يقوم كل إيراني يوميًا في المتوسط بإدخال ثلاث مواد بلاستيكية في الدورة البيئية، وتعد مشكلة النفايات البلاستيكية من أخطر المشاكل التي تواجه البيئة الإيرانية، ونتيجة لكثرة إستخدام الحاويات البلاستيكية أصبحت إيران إحدى الدول العشرة الأوائل لاستهلاكها.
أصبح التلوث البلاستيكي، الذي يشار إليه باسم “التلوث الأبيض” ، أحد أهم المشاكل البيئية على مدى العقود القليلة الماضية ليس فقط في إيران بل في العالم بأسره، وقد تم إختيار اسم “مكافحة التلوث البلاستيكي ” شعارًا لليوم العالمي للبيئة لهذا العام.
فالتخلص من الحاويات والأكياس البلاستيكية أمر صعب للغاية، حيث من الممكن أن تبقى نفاياتها لمدة أربعة قرون، كما أن هذا النوع من التلوث يؤثر في كل الكائنات الحية والنباتات، فيسبب أضرار صحية وإقتصادية خطيرة.
تصريحات البيئة في إيران
وطبقًا لتقارير وكالة أنباء ايسنا صرحت فاطمة اکبرپور الباحثة في شئون البيئة في طهران أن: الحياة العصرية التي أرادت تحقيق رفاهية الإنسان سببت بعض الأضرار التي لا يمكن إصلاحها، فالحاويات و الأكياس البلاستيكية التي تُستخدم مرة واحدة كانت فكرة للتطور بدلًا من إستخدام الأكياس الورقية و الحاويات الزجاجية، لكن لم يكن يتخيل أحد وقتها أنها ستصبح في المستقبل القريب واحدة من أخطر مشاكل البيئة، نظرًا لأن هذه المواد غير قابلة لإعادة التدوير، وتستغرق مئات السنين لتتحل وتتفكك ذاتيًا بسبب صناعتها من مشتقات البترول والهيروكربون و الفورماليد ومركبات الكلور وغيرها من المواد التي تجعل تحليلها نهائيًا غير ممكن لذا تبقى في التراب وتنتقل إلى التربة والماء وبشكل مباشر وغير مباشر تصل هذه المواد الضارة إلى غذاء الإنسان والحيوان والأسماك.
ورغم ذلك تزداد سنويًا صناعة البلاستيك بشكل مخيف، كما تستخدم شركات التعبئة والتغليف مشتقات بترولية لصناعة أواني الطعام الجاهز و المغلف. ووفقًا للإحصائيات الحالية حول إستهلاك البلاستيك في إيران، فإن إيران وحدها تنتج يوميًا قرابة 500 طن من البلاستيك، وأكثر من 185 ألف طن سنويًا.
حلول فردية بسيطة
بدأ بعض النشطاء بالترويج لفكرة العودة لإستخدام الأكياس الورقية و الحقائب المصنوعة من القماش لشراء متطلبات المنزل، والبعد عن استخدام البلاستيك، و الأطباق الخاصة بالوجبات السريعة والتي ثبت تسببها في أمراض سرطانية بالإضافة إلى صعوبة التخلص منها.
” آراد كوه “ لتخمير النفايات و إعادة تدوير القمامة
آراد كوه هو اسم لأكبر مجمع لحرق وتخمير النفايات في الشرق الأوسط، يقع في جنوب مدينة كهريزك، وهو محاولة لحل مشكلة التلوث الناتج هن النفايات عامة والنفايات البلاستيكية المضرة خاصة، يقوم يوميًا بالتخلص من 200 طن من النفايات الخاصة بالمدن والمراكز الطبية والبحثية ليتم تحويلها إلى طاقة وكهرباء، بعد فصل مايصلح منها لإعادة التدوير، أما بقايا البلاستيك قيقوموا بدفنها.
وهذا المكان مزود بأحدث الآلات المطابقة للتقنيات العالمية، ومزود بكابينة عمل منفصلة، وقدرة للتهوية تصل إلى ألف طن لكل مرة.
وعلى الرغم من الدور الهام الذي يقدمه هذا المكان إلّا أن هناك شكاوي عديدة لتسببه في روائح كريهة في كثير من المدن القريبة وليس فقط في كهريزك مما أدى لمشاكل في التنفس للمواطنين، و قد ذكر المتخصصين ضرورة إستخدام تكنولوجيا الهضم اللاهوائية للتخلص من هذه المشكلة ككثير من الدول ومنها تركيا.