استعرض خبير عسكري إسرائيلي مدى تأثير الضغوط الكبيرة التي تمارس على إيران، التي توقعت أن تحصد العديد من المكاسب عبر الصفقات مع الشركات الأوروبية والأمريكية التي تستعد للانسحاب من طهران.
وأكد الخبير العسكري الإسرائيلي لدي صحيفة «هآرتس» العبرية، عاموس هرئيل، أن انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مع طهران «تسبب بضرر اقتصادي كبير لإيران»، وهو ما ستعاني منه إيران الفترة المقبلة.
وعقب قرار الرئيس الأمريكي وانسحابه من الاتفاق النووي الايراني، أصدرت شركة «توتال» للنفط والغاز الفرنسية؛ بيانًا أعلنت فيه أنها ستضطر إلى الإنسحاب من مشروع جنوب فارس للتنقيب عن الغاز، نظرًا لانسحاب أمريكا من الاتفاق وعودة العقوبات الأميركية.
وانسحبت شركة «ساغا» النرويجية للطاقة الشمسية، عن تنفيذ عقد بقيمة 2.5 مليار يورو لمدة خمسة أعوام مع شركة الطاقة «أمين» الإيرانية كانت قد وقعته في أكتوبر 2017، من جهتها، أعلنت شركة «إيرباص» الأوروبية في ديسمبر 2016 أنها وقعت عقدًا لتسليم 100 طائرة إلى إيران، وحتى الآن تم تسليم ثلاث طائرات فقط إلى هذا البلد.
كما أعلنت شركة «مايرسك» الدنماركية، أكبر شركة شحن في العالم، يوم الخميس أنها ستوقف جميع أنشطتها التجارية مع إيران خوفا من العقوبات الأميركية، وكذلك، أعلنت « أليانز» وهي شركة خدمات مالية متعددة الجنسيات مقرها في ميونيخ، بألمانيا، يتمحور نشاطها حول تقديم خدمات التأمين، عن قرارها بمغادرة إيران بعد إعلان انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي.
عقوبات قاسية
«هرئيل» أشار إلى أن «تقديرات استخبارية عرضت مؤخرا على المستوى السياسي في إسرائيل تشير إلى إن الردود المتتالية التي أحدثها القرار الأمريكي، في الشهر الماضي، هي أكثر أهمية من المتوقع».
ولفت إلى أن تهديدات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بـ«تفعيل عقوبات قاسية على صناعة النفط الإيرانية وشركات أجنبية تتاجر معها، يتوقع أن تدخل حيز التنفيذ الكامل في بداية شهر أكتوبر المقبل».
ونوه «هرئيل» إلى أن عدة شركات أمريكية وقعت عقودا لتزويد صناعة النفط القديمة لإيران بالمعدات، تستعد الآن لوقف استثماراتها مع طهران، كما أن شركة «نايكي» ألغت تزويد المنتخب الإيراني لكرة القدم بأحذية رياضية، أضافة لشركة النفط بريتيش بتروليوم، التي أعلنت بأنها ستوقف استثمارا مشتركا مع شركة النفط الإيرانية لحفريات تحت الماء.
الاتفاق انتهى
في حين أكد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي التقى الأسبوع الماضي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أنه لا يريد أن تنسحب فرنسا من الاتفاق؛ لأنه «سينتهي من تلقاء نفسه لأسباب اقتصادية»، كما اعتبر نتنياهو أن هذا هو «الوقت المناسب لاستخدام الضغط الأكبر على إيران».
وبحسب الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، «أملت إيران أن تحقق مكاسب اقتصادية بارزة من الصفقات مع شركات أوروبية وأمريكية في الفترة القريبة القادمة، في حين يقف النظام الإيراني الآن أمام انسحاب شركات وقعت معها في السابق على صفقات، ووقف المفاوضات مع شركات أخرى بسبب الخطوة الأمريكية».
وزعم أن إيران تنفق سنويا نحو مليار دولار في المساعدات الخارجية لمنظمات مختلفة، منها حزب الله ومليشيات شيعية تقاتل مع نظام بشار الأسد في سوريا والحوثيين في اليمن، إضافة لحماس والجهاد الإسلامي.