في فيديو نشر على صفحة أوفير جندلمان، المتحدث باسمه للإعلام العربي، الأحد، قال نتنياهو إن إسرائيل تمتلك المعرفة لمنع وقوع كارثة بيئية في إيران جراء الجفاف.
وتحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي عن ما أسماه معاناة الشعب الإيراني بسبب الجفاف «وسوء إدارة وعدم كفاءة.. النظام الوحشي والطغياني الذي يحرمه من المياه الضرورية».
وقال نتنياهو إن بلاده التي تواجه أيضا تحديات متعلقة بالمياه، نجحت في تطوير «تكنولوجيات خارقة» لمعالجة التحديات، متعهدا بمشاركة تلك المعلومات مع الشعب الإيراني.
وأعلن «نتنياهو» بهذا التصريح عن قرب إطلاق موقع إلكتروني خاص باللغة الفارسية سيحتوي على مخططات مفصلة حول كيفية معالجة مياه الصرف الصحي، لمساعدة الإيرانيين على مواجهة الجفاف.
إيران ترُد
علقت الخارجية الإيرانية على تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي طرح فيه مقترحا لمواجهة الجفاف في إيران، مشيرة إلى أنها «ليست المرة الأولى التي يهذي فيها» نتنياهو.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي في مؤتمر صحفي الاثنين، إن نتنياهو زعم بإيجاد حل لمواجهة الجفاف في إيران، وأن «هذه ليست المرة الأولى التي يهذي فيها هذا الغشاش».
وأضاف: «لا حاجة لأن يخشى نتنياهو على الجفاف في إيران، فشعبنا قادر على حل مشاكله ولا يحتاج إلى مثل هذه الألعاب السحرية، وعليه أن يتوقف أولًا عن قتل الأطفال قبل الحديث عن الجفاف».
أزمة المياه
في 23 فبراير الماضي، قال الباحث أمير توماج في مقال نشرته مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات، إن مشكلة شح المياه يشعر بها معظم سكان الجمهورية الإسلامية وكانت من بين العوامل التي أدت إلى موجة الاحتجاجات ضد النظام الإيراني.
وأضاف: «سياسات الحكومات الإيرانية المتعاقبة أدت بشكل منهجي إلى الإسراف في استخدام المياه» إضافة إلى عوامل أخرى مثل «الفساد وانعدام الرؤية الصائبة وبناء الحرس الثوري السدود من دون عوائق وعدم كفاية الهياكل الأولية لتوزيع المياه والمشاريع الزراعية غير المجدية وتدني نوعية المياه».
ويضرب «توماج» مثالا «بارتفاع نسبة الملوحة بسرعة كبيرة في نهر كارون، أحد أكبر أنهار إيران، وذلك بعدما بنى الحرس الثوري عليه سد كوتفند في أرض قريبة من أحواض ملحية، رغم التحذيرات من آثار المشكلة».
وأدى ارتفاع نسبة الملوحة «إلى إتلاف الأراضي الزراعية في خوزستان، المحافظة الغنية بالنفط والتي كانت مركزا زراعيا هاما لمئات السنين. ورغم أن النظام الحاكم أدرك خطورة المشكلة لكنه لم يفعل شيئا لمعالجتها» أو للحد من آثارها.
وينقل «توماج» عن وزير الزراعة الإيراني السابق عيسى كالانتاري تحذيره من أن «50 مليون إيراني، أي 70 في المئة من سكان البلاد سيضطرون لمغادرتها خلال 22 عاما»، ويضيف أن «بقاء هذه المشكلة من دون حل قد تكون له تبعات خطيرة على الأمن العالمي» وقد تنجم عنها صراعات كبيرة في المنطقة وقد تفضي إلى «تدفق غير مسبوق للاجئين الإيرانيين إلى دول الجوار».
في طهران العاصمة، هناك أربعة سدود تؤمِّن مياه الشرب للمواطنين، لكن في الفترة الأخيرة بدأ الإيرانيون يعانون من انقطاع المياه لساعات طويلة، واضطر من يسكنون الأدوار العالية إلى استخدام مضخات للحصول على الماء، مما زاد الأمر تعقيدًا.
وكان رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني ، علاء الدين بروجردي قد أكد أن أزمة المياه، تحولت إلى قضية أمنية وأن البرلمان أسس (لجنة أمن المياه) لمتابعة تداعيات الأزمة.
وأنتقد بروجردي، 38 عاما من إهمال أزمة المياه في بلاده وهو عمر الثورة الإسلامي الإيرانية وقال: «الموارد المائية في البلاد محدودة جدا وتعتبر إيران واحدة من المناطق الجافة في العالم ولدينا أزمة مياه تحولت عمليا إلى قضية أمنية».
وقال رحيم ميداني مسؤول المياه في وزارة الطاقة الإيرانية إن 295 مدينة من بينها ستة مدن كبيرة تواجه الجفاف وأزمة المياه في بلاده.
المسؤولين في إيران
في عام 2014، فوجئ الإيرانيون بمسؤولين يعلنون صراحةً أن 93% من بحيرة «أورميا» شمال غربي البلاد قد جفت تمامًا، تلك البحيرة كانت منذ وقت ليس ببعيد أكبر بحيرة مالحة في الشرق الأوسط، وتوفر الحياة لأنواع عدة من الطيور النادرة والغزلان، وكانت من أهم المعالم السياحية التى توفر لقمة العيش لنحو خمسة ملايين إيراني يعيشون هناك.
في عام 2015، أعلنت «معصومة ابتكار»، نائبة الرئيس روحاني لشؤون البيئة، أن معدل استهلاك الإيراني للمياه يبلغ ضعف معدل الاستهلاك العالمي، وأن إيران استهلكت 70% من احتياطي المياه لديها، مما سيُعجِّل بأزمة كبيرة قريبًا، ودعت الإيرانيين إلى ترشيد استهلاك الماء، لكنها لم تذكر أي شيء عما ستفعله الحكومة لحل الأزمة.
لكن المشكلة ظهرت أكبر من المسؤولين، ففي صيف 2016، أعلن نائب وزير الطاقة الإيراني أن الحكومة عاجزة عن إيجاد أي حلول، لكنه عزى السبب إلى الإيرانيين الذين يسيؤون استخدام المياه، والزيادة السكانية المبالَغ فيها في السنوات الأخيرة.