التعاون السري بين «إسرائيل» وبعض الدول العربية، لم يعد سريًا الآن، خاصة بعد التوتر الإسرائيلي الإيراني حول سوريا، وانسحاب أمريكا من الاتفاق النووي الإيراني في 8 مايو الماضي.
وكان بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية، قد أكد في تصريحات سابقة أن «الزعماء العرب ليسوا العقبة أمام توسع علاقات إسرائيل من خلال السلام، وإنما الرأي العام العربي».
تحالف عسكري
يسرائيل كاتس، وزير شؤون الاستخبارات الإسرائيلي، قال إن «تحالفا عسكريا يضم الدول الغربية والعربية وإسرائيل، قد يتم تشكيله ضد ايران، إذا لم ترضخ طهران للمطالب الأمريكية بخصوص برنامجها النووي».
وأضاف في حديث للإذاعة الإسرائيلية: «رد الغرب للتهديدات المنطلقة من طهران يجب أن يكون واضحا»، ولم يحدد كاتس الدول التي قد تنضم إلى هذا التحالف علما بأن الدول الغربية أعلنت معارضتها للموقف الأمريكي من الاتفاق النووي الإيراني.
ورأى كاتس أن «اعلان إيران نيتها تسريع عملية تخصيب اليورانيوم يدل على أن صناع القرار هناك في حالة من الهلع والذعر»، واعتبر أن «العقوبات التي أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرضها على طهران، بدأت تجني ثمارها».
وأضاف كاتس: «على الإيرانيين الاختيار بين أمرين: إما القبول بالموقف الأمريكي أو الإنهيار تحت ثقل الضغوط الاقتصادية»، وجدد كاتس أن «إسرائيل لن تسمح لإيران بالحصول على أسلحة نووية».
تطور العلاقات
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية ومسؤولون إسرائيليون كشفوا العام الماضي عن زيارة قام بها سرًا ولي عهد النظام السعودي محمد بن سلمان على رأس وفد سعودي إلى «إسرائيل» بينما أعلن رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي غادي ايزنكوت أن النظام السعودي لم يكن يوما عدوا لكيانه بل هناك مصالح مشتركة كثيرة تجمعهما وخصوصا في مواجهة إيران.
كما أكد وزير البيئة في حكومة الاحتلال زئيف إلكين الشهر الماضي أن بعض الدول الإسلامية مهتمة جدا بتطوير العلاقات مع «إسرائيل»، قائلًا «فبعضها يفعل ذلك علنا والبعض الآخر وراء الكواليس» بينما كان وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أعلن أن كيانه يجري اتصالات مع عدد من الأنظمة العربية وأن «الأمور تسير في الاتجاه الصحيح وثمة تفاهم على نحو 75 بالمئة من الأمور».
يشار إلى أن وزير الاتصالات في حكومة الكيان أيوب قرا أعلن في أكتوبر الماضي أن «هناك عددا كبيرا من الدول العربية تربطها علاقات بإسرائيل بشكل أو بآخر تشمل السعودية ودول الخليج وشمال إفريقيا وتشترك مع إسرائيل في الموقف من إيران»، مبينا أن أغلب أنظمة الخليج مهيأة لعلاقات دبلوماسية مكشوفة.
تطبيع علني
وفي سبتمبر الماضي، أعرب ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة معارضته المقاطعة العربية لـ«إسرائيل» وقالت صحف «إسرائيلية» إن ملك البحرين أدلى بهذه الأقوال للحاخام اليهودي أبراهام كوبر رئيس مركز إيلي فيزنطال في لوس أنجلوس، خلال لقاء ديني تم خلاله التوقيع على بيان يستنكر الكراهية والعنف الديني.
وفي نوفمبر 2008 زار الملك حمد بن عيسى آل خليفة مقر مؤسسة «American Friends of Lubavitch» اليهودية في الولايات المتحدة، وصرح خلال اللقاء «أتمنى أن يختار عدد أكبر منكم المجيء إلى البحرين، فلدينا أرض مخصصة لمن يعود منكم إلى البحرين، إنكم موضع ترحيب مثل مواطنينا».
وكشفت صحيفة «جيروزاليم بوست» في أكتوبر الماضي، إجراء عدد كبير من الشركات الإسرائيلية محادثات عديدة ومكثفة مع صندوق الاستثمار العام السعودي للمشاركة في مشروع مدينة نيوم (NEOM)، الذي أعلن ولي العهد السعودي تدشينه، والمقرر له أن يقام على أراضٍ من السعودية والأردن ومصر، باستثمارات إجمالية تقدر بـ500 مليار دولار.
هذا بخلاف الخطاب الشهير للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمام الأمم المتحدة سبتمبر الماضي والذي أكد من خلاله حرصه الشديد على «أمن المواطن الإسرائيلي» الذي ناشده بالوقوف خلف قيادته السياسية، وهو الخطاب الذي وصفه البعض بأنه قمة مراحل التطبيع العربي منذ كامب ديفيد، أعقبه لقاء جمعه ورئيس حكومة تل أبيب بنيامين نتنياهو، جسدت فيه الضحكات المتبادلة بينهما حجم ما وصلت إليه العلاقات المشتركة من حميمية.
كما شارك رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي غادي آيزنكوت، في أعمال المؤتمر الدولي الذي استضافته العاصمة الأمريكية واشنطن، أكتوبر 2017، لبحث سبل مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية، بمشاركة رؤساء أركان جيوش بعض الدول العربية على رأسها مصر والإمارات والسعودية والأردن، لتعيد هذه الأحداث المتلاحقة ملف التطبيع إلى الأضواء مجددًا.
وفي 2015 صوتت الإمارات بجانب مصر بالموافقة على عضوية إسرائيل في لجنة استخدام الفضاء الخارجي للأغراض السلمية التابعة للأمم المتحدة، كما قال مدير برنامج سياسات الخليج في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، سايمون هندرسون في مقال له أواخر 2016: «إذا نحينا اغتيال المبحوح جانبًا، فإن أوثق العلاقات الإسرائيلية في منطقة الخليج هي مع دولة الإمارات العربية المتحدة».