عقِب الإنسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي الإيراني، في 8 مايو الماضي، تحدث الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب عن ضرورة وجود اتفاق مع إيران لكن ببنود جديدة، وهو ما أكد عليه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.
ولفت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال لقائه الأخير مع ترامب إلى أن الرئيس الأمريكي لا يميل إلى الاستمرار في الاتفاق النووي الحالي، وإنما يتجه نحو الانسحاب منه والعمل على إيجاد اتفاق جديد، بتفسيرات جديدة.
اتفاق جديد
بعد قرار الإنسحاب، عبر الرئيس الأمريكي، عن إصراره على ضرورة قبول إيران إعادة التفاوض بشأن الاتفاق النووي، الذي أعلن انسحاب أمريكا منه، وهدد ترامب إيران بأنها سوف تواجه «شيئا ما» ما لم تقبل إعادة التفاوض، غير أنه لم يوضح ماذا سيحدث لو رفضت إيران طلبه.
وفي مؤتمر صحفي عُقد نهاية الشهر الماضي، اعترف «ماكرون» بان هناك خلافا حول اتفاق فيينا الموقع في يوليو 2015 بين ايران والقوى الكبرى (الصين وأمريكا وفرنسا وبريطانيا وروسيا والمانيا) حيث قبلت ايران بموجب الاتفاق بتجميد برنامجها النووي حتى 2025.
بنود الاتفاق
ايقترح «ماكرون» إجراء المفاوضات حول اتفاق جديد على أساس أربع مسائل:
– ابقاء حظر تخصيب اليورانيوم الذي يشكل المرحلة الاول لانتاج قنبلة ذرية، كما كان واردا في نص 2015، اذا بقيت الولايات المتحدة في الاتفاق، تكون المشكلة قد حلت. واذا قرر ترامب في 12 مايو الخروج من الاتفاق، تتمثل الفكرة في فتح مفاوضات حول طريقة مواصلة مراقبة النشاط النووي الايراني رغم كل شيء.
– «التأكد من عدم وجود نشاط نووي ايراني على الامد الطويل»، اي بعد 2025 السنة المحددة لبدء انتهاء بعض بنود الاتفاق الحالي التي تنص على عدد من القيود التقنية على النشاطات الايرانية، ما يمكن ان يسمح لايران باستئناف التخصيب.
– «انهاء النشاطات البالستية لايران في المنطقة»، وهو تلميح الى برنامج طهران للصواريخ المتوسطة والقصيرة الامد التي تطورها ايران منذ سنوات.
– «خلق ظروف لحل سياسي يحتوي ايران في المنطقة في اليمن وسوريا والعراق ولبنان»، يلمح ماكرون في هذه النقطة الى مفاوضات السلام في سوريا المتوقفة حاليا، بسبب معارضة حليفتي سوريا ايران وروسيا، وكذلك الى النزاع في اليمن الذي تتهم طهران بتسليم المتمردين الحوثيين اسلحة.
الموقف الأوروبي
وإن كان الأوروبيون يرون أن الاتفاق الموقع هو أفضل وسيلة للحد من طموحات إيران النووية، إلا أنهم يدركون في المقابل حدود تسوية وصفتها ميركل مؤخرا بأنها «غير مثالية».
واقترحوا التفاوض مع طهران على اتفاق مكمل يعالج برنامجها الباليستي وسياسة بسط نفوذها في الشرق الأوسط، من لبنان وسورية وصولاً إلى اليمن، وهي سياسة يعتبرها الغربيون مزعزعة للاستقرار في المنطقة كما تعتبرها إسرائيل تهديدا مباشرا لوجودها.
عقّب قرار الرئيس الأمريكي بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، جاءت التصريحات الإيرانية على ثقة كبيرة بأن أوروبا ستحاول إنقاذ الاتفاق، أو على الأقل لن تنسحب كما فعل دونالد ترامب.
وقال وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون: «إن المملكة المتحدة وفرنسا عازمتان على حماية جوهر الاتفاق النووي مع طهران»، واعتبر أنه من الضروري استمرار الحوار مع أمريكا.
ويوم الخميس الماضي، شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي على أنه يجب على إيران مواصلة احترام التزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق الموقع مع دول (5 + 1 ).
وجاء في بيان، صدر عن مكتب رئيسة الوزراء البريطانية، عقب لقاء ثلاثي، «أكد الزعماء نيتهم الالتزام بشروط الصفقة، وأكدوا أهميتها على الأمن المشترك»، وتابع البيان «ووعدوا بالعمل مع جميع الأطراف التي لم تخرج من الاتفاق المبرم مع إيران».
الاتفاق النووي
وتوصلت إيران والدول الست في 2 إبريل 2015 إلى بيان مشترك يتضمن تفاهمًا وحلولًا بما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، ووفقا للاتفاق أيضا، يتعين على إيران خفض مخزونها من اليورانيوم المخصب بصورة كبيرة، وألا تخصب ما تبقى لديها من يورانيوم بما يكفي لإنتاج أسلحة نووية.
وينص الاتفاق على خفض عدد أجهزة الطرد المركزي في منشأتي ناتانز، وفوردو النوويتين الإيرانيتين بصورة كبيرة بعيد التوقيع على الاتفاق، وشحن آلاف الأطنان من اليورانيوم المنخفض إلى روسيا للتخصيب.