نقلت وكالة «رويترز» أن مسؤولين إيرانيين وأوروبيين وصلوا لمراحل متقدمة في محادثات لإنهاء الصراع الدائر في اليمن، بعد إبداء طهران استعدادها للضغط من أجل وقف إطلاق النار وتخفيف الأزمة الإنسانية.
ونقلت الوكالة عن مصدر إيراني، إن طهران وافقت على العمل مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا لإنهاء الصراع في اليمن، بسبب ما وصفها بالكارثة الإنسانية، مضيفا أن الهدف هو التوصل لوقف إطلاق النار لمساعدة المدنيين.
وأقرت إيران لأول مرة في نوفمبر الماضي بضلوعها في الصراع الدائر في اليمن عندما قال قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري، إن بلاده قدمت المساعدات في صورة المشورة لحلفائها الحوثيين في اليمن.
وقالت «رويترز» إنها طلبت من مسؤولين من السعودية أو اليمن أو الحوثيين التعليق على هذه الأنباء، إلا أنها لم تتلق ردا.
المحادثات
في هذا الشأن، قال مسؤول أوروبي إن المحادثات مع الإيرانيين تجري بشكل جيد جدا، وإنهم أبدوا استعدادهم لتقديم خدماتهم في الاتصال بالحوثيين من أجل المضي قدما لإنهاء الصراع في اليمن.
ونقلت رويترز أن المحادثات بدأت في فبراير في إطار جهود لتجنب قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانسحاب من اتفاق النووي الموقع عام 2015 وإعادة فرض العقوبات على طهران.
وقال كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين عباس عراقجي إن المحادثات بشأن الصراع الدائر في اليمن تمضي بالتوازي مع المحادثات بشأن النووي مع الموقعين الأوروبيين على الاتفاق الذي قبلت إيران بموجبه تقليص أنشطتها النووية في مقابل رفع العقوبات الدولية.
وتهدف المحادثات، التي بدأت ضمن مسار آخر غير المفاوضات النووية، إلى تهدئة المخاوف الأميركية المتعلقة بدور إيران الإقليمي، وإلى أن تظهر لواشنطن أن أوروبا بإمكانها الحصول على تنازلات من طهران.
عاصفة الحزم
يُشار إلى أنه في فجر 25 مارس 2015، أعلنت المملكة العربية السعودية انطلاق عملية «عاصفة الحزم»، بغارات جوية ضد جماعة أنصار الله (الحوثيون) وعلي عبد الله صالح المتحالف معهم والقوات الموالية له.
عملية «عاصفة الحزم» ضمت تحالف من عشر دول وهم: البحرين والكويت وقطر والإمارات العربية المتحدة ومصر والأردن والمغرب والسودان والسنغال، وفي الساعات الأولى تمت السيطرة على أجواء اليمن وتدمير الدفاعات الجوية ونظم الاتصالات العسكرية.
وكانت السعودية وعلى لسان وزير دفاعها قد حذرت قبل شن عمليات عاصفة الحزم من عواقب التحرك نحو عدن، وجاءت العمليات بعد طلب تقدم به الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لإيقاف الحوثيين الذين بدأوا هجوماً واسعاً على المحافظات الجنوبية، وأصبحوا على وشك الاستيلاء على مدينة عدن، التي انتقل إليها الرئيس هادي بعد انقلاب 2014 في اليمن.