يوم الإثنين الماضي، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه سيبدأ جولة أوروبية تهدف إلى بحث الموقف من الاتفاق النووي الإيراني، وما يعتبره نفوذًا إيرانيًا متزايدًا في الجوار السوري.
وأضاف «نتنياهو»، في تصريحات صحفية: «من الممكن أن يكون هناك حاليًا عدم توافق تام على زيادة الضغط على إيران، معربا في المقابل عن توقعه أن هذا التوافق سيحدث مع مرور الوقت».
وأضاف أن الأمر يدور أيضا حول «إيقاف العدوان الإيراني في المنطقة، خاصة محاولات تأسيس وجود عسكري لها ضدنا في سوريا ومهاجمتنا من هناك، ونأمل في الاتفاق على موقف مشترك».
وتعتبر زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى أوروبا الأولى منذ قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران الموقع في 2015، في 8 مايو الماضي.
تخوفات
وقال نتنياهو أثناء مؤتمر صحفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس: «هنالك بلدان عربية تشعر بخطر إيران وبالتالي فإن إخراجها من سوريا بات ضروريا، هنالك تغير في مواقف بعض الدول العربية تجاهنا بدأت تفهمنا ،وأدركت اليوم إمكانية التعاون معنا ضد التطرف».
وأشار إلى أن الاتفاق النووي الإيراني لن يحقق هدفه بنزع السلاح النووي من إيران لأن إيران بحصولها على الأموال من هذا الاتفاق توسع نفوذها في الشرق الأوسط كما يحدث الآن في سوريا واليمن، «بدلا من أن نمنع إيران من بناء قنبلة نووية واحدة فإنها ستبني مئة قنبلة نووية في المستقبل عبر إعطاء الأموال ليس فقط من أجل الاستثمار فيها.. فهي توسع نفوذها عبر حصولها على هذه الأموال في سوريا واليمن وغزة .. هذه الأموال تسمح للإيرانيين ببناء الإمبراطورية».
وأوضح «نتنياهو» أن إيران ترمي إلى بناء جيش طائفي في سوريا مطالبا بإخراج إيران من سوريا ومنع نقل أسلحتها إلى هنالك: «إيران تريد بناء جيش في سوريا تحت القيادة الإيرانية الشيعية قوامه 80 ألف شيعي ليس فقط من أجل تدمير إسرائيل بل من أجل دفع السنة إلى اعتناق المذهب الشيعي ما يؤدي إلى حرب طائفية ومزيد من التهجير واللاجئين… وبالتالي علينا منعهم من ذلك حفاظا على أمننا وأمن أوروبا».
من جهته أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على ضرورة مواجهة التطرف والإرهاب وانتهاز جميع الفرص لحياة أفضل في الشرق الأوسط: «فرنسا لم تعتزم طرح خطة السلام في المنطقة لكنها تبذل كل الجهود اللازمة لخفض التوتر والعنف خاصة في المسائل الإنسانية، نركز جهودنا لوضع إطار عام للاستقرار يتضمن الموضوعات المختلفة».
وفيما يخص الاتفاق النووي الإيراني اعتبر ماكرون أنه غير كامل لكنه ضروري للاستقرار: «الاتفاق النووي الإيراني غير مرض لكن علينا أن نمضي فيه سعيا للحفاظ على الاستقرار.. علينا أن نكمل هذا الاتفاق عبر ضم المسائل الخاصة بالأسلحة الباليستية الإيراني والوضع بعد انتهاء الاتفاق وفيما يتعلق أيضا بنفوذ إيران في المنطقة».
تدمير إسرائيل
بالأمس، أكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن خطة إيران لزيادة قدرتها على تخصيب اليورانيوم هدفها إنتاج أسلحة نووية ليتم استخدامها ضد اسرائيل، وأضاف في مقطع فيديو نشر على تويتر «قبل يومين أعلن آية الله خامنئي، زعيم إيران، عزمه على تدمير دولة إسرائيل، وأمس قال كيف سيفعل ذلك.. عن طريق التخصيب اللامحدود من أجل إنتاج ترسانة من القنابل النووية»، وأضاف «لم يفاجئنا الأمر ولن نسمح لإيران بامتلاك أسلحة نووية».
تعقيبي على إعلان خامنئي استئناف تخصيب اليورانيوم بشكل غير محدود:
خامنئي صرح أول أمس أنه يعتزم تدمير دولة إسرائيل. وأمس هو شرح كيف سيقوم بذلك – من خلال تخصيب غير محدود لليورانيوم من أجل تصنيع ترسانة من القنابل النووية. لم نتفاجأ. لن نسمح لإيران بامتلاك الأسلحة النووية. pic.twitter.com/d4MHhGCmb2
— بنيامين نتنياهو (@Israelipm_ar) June 5, 2018
جاء هذا التطور، متسارعا بعد إعلان بهروز كمالوندي المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أن بلاده ستبلغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة في وقت لاحق صباح اليوم ببدء عملية لزيادة قدرة بلاده على تخصيب اليورانيوم، كما أعلن مسؤول إيراني رفيع المستوى لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية.
وقال كمالوندي لوكالة أنباء الطلبة إنّ طهران ستبلغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة ببدء عملية لزيادة قدرة بلاده على تخصيب اليورانيوم، وأضاف «ستعلن إيران في رسالة ستسلم إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن عملية زيادة القدرة على إنتاج … سادس فلوريد اليورانيوم… ستبدأ الثلاثاء»، وأفاد بأن إيران لديها القدرة على الإسراع بإنتاج أجهزة الطرد المركزي التي تستخدم في تخصيب اليورانيوم. وسادس فلوريد اليورانيوم هو المادة الخام المستعملة في أجهزة الطرد المركزي.
تحذيرات
في ألمانيا، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، من أن أنشطة إيران في منطقة الشرق الأوسط، تنذر بتدفق موجة جديدة من اللاجئين إلى أوروبا.
وأضاف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع ميركل، أمس الاثنين، أن «نشاط إيران يهدف إلى توسيع نطاق وجود الفصائل الشيعية، التي تعمل تحت إمرتها لنشر المذهب الشيعي بين المسلمين السنة، مشيرا إلى أن ذلك “سيشعل حربا دينية وتبعات ذلك ستكون مزيدا من اللاجئين الذين تعلمون تماما أين ستكون وجهتهم».
من جانبها أعلنت «ميركل» أنها تتفق مع «نتنياهو» على أن أنشطة إيران في الشرق الأوسط مصدر قلق خاصة لأمن إسرائيل، وقالت: «ندعم حق إسرائيل في الأمن وقلنا ذلك لإيران في كل مرة»، وأضافت: «لدينا نفس الهدف المشترك وهو أن إيران ينبغي ألا تمتلك أبدا سلاحا نوويا لكن الخلاف بيننا هو على طريقة تحقيق هذا».
الاتفاق النووي
يُشار إلى أنه في يوليو 2015، كان لدى إيران ما يقارب 20 ألف جهاز طرد مركزي، و في إطار الاتفاق النووي، يمكن لإيران أن تحتفظ بما لا يزيد عن خمسة آلاف وستين من أجهزة الطرد المركزي الأقدم والأقل كفاءة في ناتانز حتى عام 2026، أي بعد 15 عاما من تاريخ بدء الا تفاق في يناير عام 2016.
تم تخفيض مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 98 في المئة إلى 300 كيلو غرام، وهي كمية لا يجب تجاوزها حتى عام 2031، كما يجب الحفاظ على مستوى تخصيب المخزون بدرجة 3.67 %، ولن يسمح بالتخصيب في فوردو حتى 2031، وسيتم تحويل مرفق تحت الأرض إلى مركز للفيزياء النووية والتكنولوجيا.