جدد السياسيون في مدينة هامبورغ الألمانية يوم الاثنين دعوة من العام الماضي لإلغاء عقد المدينة مع مؤسسة خاضعة للسيطرة الإيرانية لأنها شاركت في مسيرة يوم القدس السنوي في برلين الذي يدعو إلى تدمير الدولة اليهودية.
وقال أندريه تريبول رئيس حزب الاتحاد الديموقراطي المسيحي في هامبورغ: «إن حق الوجود الإسرائيلي يصب في المصلحة الوطنية لألمانيا، ومن لا يعترف بهذا ويحرض ضد اسرائيل فلن يكون شريكًا تعاقديًا لدولتنا».
و في مقابلة مع صحيفة هامبرغر أبندبلات يوم الإثنين والذي ترجمته «إيران خانه» أَضاف تريبول بأن المركز الإسلامي الخاضع لسيطرة النظام الإيراني بهامبورغ أثبث مجددًا بمشاركته المستمرة في مسيرة القدس بأنه لا يمكن إبرام اتفاق مع المركز الإسلامي الإيراني.
وقال أن (الشورى) يجب أن يخرج المركز الإسلامي من تنظيمه، والشورى هي طريقة لخلق التنظيم بين المنظمات الإسلامية والمساجد، وكان مجلس (الشورى) قد دعا في وقت سابق بعدم المشاركة في مسيرة يوم القدس.
وقد تفاوضت الحكومة الديموقراطية الإجتماعية في هامبورغ على اتفاق عام 2012 مع المنظمات الإسلامية التي تعهدت بالقيم المشتركة والأنشطة السلمية والتسامح .
ويقول العقد أن المركز الإسلامي في هامبورغ وافق على «التفاهم والتسامح الدولي تجاه الثقافات والأديان والآراء العالمية».
وتشمل بعض الأحكام الإضافية الواردة في عقد المدينة مع المنظمات الإسلامية غير الحكومية بنودًا مثل التعليم الديني والإعتراف بالإعياد الإسلامية ويدعو الإتفاق الجماعات الإسلامية إلى عدم التمييز ضد النساء والمثليين جنسيًا.
و وفقًا لما ذكرته صحيفة أبندبلات فإن 150 شخصًا من منطقة هامبورغ شاركوا في مسيرة يوم القدس يوم السبت في برلين، واجتذب هذا التجمع إقبالًا كثيفًا يبلغ 1600 شخص لهذا العام.
وردًا على أنشطة المركز الإسلامي المعادية لإسرائيل، قال كارستن أوفنز من حزب الإتحاد الديموقراطي المسيحي في الهيئة التشريعة لهامبورغ لصحيفة جيروزاليم في سبتمبر 2017 :«إن الحزب يدعو لتعليق الإتفاقات لأن حق إسرائيل في الوجود وحرية الشعب اليهودي لا يخضعان للتفاوض».
وفي تقرير مفصل عن المركز الإسلامي وتقاعس حزب الخضر ضد الإبادة اللا سامية المزعومة للمركز الإسلامي، كتب الصحفي جنس ماير ويلمان أن وكالة المخابرات في هامبورغ قالت أن المركز الإسلامي شارك كما حدث في 2017 في مظاهرة القدس المعادية لإسرائيل.
ويشير أحدث تقرير استخباراتي لهامبورغ منذ 2017 والذي يرصد التهديدات للديموقراطية في ألمانيا بأصابع الاتهام إلى المركز الإسلامي في هامبورغ، وكتبت صحيفة أبندبلات أن وكالة الإستخابرات تصف مظاهرة يوم القدس بأنها «تعبير عن رفض وجود إسرائيل».
يعتبر المسجد الأزرق الإيراني والأكادمية الإسلامية والمركز الإسلامي في هامبورغ هم الذراع الطويلة في ألمانيا للمرشد الإيراني على خامئني، كما غرّدت أنتجي شيبمان صحفية بيلد بصورة لآية الله حميد رضا ترابي وأرفقت تعليقًا : «مرة أخرى في مسيرة القدس اللا سامية في برلين».
والجدير بالذكر أن ترابي هو المنظم الرئيسي للتجمع وهو رئيس الأكاديمية الإسلامية في ألمانيا، وهي جزء من المركز الإسلامي في هامبورغ المملوك للنظام الإيراني.
أثارت اللامبالاة المزعومة تجاه اللا سامية الإيرانية المتحركة من قبل الساسة الألمان في هامبورغ انتقادات على وسائل الإعلام الإجتماعية عبر ألمانيا . وطالبت كارين برين وزيرة التعليم بولاية دي شليسفيغ-هولشتاين «بعواقب» ضد المركز الإسلامي على تويتر.
وقالت رئيسة الحزب الديموقراطي الحر آنا فون تريونفيلز لصحيفة أبندبلات :«مع وجود أعداء للديموقراطية ، لا يمكن أن يكون هناك عقود حكومية، ويجب استبعاد المركز الإسلامي في هامبورغ من عقد الدولة».
دافعت وزيرة داخلية حزب الخضر أنتي مولر عن العقد مع المركز الإسلامي في مقالة أبندبلات بسبب عدم وجود «مكالمات» لحضور مسيرة يوم القدس، وعدم وجود حافلات مستأجرة ، وقالت أن نتائج تقرير وكالة الإستخبارات في هامبورغ سيتم مراجعتها وأن الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر يحكمان دولة مدينة هامبورغ.
و واجه حزب هامبورغ الأخضر انتقادات من السياسي فولكر بيك، وهو خبير في اللا سامية المعاصرة الذي غرد على تويتر قائلًأ : «من دون اتخاذ إجراء، لن يتم التعامل مع سياسات هامبورغ الرسيمة من المركز الإسلامي وأخذها على محمل الجد» وانتقد بيك قيادة حزب الخضر في هامبورغ لرفضه السابق لاتخاذ إجراءات ضد المركز الإسلامي.
وأدعى المركز الإسلامي أنه غير مسؤول عن المظاهرة، وأن «ما تغير» هو «زيادة العنف والجرائم ضد الشعب الفلسيطيني المكبوت».