يعد القرن التاسع عشر من أصعب و أحلك الفترات في تاريخ إيران المعاصر، حيث إزداد النفوذ الأجنبي، وانتشرت الأمراض والأوبئة، كما تعرضت إيران لعصرين من القحط الشديد، الأول عام 1870 وقد استمر لمدة عام مات خلاله 10% من الشعب الإيراني من الجوع، أما العصر الثاني عام 1917 وقد استمر لمدة عامين، ذكرت المصادر أن خلال هذه الفترة قد هلك 45 % من الشعب الإيراني نتيجة للجوع وسوء التغذية والأمراض، وكانت هذه المآسي تحت حكم الأسرة القاجارية نسبة إلى مؤسسها آغا محمد خان قاجار.
وعلى الصعيد السياسي، كانت الأوضاع أسوء ما يكون حيث خاضت إيران حروب مع بريطانيا وروسيا، وكانت الحروب تنتهي بهزيمة إيران أو عقد إتفاقيات للصلح كمعاهدة إنجلترا بين إيران ورسيا، ومعاهدة باريس بين إيران وبريطانيا، ومن الجدير بالذكر أن إيران قد فقدت أجزاء واسعة من أراضيها خلال الحرب مع روسيا.
وبالطبع قد تأثر الإقتصاد بهذه الحروب و الأزمات، حتى قام أمير كبير ببعض الإصلاحات والمعاهدات التي سببت شيء من الإستقرار.
التحولات الثقافية
رغم كل هذا شهدت إيران تطور ثقافي وفني ملحوظ خلال فترة حكم ناصر الدين شاه (1848 : 1896) التي كانت أطول فترة حكم لحاكم قاجاري، فقد كان ناصر الدين شاه يميل إلى الغرب و الفنون والتمدن، و كان كثير السفر إلى أوربا لدرجة أن أسفاره هذه سببت عجز في خزانة الدولة، لكن جعلته يقدر الفنون والعمارة والتعليم فأُسس في عهده أول متحف وطني في إيران والكثير من القصور الرائعة والأبنية المميزة، ومدرسة على الطريقة الغربية وهي دار الفنون التي كانت بمثابة جامعة بالإضافة إلى إفتتاح الكثير من المدارس الأجنبية، وراجت في عهده حركة الصحافة والطباعة، كما استعان بمصور فرنسي لتعليم الإيرانين أصول فن التصوير، ولإنبهاره بهذا الفن خصص في قصره مكانًا له.
كما كان يحب الخط البديع لذا راج خط النستعليق في عصره، وكان يكافئ الخطاطين ويشتري المخطوطات الجميلة ويضعها في مكتبته، ولإهتمامه بالشعر والغناء والمسرح الأوربي أسس مسرح تابع لدار الفنون عارضه رجال الدين، فاقتصرت متابعته على الملك والأمراء والأشرف، كما كان يهتم بالرسم والرسامين، وساهم بثنائه على أول تمثال لأبو الحسن خان صديقي في نشأة فن النحت الإيراني الحديث وتطوره.
إمبراطورية الزهور الحمراء
بعد قرابة قرن من إنتهاء الحكم القاجاري ( 1781 : 1925 ) مازال الفنانون يخصصون له مساحة من أعمالهم كالمصور بهمن جلالي الذي أضاف مؤثرات على الرسومات القاجارية، كما تقام الندوات والمعارض لمناقشته، ومؤخرًا قام متحف اللوفر بعرض معرضًا فنيًا باسم «إمبراطورية الزهور الحمراء» يقدم فيه مجموعة مختارة للأعمال الفنية الخاصة بتلك الحقبة، وبالإضافة إلى هذا المعرض سوف تُعقد المؤتمرات والندوات الثقافية و الفنية عن إيران، وسيستمر المعرض حتى يوليو القادم.
و من السمات المميزة للرسم القاجاري تصوير الأنثى عريضة الحاجبين و سوداء العينين وهي ترتدي الملابس الملونة، ومجالس الرقص والغناء.
والرسم على الأواني
المجوهرات الملكية
ومن أشهر الرسامين في تلك الحقبة «كمال الملك ، و صنيع الملك، و مهدي مصور الملك، و حسين بهزاد».