«وإنني أدعو المسلمين في جميع أنحاء العالم لتكريس يوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك ليكون يوم القدس»، بهذه الكلمات أشار الخميني القائد الأعلى للثورة الإسلامية ومفجرها، في خطابٍ له في أغسطس 1979، أن تصبح هذه الدعوة روتين سنوي يقوم به الإيرانين في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان كل عام للتنديد بالاحتلال الإسرائيلي وجرائمه البشعة ضد الشعب الفلسطيني.
ومنذ ذلك الوقت ويعد هذا اليوم يومًا رسميًا في التقويم الإيراني، تمتلأ فيه الميادين بالآلاف من المعارضين للنظام الصهيوني ومجازره كي يطالبوا بتحرير القدس، ومن الجدير بالذكر أن في السنوات الأخيرة بدأت تنتشر هذه المظاهرات في عدة بلدان عربية وأوربية ويشارك فيها المسلمين وغير المسلمين، وأبرز الشعارات التي تُرفع في هذه المسيرات «الموت لإسرائيل والموت لأمريكا قتلة الأطفال».
آخر تصريحات خامنئي
وفي اجتماع له أمس، أكد آية الله خامنئي المرشد الأعلى للثورة الإسلامية له على إتمام المسيرة يوم الجمعة القادم، ودعى كل الإيرانيين للمشاركة بها، كما أكد أن الدفاع عن الفلسطينيين هو في الحقيقة خطوة هامة نحو بناء مستقبل أفضل لمنطقة «الشرق الأوسط».
وأشار أيضًا إلى خضوع بعض الدول العربية للولايات المتحدة وفشلهم في إتخاذ موقف قوي ضد العدو الصهيوني، وأضاف: «بعض الحكومات العربية أصبحت الآن أعداء لأممها، وفي ظل هذه الظروف فإن مسئولية الشباب العربي الشجاع هي إفشال هذه المعادلة الفاسدة».
كما تناقلت المواقع الإيرانية دعوة للتظاهر بغرض التعبير عن إستياءهم من نقل سفارة آمريكا إلى القدس، موجهيين أصابع إتهام جديدة إلى الحكومة الأمريكية فقد أكمل إجرائها هذا احتلال القدس، الذي وصفوه بأنه سيتبعه عواقب مستقبلية وخيمة على المنطقة بأكملها.
علاقات قديمة
تعود علاقة النظام الإيراني مع القضية الفلسطينية إلى منتصف السبعينات، كما يشير هاشمي رفسنجاني في مذكراته «حياتي»، الذي التقى ياسر عرفات بمساعدة من موسى الصدر في بيروت للاستفادة من التجربة الفلسطينية في المقاومة والحشد.
وفتح الفلسطينيون دورات تدريبية للإيرانيين حينها، وما إن تمكن «الخميني» من إسقاط نظام الشاه في 1979، حتى كانت طائرة ياسر عرفات أولى الطائرات التي تحط في طهران، متفاخراً بتدريب عشرات الآلاف من «الحرس الثوري».
وتسلم رئيس السلطة الفلسطينية، ياسر عرفات من إيران مقر سفارة «إسرائيل» التي كان نظام «الشاه» يعترف بها وقتها، واستبدل «الخميني» ذلك الاعتراف باعترافها بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً للشعب الفلسطيني.
وسرعان ما تبدلت المواقف مع بدء الحرب العراقية-الإيرانية، حيث وقفت المنظمة على الحياد، وهو ما أثار الخميني، فقام بإغلاق مقر المنظمة في «الأهواز» ومنع لقاء القيادات الفلسطينية هناك، وعانت العلاقة من ركود لم يزل حتى اليوم.