت بشكل صريح في صراع مسلح مع تركيا بغية نيل حقوق ثقافية وسياسية وتقرير المصير لأكراد تركيا، واستمرت المواجهة حتى نهاية التسعينات، حيث قبضت تركيا على زعيم الحزب عبدالله أوجلان وسجنته ودخل الحزب مرحلة جديدة.
يتبع الحزب كل من حزب الحياة الحرة الكردستاني في كردستان إيران وحزب الاتحاد الديمقراطي في كردستان السورية وحزب الحل الديمقراطي الكردستاني في كردستان العراق، وهي جماعة مسلحة رغم اسمها، ويمثلها حزب سياسي في تركيا منذ 2008م يسمى حزب السلام والديمقراطية.
يصنف حزب العمال كمنظمة إرهابية على لوائح الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا وإيران وسوريا وأستراليا، بينما رفضت الأمم المتحدة ودول أخرى كروسيا والصين وسويسرا ومصر والهند تصنيف الحزب كمنظمة «إرهابية».
جرت محادثات سرية رفيعة المستوى في الفترة من 2009 إلى 2001 بين حزب العمال الكردستاني والحكومة التركية في العاصمة النرويجية أوسلو، إلا أن تلك المحادثات انهارت بعد الاشتباكات التي وقعت بين الجنود الأتراك وحزب العمال الكردستاني في يونيو عام 2011، والتي أسفرت عن مقتل 14 جنديا تركيا.
والقت تركيا باللوم على حزب العمال الكردستاني ، بينما قال الحزب إن رجاله كانوا يدافعون عن أنفسهم ضد هجوم للجيش التركي، كما قال الحزب إن المفاوضات فشلت أيضا بسبب العمليات التركية العسكرية المستمرة ضده، ومحاكمة المئات من النشطاء الأكراد منذ عام 2009، وبعد فشل المحادثات، تصاعد الصراع ووقعت بعض أعنف الاشتباكات خلال 3 عقود.
وتصاعدت حملة حزب العمال الكردستاني إلى مستو جديد بشن هجمات ضخمة في مناطق حضرية جنوب غربي شرقي تركيا بالإضافة إلى أقامه مناطق تفتيش على الطرق، كما أضرب مئات السجناء من السياسيين الأكراد عن الطعام في اكتوبر/ تشرين الأول عام 2012، مطالبين بظروف معيشية أفضل لأوجلان وبالحق في استخدام اللغة الكردية في القضاء والنظام التعليمي.
واستمر الإضراب عن الطعام لمدة 68 يوما وانتهى بعد أن حثهم أوجلان على التوقف عنه، وهو ما أظهر أنه لا يزال الشخص الأكثر تأثيرا في الحركة الكردية، وفي 31 ديسمبر عام 2012، أعلن رئيس الوزراء التركي، آنذاك، رجب طيب أردوغان عن مفاوضات سلام مع أوجلان في سجن أمرالي الذي يحتجز فيه.