تراجع المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، عن وعوده بمحو إسرائيل من الخريطة، منتقداً تصريحات الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر، قائلاً «الجمهورية الإسلامية لم تقل يوماً واحداً بأنها ستلقي اليهود في البحر، كما صرح جمال عبد الناصر»، مشدداً على أن «النظام الإيراني يلعب بعقلانية»، مطالباً باعتماد أساليب ديمقراطية لحل النزاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وكتب خامنئي على حسابه الرسمي على شبكة «تويتر» للتواصل الاجتماعي أن «الديمقراطية اليوم هي النهج الحديث الذي يقبله العالم بأسره». وأضاف مخاطباً الغرب «بشأن تحديد مصير دولة فلسطين كنّا قد اقترحنا منذ اليوم الأول بأنه ينبغي عليك أن تسأل الشعب الفلسطيني نفسه، وسجلت منظمة الأمم المتحدة مقترحنا هذا بأنه اقتراح الجمهورية الإسلامية لحل الصراع الفلسطيني».
وأكد الولي الفقيه على ممارسة إيران لعبة عقلانية قائلاً «تلعب الجمهورية الإسلامية الإيرانية بعقلانية في جميع القضايا. فيما يتعلق بموضوع محاربة الكيان الصهيوني قال جمال عبد الناصر بأنهم سيلقون اليهود في البحر، لكن النظام الإسلامي في إيران لم يقل قط أي شيء من هذا القبيل منذ نشأته».
وأوضح «من أجل تحديد مصير فلسطين، اقترحنا أن يتم استفتاء بمشاركة الفلسطينيين الأصليين – أولئك الذين عاشوا في فلسطين منذ أكثر من 100 عام من المسلمين واليهود والمسيحيين داخل وخارج الأراضي المحتلة ـ وأن يتم تنفيذ ما يقرره الشعب الفلسطيني»، وخاطب الأوروبيين متسائلاً «هل اقتراح الجمهورية الإسلامية الإيرانية سيئ؟ ألا تريد أوروبا أن تفهم ذلك؟».
ومنذ انتصار ثورة 1979 تستخدم إيران الدعاية العدائية ضد الولايات المتحدة وإسرائيل كغطاء للجزء الأعظم من سياستها الخارجية، وأجّلت مرة أخرى وعودها المتعددة بمحو إسرائيل من الخريطة إلى 24 سنة بعد الآن، بينما كانت قد أعلنت في آب/ أغسطس 2016 أنها أنشأت «جيش التحرير الشيعي» بقيادة قائد فيلق القدس، اللواء قاسم سليماني، للقضاء على إسرائيل خلال 23 عاماً.