لعب جهاز المخابرات الإسرائيلي «الموساد» دورًا كبيرًا في قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الإنسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، بعد حصوله على وثائق تزعم أن إيران لم تغلق مفاعلاتها النووية بشكل كامل.
وحول تأثير قرار الرئيس الأمريكي، على إيران، ذكرت صحيفة «هآرتس»، أن تقديرات رفعتها الاستخبارات الإسرائيلية للمسؤولين السياسيين، تشير إلى أن الخطوة الأميركية أتت بنتائج أفضل بكثير مما كان متوقعا.
وبحسب الصحيفة: «لكن وعلى الرغم من ذلك لا يزال مبكراً القول إن استقرار النظام الإيراني في خطر»، وأضافت: «قرار ترامب المذكور ألحق بإيران وبشكل مباشر أضراراً اقتصادية كبيرة، لجهة خفض الاستثمارات والعقود التجارية».
ضغوط اقتصادية
وأضافت الصحيفة أن «الاستخبارات الإسرائيلية تعتقد أن الضغوط الاقتصادية المضاعفة، من الداخل والخارج تفاقم الخلافات الداخلية في صفوف قيادة النظام، حيث يتمحور جزء من هذه الخلافات حول موضوع “المساعدات الإيرانية لمنظمات إرهابية ومليشيات تنشط في الشرق الأوسط، إذ تنفق طهران وفق بعض التقديرات، سنويا نحو مليار دولار، وتحول أموالاً أيضا لحزب الله ومليشيات تقاتل بالوكالة عن إيران إلى جانب نظام بشار الأسد في سورية، والحوثيين في اليمن ولحماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة».
ووفقا للتقديرات الإسرائيلية، فإن المعسكر المعتدل في القيادة الإيرانية «يؤيد تقليص حجم هذه المساعدات، وقد رفعت في بعض المظاهرات التي اندلعت في إيران مؤخراً، مطالب وشعارات تعارض تخصيص هذه الأموال لهذه الفصائل والمليشيات على حساب الشعب الإيراني».
وبحسب هذه التقديرات أيضاً، فإن القيادة الإيرانية قلقة من الضغوط التي تمارس عليها في الملف السوري، لتقليص وجودها العسكري خاصة في جنوب سورية، عند الحدود مع إسرائيل، وأن تحركات قاسم سليماني في الجولان وسورية، تثير معارضة داخلية في صفوف القيادة الإيرانية، تحسباً من تصعيد المواجهة العسكرية مع إسرائيل.
خسائر اقتصادية
وأصدرت شركة «توتال» للنفط والغاز الفرنسية؛ بيانًا أعلنت فيه أنها ستضطر إلى الإنسحاب من مشروع جنوب فارس للتنقيب عن الغاز، نظرًا لانسحاب أمريكا من الاتفاق وعودة العقوبات الأميركية.
بدورها توقفت شركة الصلب الإيطالية «دانييلي»، عن تنفيذ عقود لصالح إيران بقيمة 1.5 مليار يورو «1.8 مليار دولار»، حيث قال أليساندرو تريويلين، الرئيس التنفيذي للشركة إنه «نظرًا لانسحاب الولايات المتحدة من اتفاق إيران، لم تعد البنوك مستعدة لتمويل مشاريع إيران بسبب المخاوف من مواجهة عقوبات ثانوية»، هذا بالرغم من أنه في عام 2016، وقعت صفقة مع إيران تبلغ قيمتها نحو 5.7 مليار دولار.
وانسحبت شركة «ساغا» النرويجية للطاقة الشمسية، عن تنفيذ عقد بقيمة 2.5 مليار يورو لمدة خمسة أعوام مع شركة الطاقة «أمين» الإيرانية كانت قد وقعته في أكتوبر 2017، من جهتها، أعلنت شركة «إيرباص» الأوروبية في ديسمبر 2016 أنها وقعت عقدًا لتسليم 100 طائرة إلى إيران، وحتى الآن تم تسليم ثلاث طائرات فقط إلى هذا البلد.
أما الشركة الإيطالية ANI التي وقعت اتفاقية لدراسة حقول النفط والغاز مع إيران في يونيو 2017 فقررت إلغاء اتفاقها مع إيران. وأخبر كلاوديو ديكالسي، مدير الشركة، مساهميه في اجتماعه السنوي أنه سحب من إيران كل استثماراته وليس لديه نية لتنفيذ مشروع جديد في إيران.
كما أعلنت شركة «مايرسك» الدنماركية، أكبر شركة شحن في العالم، يوم الخميس أنها ستوقف جميع أنشطتها التجارية مع إيران خوفا من العقوبات الأميركية، وكذلك، أعلنت « أليانز» وهي شركة خدمات مالية متعددة الجنسيات مقرها في ميونيخ، بألمانيا، يتمحور نشاطها حول تقديم خدمات التأمين، عن قرارها بمغادرة إيران بعد إعلان انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي.