قبيل انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من الاتفاق النووي الإيراني، في 8 مايو الماضي، كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عبر وثائق حصل عليها الموساد عن برنامج سري لتخصيب اليورانيوم بإيران.
وكشفت وكالة المخابرات الأمريكية، أن وثائق نتنياهو لعبت دورًا كبيرًا في قرار دونالد ترامب بالإنسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، إن وثائق نتنياهو «الكثير منها جديد».
تحركات نتنياهو
يتجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى أوروبا فى وقت لاحق من الأسبوع الجاري في محاولة لكسب الدعم من حلفاء رئيسيين على صعيد تعديل الاتفاق النووي الدولي مع إيران ولدفع القوات الإيرانية خارج الجوار السوري.
ومن المقرر أن يلتقي «نتنياهو» قادة من كل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، على أن تكون البداية مع المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل الإثنين، حسبما ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» على موقعها الإلكتروني مساء أمس الأحد.
وقال «نتنياهو» مخاطبا حكومته: «إن العدو اللدود» إيران سيتصدر أجندته، وأضاف: «لأعوام نقف وحدنا ضد هذين التهديدين التوأمين (النووي الإيراني والوجود العسكري في سوريا)، وأعتقد أن الوضع قد تغير إلى الأفضل».
وبعد ألمانيا ينتقل رئيس الوزراء إلى باريس حيث يلتقي غداَ الرئيس إيمانويل ماكرون، ثم إلى بريطانيا حيث يجري محادثات الأربعاء مع رئيسة الوزراء تيريزا ماي، ويدافع قادة هذه الدول عن الاتفاق النووي رغم انسحاب واشنطن.
وكشف نتنياهو في وقت سابق إنه سيبحث خلال جولته الأوروبية طموحات إيران النووية وما وصفه بتوسعها الإقليمي، كما سيناقش مع الأوروبيين، قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتعلق بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني.
ومن المرتقب أن يلجأ «نتنياهو» إلى أحدث التحليلات التي جرى القيام بها للأرشيف الإيراني، لإقناع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بأن الاتفاق باطل، ما دام قائمًا على الكذب منذ البداية، وادعاء طهران بأنها لم تضع أي برنامج تسلح نووي، وإنها خصبت اليورانيوم حتى تستخدمه لأغراض سلمية فقط.
وثائق نتنياهو
ونجح عملاء في المخابرات الإسرائيلية «الموساد» في تهريب 100 ألف وثيقة من الأرشيف النووي الإيراني، خلال شهر يناير الماضي، وأعلن عنها نتنياهو في مؤتمر صحفي.
وتضم الوثائق صورًا تظهر مولدات جرى استخدامها لإمداد آلة أشعة سينية بالطاقة، وجرى اللجوء لهذه الأداة لأجل إجراء اختبار «تمثيلي» للانفجار في موقع برشين العسكري.
وقالت صحيفة «ذا تايمز» البريطانية، في تقرير لها «إنها اطلعت على وثيقة بارزة تظهر تخصيب اليورانيوم، وفق مستوى موجه لصناعة سلاح نووي، لفائدة وزارة الدفاع».
واتهم «نتنياهو» إيران بتنفيذ برنامج سري للأسلحة النووية، عرف باسم «مشروع عماد»، وقال إنها واصلت متابعة معلومات الأسلحة النووية بعد إغلاق المشروع 2003.
وأضاف «نتنياهو»: «إن وجود الملفات المزعومة يثبت أن إيران كانت تخزن مواد برنامج (عماد) سرا لاستخدامها في الوقت الذي تختاره لتطوير سلاحها النووي».
وتمتلك الولايات المتحدة وروسيا أكبر ترسانات من السلاح النووي، كما تمتلك فرنسا، والصين، وبريطانيا، وباكستان، والهند، وكوريا الشمالية و«إسرائيل» بعض تلك الأسلحة.
توافق
وإن كان الأوروبيون يرون أن الاتفاق الموقع هو أفضل وسيلة للحد من طموحات إيران النووية، إلا أنهم يدركون في المقابل حدود تسوية وصفتها ميركل مؤخرا بأنها «غير مثالية».
واقترحوا التفاوض مع طهران على اتفاق مكمل يعالج برنامجها الباليستي وسياسة بسط نفوذها في الشرق الأوسط، من لبنان وسورية وصولاً إلى اليمن، وهي سياسة يعتبرها الغربيون مزعزعة للاستقرار في المنطقة كما تعتبرها إسرائيل تهديدا مباشرا لوجودها.
وقد يتوصل نتنياهو إلى توافق مع محاوريه الأوروبيين حول هاتين النقطتين، وصرح نتنياهو قبل الزيارة: «سأتباحث معهم في سبل عرقلة الطموحات النووية، وكذلك التوسع الإيراني في الشرق الأوسط»، مضيفًا أنها مسائل «حيوية بالنسبة إلى أمن إسرائيل».
وتوصلت إيران والدول الست في 2 إبريل 2015 إلى بيان مشترك يتضمن تفاهمًا وحلولًا بما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، ووفقا للاتفاق أيضا، يتعين على إيران خفض مخزونها من اليورانيوم المخصب بصورة كبيرة، وألا تخصب ما تبقى لديها من يورانيوم بما يكفي لإنتاج أسلحة نووية.
وينص الاتفاق على خفض عدد أجهزة الطرد المركزي في منشأتي ناتانز، وفوردو النوويتين الإيرانيتين بصورة كبيرة بعيد التوقيع على الاتفاق، وشحن آلاف الأطنان من اليورانيوم المنخفض إلى روسيا للتخصيب.