منذ انسحاب الرئيس الأمريكي، من الاتفاق النووي الإيراني، ويتوقع العالم حرب إيرانية إسرائيلية، خاصة بعد تسبب وثائق نتنياهو في قرار «ترامب»، وكذلك القصف الإسرائيلي الإيراني المتبادل في سوريا الفترة الأخيرة.
وفي بداية مايو الماضي، اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إيران بتنفيذ برنامج سري للأسلحة النووية، عرف باسم «مشروع عماد»، وقال إنها واصلت متابعة المعلومات الجديدة بشأن الأسلحة النووية.
وأضاف «نتنياهو»: «إن وجود الملفات المزعومة يثبت أن إيران كانت تخزن مواد برنامج عماد سرا لاستخدامها في الوقت الذي تختاره لتطوير سلاحها النووي»، مضيفًا: «قدمنا نسخة من السجلات إلى أمريكا».
وعقِب إنسحاب «ترامب» في 8 مايو الماضي، هاجمت «إسرائيل» أهدافًا إيرانية في سوريا، وأعلن الجيش الإسرائيلي أن عمليته في سوريا جاءت ردًا على قصف ميليشيات إيرانية مواقع له في هضبة الجولان.
حرب وشيكة
توقع باحث ألماني أن تشن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حربا على إيران بمشاركة «إسرائيل» ودعم محتمل من السعودية على خلفية تصاعد التوتر بين الجانبين بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الموقع بين الدول الكبرى وطهران عام 2015.
وقال الخبير في السياسة الأميركية والعلاقات الأطلسية بالمؤسسة الألمانية لدراسات السياسة الخارجية في برلين البروفيسور جوزيف برامل في مقابلة مع الجزيرة نت، إن رفض إيران المطالب الـ12 التي قدمها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، وإبقاءها المجال مفتوحا للعودة لأنشطتها السابقة في مجال تخصيب اليورانيوم قد يدفعان الولايات المتحدة للرد بضربات وقائية.
ورأى الباحث الألماني البارز أن العقوبات الاقتصادية التي تعتزم واشنطن فرضها على إيران تعكس رغبة إدارة ترامب في الإضرار بأوروبا والصين، إضافة لاستهدافها تغيير النظام الإيراني.
وأضاف: «ليس هناك تفسير لإعلان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو غير أن حرب إدارة ترامب بمشاركة إسرائيل وربما بدعم السعودية ضد إيران باتت مسألة وقت، والرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير قال عندما كان وزيرا للخارجية لقد وقعنا الاتفاق النووي مع إيران لكي نمنع الحرب».
وتابع: «والتداعيات المنطقية لانسحاب الولايات المتحدة من هذا الاتفاق هي وقوع هذه الحرب، ومجرد إبقاء إيران المجال مفتوحا لعودتها لأنشطتها النووية السابقة سيرد عليه الأميركيون بـ(الضربات الوقائية) التي خططوا لها، وهذا هو التوجه القوي لمستشار الأمن القومي الأميركي الجديد جون بولتون الذي أعلن عام 2014 أن إيقاف طموحات إيران النووية يتطلب ضربها».
حلف الناتو
«الناتو» هو تحالف يتكون من 29 بلد عضو مستقل في جميع أنحاء أمريكا الشمالية وأوروبا، وتشارك 21 دولة أخرى في برنامج الشراكة من أجل السلام التابع لمنظمة حلف شمال الأطلسي، مع مشاركة 15 بلدا آخر في برامج الحوار المؤسسي.
منظمة حلف شمال الأطلسي، تأسست عام 1949 بناءً على معاهدة شمال الأطلسي التي تم التوقيع عليها في واشنطن، ويقع المقر الرئيسي للناتو في هارين، بروكسل، بلجيكا، في حين أن مقر عمليات قيادة الحلفاء يقع بالقرب من مونس، بلجيكا.
التوتر الإسرائيلي الإيراني
في تصريحات له، صباح اليوم السبت، قال أمين عام حلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرج، إن الحلف لن يقدم على مساعدة «إسرائيل» دفاعيا في حال هاجمها العدو اللدود إيران، حسب وكالة «أسوشيتيد برس» الأمريكية.
وأضاف «ستولتنبرج» في تصريحات نشرتها مجلة «دير شبيغل» الألمانية، أن «إسرائيل» شريكة وليست عضو في حلف الناتو، وأوضح أن الضمانة الأمنية التي يوفرها حلف الناتو لأعضائه لا تنطبق على «إسرائيل».
وحول السبب الرئيسي لرفض حلف شمال الأطلسي الدفاع عن «إسرائيل»، شدد أمين عام حلف شمال الأطلسي على عدم انخراط حلف الناتو في جهود إحلال السلام في الشرق الأوسط، أو في النزاعات التي تشهدها المنطقة.
الاتفاق النووي
وفي 26 أبريل الماضي، أعلن أمين عام حلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرج، أنه من المهم تنفيذ الاتفاق النووي الإيراني بالكامل، وقال في مؤتمر صحافي بمقر الحلف إن «تنفيذ الاتفاق النووي يحول دون امتلاك إيران بالسلاح النووي».
وشدد «ستولتنبرج» على أن برنامج الصواريخ الإيراني ونشاطات إيران في المنطقة وتهديدها الملاحة البحرية يثير قلق الحلفاء، واعتبر أن الدرع الصاروخية في رومانيا وبولندا وتركيا قادرة على مواجهة تهديد الصواريخ الإيرانية.
وتوصلت إيران والدول الست في 2 إبريل 2015 إلى بيان مشترك يتضمن تفاهمًا وحلولًا بما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، ووفقا للاتفاق أيضا، يتعين على إيران خفض مخزونها من اليورانيوم المخصب بصورة كبيرة، وألا تخصب ما تبقى لديها من يورانيوم بما يكفي لإنتاج أسلحة نووية.
وينص الاتفاق على خفض عدد أجهزة الطرد المركزي في منشأتي ناتانز، وفوردو النوويتين الإيرانيتين بصورة كبيرة بعيد التوقيع على الاتفاق، وشحن آلاف الأطنان من اليورانيوم المنخفض إلى روسيا للتخصيب.