في كل دول العالم يفصل دائما القانون الحاكم امام رغبة اي شخص في ممارسة فعل ما من عدمها فاذا حرمه القانون انتهى الامر واذا اتاحه مارسه متى شئت، ولكن في ايران الوضع يختلف كثيرا فحتى لو ان هذا الفعل متاحا لك من الناحية القانونية والدستورية ستجد معوقات اخرى تمنعك منه كالعادات اوالتقاليد او الاعارف اوالتعليمات الامنية او ايا كان المسمى فالنتيجة واحدة هي منعك بالقوة الامنية من ممارسة فعل يكفله لك القانون الايراني طالما هذا الفعل ا يتماشى مع رؤية الجهاز الامني في طهران.
وهو ما ينطبق بالاخص على كل من يقترن بنهاية تعريفها تاء التأنيث، فوفقا للقانون الايراني ليس به ما مينع النساء من ركوب الدرجات الهوائية والتجول بها بالطرقات العامة وايضا من الناحية الدينية ليس هناك ما يمنع ذلك ورغم ذلك الامر مرفوض بشكل مبالغ فيه من قبل السلطات الامنية التي لا تتوانى في توقيف من تشاهدها من النساء على دراجتها الهوائية في الشارع وتطحبها معها إلى اقسام الشرطة ولا تتركها إلا بعد استدعاء زوجها او ولادها او اخيها وتجبرها على التعهد امامه بعدم تكرار هذة الفعلة من جديد بحجة ان ذلك مخالف للعادات والتقاليد في ايران.
مسألة اهتمام الايرانيات باستخدام الدرجات الهوائية في تنقلاتهم بدلا من المواصلات الاعتيادية لم تبدأ من الاساس من قبل النساء انفسهم بل بدأت عبر عدة حملات كانت قد انتشرت في ايران خلال السنوات الاخيرة تهدف بالاساس إلى الاعتماد على الدرجات الهوائية كوسيلة لمواجهة التكدس المروري والتلوث الهوائي الذي اصبح مسيطرا على كل العواصم المحافظات الايرانية بالاخص وبجميع المدن المتكدسة بالسكان بشكل عام.
لدرجة ان احدى احصائيات الاخيرة عن تلوث الهواء في العاصمة الايرانية طهران واكبر مدنها من ناحية الجغرافية، اكدت ان الهواء الضار والسام يقتل مواطنا كل 12 ثانيا.
كل تلك الحملات قوبلت بتاييد كامل من الشارع الايراني في محاولة لتخفيف من أزمة المرور وتلوث الهواء وبدءوها بتخصيص يوم اسبوعي للجوء إلى هذا الحل وامام هذا التفاعل حاولت النساء المشاركة في الامر لكن النتيجة لم تكن محمودة ففي نهاية عام 2016 اوقفت الشطرة الايرانية خمس نساء بمدينة مريوان بسبب ركوبهم دراجات هوائية في الشارع وهو ما اثار حفيظة الكثيرون وخرجت العديد من المظاهرات لمطالبة بحق النساء في ركوب الدرحات الهوائية وقتما يشاوؤن وتتم المساواة في تلك الجزئية بين الرجال والنساء.
وما زاد الازمة حدة حينما خرج داعية اسلامي ايراني بفتوى جديدة تحرم ركوب السيدات الدرجات الهوائية لان ذلك منافي لتعاليم الاسلام وهو ما قوبل ايضا برفض تام من الشارع الايراني الذي خرج في مظاهرات أخرى للاعتراض على تلك الفتوى، وحينها حاولت السلطات الايرانية امتصاص غضب المتاهرون والتوصل إلى حل وسط يسمح للنساء ركوب الدرجات فقط بالنوادي الرياضية والحدائق العامة المخصصة لذلك ومنعهم من ممارسة هذا الحق بالشوارع العامة والتنقل بها كوسيلة مواصلات او حتى بغرض الترفيه وممارسة تلك الرياضة.
ولكن هل انتهي الامر عند هذا الحد الاجابة لا فمن وقت هذة التظاهرات وحتى الان وبين الحين والاخر يثار الامر من جديد على الساحات الاعلامية وفي الشارع الايراني المطالب بهذا الحق ولكن طريقة تعامل السلطات الايرانية مع الامر والتي تتشاه بشكل كبير مع تعاملها مع باقي الزامات ومطالبات الشارع الايراني تنتهي الامور في النهاية الى عباراة يبقى الوضع على ما هو عليه وحرية اخرى تسلب من نساء ايران وحتى ولو كانت مكفولة لها هذة المرة من قبل الدستور والدين في ايران.